يرعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز اليوم بحضور قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية حفل افتتاح مشروع تطوير حي الطريف، ضمن برنامج تطوير الدرعية التاريخية. وقال أمير منطقة الرياض رئيس مجلس هيئة تطوير مدينة الرياض الأمير فيصل بن بندر إن برنامج تطوير الدرعية التاريخية يعد من أهم برامج التطوير الثقافي والتراثي والسياحي في المنطقة، وأحد مشاريع التطوير الاستراتيجي المشتملة على محاور عدة، تتوزع بين التخطيط الحضري، وأعمال التطوير العمراني، واستكمال المرافق والبنى التحتية، وتوفير الساحات والميادين والحدائق العامة، في الوقت الذي يجمع فيه البرنامج بين عناصر التطوير العمرانية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية، ومتطلبات التطوير البيئي لوادي حنيفة الذي قامت الدرعية على ضفافه، مع المحافظة على النسيج العمراني للمنطقة الأثرية والتراثية، وتوظيفها بما يخدم أنشطة البرنامج المختلفة. وأضاف أن أهمية مشروع تطوير حي الطريف تـنبع من قيمة الحي التاريخية، حيث كان مقرا للحكم في الدولة السعودية الأولى، ويحتضن أهم معالم الدرعية وقصورها ومبانيها الأثرية، وفي مقدمتها: قصر سلوى، ومسجد الإمام محمد بن سعود، ومجموعة من القصور والمنازل، إضافة إلى المساجد الأخرى، والأوقاف، والآبار، والأسوار. وأشار إلى أن المشروع سعى إلى إبراز قيمة الحي التاريخية، وتحويله إلى متحف مفتوح من خلال تأهيل المنشآت الأثرية في الحي، بعد توثيقها وترميمها، وتوظيف أبرز المنشآت المعمارية لاستيعاب مؤسسات متحفية، وأنشطة وفعاليات ثقافية تراثية، إضافة إلى تزويد الحي بالخدمات الملائمة للزوار، بما في ذلك الطرق والممرات، والمرافق الخدمية، والوسائل التعريفية الثقافية والإرشادية. مشروع تطوير الدرعية التاريخية صدرت الموافقة السامية في 1419هـ على البرنامج المقترح للتطوير تتولى الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض مسؤولية تنفيذه يهدف إلى إبراز الدور التاريخي للدرعية جعلها مركزا ثقافيا سياحيا على المستوى الوطني إجراءات متنوعة وفقا لأهداف التطوير إقرار الخطة التنفيذية النهائية لتطوير الدرعية شراكة كاملة لبلورة الفكرة الأساسية للمشروع والعمل على تفاصيله التطوير المتوافق مع أعلى المعايير الدولية والتجارب الناجحة في تطوير المواقع التراثية تتولى هيئة السياحة مراجعة سيناريوهات العروض المتحفية إعداد خارطة بمواقع الأحداث التاريخية في حي الطريف والدرعية التاريخية وضع الأفكار الأولية والتصور العام لتصميم حي البجيري وحي الطريف إجراء أعمال البحث العلمي في موقع حي الطريف تحديد معالم المباني والمنشآت وفترات المراحل المعمارية والسكنية أعمال التسجيل والتوثيق في الموقع وحدات موجودة في الموقع شملتها الأعمال جامع الإمام محمد بن سعود قصر إبراهيم قصر سلوى قصر مشاري قصر تركي قصر فرحان الوحدات والمنشآت المائية في الموقع شراكة حكومية متواصلة لتطوير المشروع يعد مشروع تطوير الدرعية التاريخية أحد المشاريع الوطنية الرائدة التي حظيت بالاهتمام والمتابعة المباشرة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي تبنى هذا المشروع انطلاقا من أهمية تطوير هذا المعلم التاريخي البارز والمحافظة عليه، لتتحقق اليوم أبرز إنجازاته بتدشين مشروع تطوير حي الطريف المسجل في قائمة التراث العالمي لليونسكو. وأولى رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني عضو اللجنة العليا لتطوير الدرعية الأمير سلطان بن سلمان أهمية خاصة بالحفاظ على الدرعية التاريخية، ورفع مقترحا لتطويرها نتج عنه هذا المشروع الذي يمثل نموذجا ناجحا للعمل بمنهج الشراكة بين الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، ومحافظة الدرعية، وتابع مراحل العمل في المشروع من خلال زياراته المتتابعة للموقع، إضافة إلى تبنيه ومتابعته لملف ضم «الدرعية التاريخية» لقائمة التراث العالمي التابعة لليونسكو. ويمثل مشروع تطوير الدرعية التاريخية جانبا من اهتمام الدولة بالتراث الوطني وتنميته، لدوره في حفظ تاريخ الوطن وإبراز مساهمة أبنائه في ملحمة تأسيسه ووحدته، كما أنه شكل لاحقا أحد العناصر المهمة لمشروع خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري الذي اعتمدته الدولة أخيرا. ونظرا لأهمية الدرعية التاريخية والحاجة إلى برنامج تطوير حضاري تنموي يبرز دورها التاريخي ويجعل منها مركزا ثقافيا وحضاريا على المستوى الوطني، فقد وجه الملك سلمان بن عبدالعزيز، أمير منطقة الرياض رئيس اللجنة العليا بمناسبة مرور 100 عام على تأسيس المملكة آنذاك، بتشكيل لجنة لدراسة تطوير الدرعية بناء على مقترح قدمه الأمير سلطان بن سلمان الذي رأس اللجنة. وتوجت جهود الدولة في حماية الدرعية التاريخية، وما يحظى به الموقع من أهمية تاريخية، باعتماد ضم الموقع لقائمة التراث العالمي التابعة لليونسكو في 31 يوليو 2010، وجاءت «الدرعية التاريخية» الموقع السعودي الثاني المسجل في قائمة التراث العالمي بعد موقع الحجر «مدائن صالح» الذي سجل في قائمة التراث العالمي التابع لليونسكو في 2008، وتلاه موقع جدة التاريخية الذي جرى تسجيله في 2014.
مشاركة :