خبراء اللغة العربية يؤكدون أن معجم الدوحة التاريخي يخدم النهوض العلمي بلغة الأمة

  • 12/11/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أكد خبراء اللغة العربية أن تبني دولة قطر إطلاق معجم الدوحة التاريخي للغة العربية يقدم خدمة جليلة للنهوض العلمي بلغة الأمة. وشدد عدد من المسؤولين عن المعجم اليوم، على أن إنجاز معجم الدوحة التاريخي الذي اطلقت أولى مراحله اليوم لجدير بتحقيق نهضة لغوية شاملة ليس لها مثيل، فبإنجازه تجمع ألفاظ اللغة العربية ونصوصها في مدونة لغوية الكترونية ستكون الأضخم على الإطلاق وتحقق الكثير من النصوص متنا وسندا . فمن جانبه، قال الدكتور عزمي بشارة المدير العام للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات والمدير العام لمشروع معجم الدوحة التاريخي للغة العربية، في كلمة له بمناسبة إطلاق المرحلة الأول للمعجم، إنّ هذا المشروع العظيم والحدث التاريخي لإطلاقه لم يكن ليرى النور لولا الرؤية والإيمان بالعمل العربي المشترك والكفاءات العربية والإدارة السليمة. فكتب له النجاح بواسطة التعاون بين العلماء والهيئات التنفيذية والخبرات الحاسوبية، وذلك بعد أن توقفت مبادرات أخرى لوضع معجمٍ تاريخي للغة العربية في منتصف الطريق في السنوات الماضية. واستطرد بشارة منوّهًا بالإنجازات التي حققتها مشاريع سابقة، بدءًا بإنشاء مجمع اللغة العربية في مصر عام 1932 وغيرها في العالم العربي وجميعها جهود مقدرة بالتأكيد لكنها لم تصل فعلًا إلى إصدار معجم تاريخي للّغة العربية. وشدد بشارة على أن ما حققه مشروع معجم الدوحة التاريخي للّغة العربية في خمس سنوات منذ بدْء العمل فيه، استغرق خلالها وضع الأسس والمنهج وإعداد القاعدة الحاسوبية الرقمية عامين كاملين، يعد إنجازًا كبيرًا وفريدًا على المستوى العربي وحتى الدولي ففي ثلاث سنواتٍ تمّ إنجاز مئة ألف مدخل معجمي تغطي سبعمئة سنة إلى غاية عام 200 للهجرة، على الرغم من خصوصية الصعوبات التي تميز العربية. علمًا أنّ الصعوبات في حالة اللغة العربيّة تفوق أيّ لغة أخرى أُرّخ لها معجميًا. وأشار في هذا الخصوص إلى عدد من تجارب المعاجم التاريخية في لغات أخرى والتي استغرقت وقتا طويلا مقارنة بهذا المعجم حيث استغرق الألمان قرنًا وعقدين للانتهاء من 400 عام فقط من تاريخ لغتهم، واستغرق العمل على المعجم التاريخي للّغة الإنكليزية 70 عامًا لينتج أول إصدار منه، ليختتم حديثه قائلًا: "إن تسميته "معجم الدوحة التاريخي للّغة العربية"، لأنّ المشروع هو هدية ثمينة للغاية من الدوحة إلى الأمّة جمعاء". ومن جانبه، قال الدكتور علي أحمد الكبيسي عضو المجلس العلمي للمعجم، إن معجم الدوحة يعد نقلة نوعية في خدمة اللغة العربية، وهو أول محاولة عربية ناجحة في هذا الشأن بما يفتح آفاقا جديدة أمام كل الباحثين والدارسين في كل مجالات دراسات اللغة العربية وتمهد لصناعة معجمية عربية متطورة ، مشيرا إلى أن هذا المشروع وإن كان يمثل مشروع أمة فإن دعمه من دولة قطر يؤكد حرص قيادتها الرشيدة على تعزيز وجود أمتنا العربية من خلال النهوض بعنوان وجودها ورمز كيانها اللغة العربية. وبدوره أكد الدكتور عز الدين البوشيخي، المدير التنفيذي لمعجم الدوحة التاريخي للغة العربية في كلمة له أنّ "الأمّة أصبحت بوجود معجمٍ تاريخي للغتها، قادرةً على أن تجمع تراثها الأدبي والديني والعلمي والثقافي المبثوث في النصوص جمعًا واحدًا ينبني على ذلك أن الأمّة العربية