أرجع مجموعة من علماء الأعصاب، مرور الوقت ببطء شديد عندما يشعر الإنسان بالملل، إلى أن منطقة في المخ تسمى "القشرة المخية الأنفية الجانبية" مسؤولة عن تسجيل الأحداث في الوقت المناسب، وإصدار "أختام زمنية" مصغرة في كل مرة يقوم الشخص بعمل ما، ثم تتوالى مجموعة من الخطوات الأخرى داخل مخ الإنسان. وأوضح العلماء أن عملية الأختام الزمنية يعقبها إطلاق إشارات إلى الحصين المجاور؛ حيث يتم تخزين الذكريات، وإذا تم القيام بنفس العمل أو التصرف مرارًا وتكرارًا - مثل التوجه إلى العمل - فإن هذه الأختام الزمنية تكون متشابهة إلى حد كبير لدرجة حدوث تشوش وتصبح من الصعب تمييزها وفصلها، مما يعطي الانطباع بأن الزمن يمر بطيئًا، بحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية. وبدأ عالم الأعصاب ألبرت تساو الباحث في جامعة ستانفورد، الاهتمام لأول مرة بمنطقة "القشرة المخية الأنفية الجانبية" من المخ في عام 2007، وبإجراء التجارب على الفئران، رجح تساو، أن الخلايا العصبية في "القشرة المخية الأنفية الجانبية" يمكن أن تسجل مرور الزمن، ومن ثم توصل إلى أن الوخزات الكهربائية من العصبونات في الفئران كانت أكثر وضوحًا عند الخروج للعثور على الطعام. وشملت التجربة تسجيل كل نشاط للفئران على حدة مع رصد مختلف وخزات النشاط الكهربية؛ لكن عندما استمرت الفئران في الركض في جولات متكررة للعثور على الطعام، وربما بحافز أقل، لم تفصل منطقة "القشرة المخية الأنفية الجانبية" من المخ بين جولة وأخرى. ويعتقد دكتور تساو أنه عندما تكون الأختام الزمنية في المسار المستمر والمتكرر "متشابهة إلى حد كبير، يصعب فصل هذه التسلسلات عن بعضها بعضًا"، وبناء على نتائج هذه التجارب، استنتج أن الوقت الذي تحتسبه "القشرة المخية الأنفية الجانبية" يكون "ترميزًا لتجربة مستمرة". ويعتقد العلماء أن الخلايا العصبية في الحصين تعتمد على المدخلات من كل من القشرة المخية الأنبوبية الفردية والمتوسطة، وهما المنطقتان اللتان تتكون فيهما ذاكرة كل شخص. ويخطط الفريق البحثي لإجراء مزيد من الأبحاث على أمخاخ الأشخاص، الذين يعانون من مرض الزهايمر؛ حيث إن "القشرة المخية الأنفية" هي إحدى المناطق الأولى التي تتأثر.
مشاركة :