فرّق مسلحون حوثيون بالقوة مسيرة مناهضة لهم بالعاصمة صنعاء واختطفوا عددًا من المتظاهرين، أمس السبت. فيما لاتزال المشاورات بين القوى السياسية الجارية برعاية المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، جمال بنعمر متوقفة إثر انسحاب ممثلي الحراك الجنوبي احتجاجًا على الانحراف بمسار المفاوضات عن مخرجات الحوار وشرعنة الحوارات للانقلاب على الشرعية الدستورية الممثلة بالرئيس هادي وحكومته. وقتل أمس سبعة بينهم ضابط برتبة عقيد وثلاثة حوثيين في الهجوم الذي شنه مسلحون حوثيون على أحد معسكرات الجيش بالحديدة. في الوقت الذي اغتال مسلحون مجهولون يستقلون دراجة نارية، بالقرب من مبنى الأحوال المدنية بحوطة لحج أحد ضباط البحث بأمن الحوطة بمحافظة لحج، جنوب اليمن. كما اتهمت مصادر محلية بمحافظة الحديدة جماعة الحوثيين بقتل مدير مدرسة المنصورية بمدينة الحديدة، غرب البلاد. وقال شهود عيان لـ «المدينة»: إن المسلحين الحوثيين فرقوا مظاهرة طلابية أمام جامعة صنعاء بالرصاص الحي. وأضافت المصادر: أن الحوثيين اعتدوا أمس على المظاهرة بالرصاص الحي والهروات، ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى وسط المتظاهرين واختطاف آخرين. وقال شهود عيان إن مسلحين حوثيين هاجموا تظاهرة منددة بالانقلاب واختطفوا عددًا من المشاركين فيها بينهم ناشطة، مستخدمين العصي والهراوات والحجارة والخناجر، ما أسفر عن إصابة عدد من المتظاهرين. وتأتي هذه المظاهرة التي جدد فيها المتظاهرون رفضهم لانقلاب الحوثيين على مؤسسات الدولة والتنديد بقمع المسيرات استجابة لدعوة شباب ثورة فبراير وحركة رفض. وأوضح الشهود بأن مسلحين حوثيين يرتدون زي الأمن أغلقوا الشوارع المحيطة بساحة التغيير منذ الصباح الباكر، ترقبًا لوصول المشاركين في التظاهرة التي دعت لها حركة «رفض». وقال ناشطون إن الحوثيين اختطفوا الناشطة هويدا المذحجي وعددًا من المحتجين على متن سيارة «جيب»، تابعة للجماعة. ومنذ استقالة الرئيس عبدربه منصور هادي في 22 يناير الجاري تشهد البلاد مظاهرات شبه يومية رفضًا لإجراءات الحوثيين وسيطرتهم على الدولة بالقوة. إلى ذلك، خرجت مظاهرات شعبية مناهضة للحوثيين في كل من تعز والحديدة وذمار وإب، وذلك ضمن التصعيد الشعبي الرافض لانقلابهم على مؤسسات الدولة. وطالب المتظاهرون القوى السياسية بالانسحاب من طاولة الحوار مع جماعة الحوثي بحيث لا تشرعن للانقلابيين على الرئيس هادي والاستيلاء على السلطة بالقوة. على صعيد متصل، قتل أربعة من قوات الجيش بيتنهم ضابط برتبة عقيد وثلاثة حوثيين في الهجوم الذي شنه مسلحون حوثيون على أحد معسكرات الجيش بالحديدة مساء الجمعة. وقال مصدر محلي: إن مسلحي الحوثي شنوا هجومًا على اللواء 121 بالخوخة بالحديدة ما أدى إلى مقتل العقيد زين الردفاني قائد حماية جزر حنيش وثلاثة جنود آخرين، بالإضافة إلى مقتل ثلاثة من الحوثيين وإصابة تسعة آخرين. وأوضح المصدر أن الحوثيين حاولوا اقتحام اللواء لكنهم وجدوا مقاومة من جنوده.. مشيرًا إلى أن الحوثيين استحدثوا نقاطًا للتفتيش على امتداد الطريق الساحلي. في سياق متصل، قال ضابط في جنود كتيبة الحماية في جزيرة حنيش الواقعة في البحر الأحمر، غرب اليمن: إن الجنود يهددون بإغلاق الممر الملاحي الدولي في حال لم يتم تسليم المتهمين بقتل العقيد زين الردفاني ومرافقيه إلى الشرطة العسكرية.
مشاركة :