أصبحت قادرة على إضفاء طابع النظام على فكرها في سيرورته التاريخية، كما انعكس في مرآة لغتِها". وأشار البوشيخي إلى أنّ معجم الدوحة التاريخي للغة العربية انفرد بإنجازه على غير منوالٍ سابق في اللغة العربية، بإعداد زهاء مئة ألف مدخل معجمي، مرتّبة ترتيبًا تاريخيًّا من أقدم نقشٍ أو نص إلى عام 200 للهجرة، مشيرًا إلى أنّ معجم الدوحة التاريخي، في مرحلته الأولى، عملٌ تأسيسي منفتح على المراحل الموالية، وقابل للتّحديث المستمر، ومفتوح أمام مشاركة العلماء والباحثين باقتراح التصويب والتعديل والإغناء.  وفي تصريح لوكالة الأنباء القطرية "قنا" حول تأثير هذا المعجم على مستقبل اللغة العربية، قال الدكتور عز الدين البوشيخي إن المعجم يقدم ذخيرة مهمة من ألفاظ اللغة العربية التي قد تكون أهملت في الاستعمال أو تناساها الناس أو لا يعرفون دلالاتها، أو التطورات الدلالية التي لحقتها والمعاني التي رصدتها، ولذلك فهو خزان لهذه اللغة يحفظها، كما أنه خزان للاستفادة منه في المستويات البحثية والتعليمية، فضلا عن أفق جديد في العربية في مجال صناعة المعاجم وفق معايير ومبادئ الصناعة المعجمية المعاصرة . وحول وجود خطة إعلامية للتعريف بمعجم الدوحة التاريخي في العالم العربي، أكد المدير التنفيذي للمعجم أنه توجد خطة للتعريف بالمعجم ليس في العالم العربي فقط ولكن في الغرب أيضا، وسوف نتعرف من خلال البوابة الالكترونية على التفاعل مع المعجم ويمكن للباحثين إبداء آرائهم وأفكارهم التي تضيف للمعجم .  أما الدكتور رمزي بعلبكي، رئيس المجلس العلمي لمعجم الدوحة التاريخي، فأشار إلى عناية المعجم بالمواءمة بين المعرفة التراثية التي تركها الأجداد، والمعرفة الإنسانية الحديثة التي شهدت ثورةً علمية في مجال العلوم اللغوية عامّةً وعلم صناعة المعاجم على وجه التخصيص، رائدة يفخر بها كلّ عربي أصيل. وشكر دولة قطر والقيّمين عليها لرعايتهم هذا المشروع التاريخي. ومن جانبه ثمن الدكتور محمود غنايم رئيس مجمع اللغة العربية في مدينة الناصرة بالداخل الفلسطيني، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، "انطلاقة هذا المعجم الذي يحقق انطلاقة جديدة للغة العربية ، فعلى الرغم من محاولات سابقة في القرن الماضي لتأليف معجم تاريخي ولكنها لم تكتمل أو تنضج بشكل كامل فكانت بحاجة إلى كادر علمي وإدارة سليمة، وأن العصر الذي نعيشه يعطي فرصة لها المعجم التاريخي أن يخدم اللغة العربية خاصة وأن المرحلة الأولي تغطي تاريخ اللغة لمدة 700 سنة وحتى القرن الثاني الهجري وهي أصعب مرحلة من وجهة نظري"، مؤكدا أن الباحثين والمهتمين باللغة سوف يستفيدون كثيرا من هذا المعجم، كما أنه نقطة انطلاق لكل باحث في مجال اللغة ولا يمكن أن يقدم أبحاثا علمية دون معجم تاريخي . وفي تصريح مماثل لـ "قنا" قال المعجمي المغربي الدكتور عبدالغني أبو العزم : "إنها مبادرة رائدة من دولة قطر لانطلاق معجم لتاريخ اللغة العربية ويجب أن تتواصل جميع الجهود لدعم اكتماله بما يفيد اللغة العربية لغة الأمة". أما الكاتب والخبير اللغوي إسلمو ولد سيدي أحمد الخبير بمكتب تنسيق اللغة العربية بالرباط فقال: إن "معجم الدوحة يرصد تطور اللغة العربية عبر التاريخ ، ولا نستطيع أن نحافظ على لغتنا العربية وأمجادها دون أن نتعرف على تراثنا الضخم فكان لابد من معجم يحقق هذه الغاية وهو ما يتحقق في معجم الدوحة، آملا أن يكون المعجم بداية لتسجيل تراثنا اللغوي كاملا".;

مشاركة :