لندن – أثار قرار رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي تأجيل التصويت الذي كان مقررا اليوم في البرلمان على خطتها لانسحاب البلاد من الاتحاد الأوروبي ردود فعل غاضبة بين النواب الذين كانوا يعتزمون إسقاط خطة ماي للخروج. وبررت رئيسة الوزراء البريطانية خطوة التأجيل بأن خطتها كانت ستُرفض على ما يبدو “بهامش كبير”. وقالت ماي “من الواضح أنه رغم وجود دعم واسع للكثير من الجوانب الأساسية في هذا الاتفاق، فإنه لا يزال هناك قلق واسع وعميق بخصوص مسألة واحدة، حدود أيرلندا الشمالية”. وأضافت “لذلك سنؤجل موعد التصويت ولن نمضي قدما نحو تقسيم المجلس في هذا التوقيت”. وتعهدت ماي بالسعي للحصول على “تطمينات” من قادة الاتحاد الأوروبي بشأن اتفاق الخروج من الاتحاد الأوروبي بعد إرجاء التصويت الحاسم عليه. نيكولا ستورجيون: ماي تضع مصالح حزب المحافظين فوق أي أمر آخرنيكولا ستورجيون: ماي تضع مصالح حزب المحافظين فوق أي أمر آخر وقالت أمام البرلمان “سأذهب للقاء نظرائي في دول أخرى أعضاء… سأناقش المخاوف الواضحة التي عبر عنها هذا المجلس″، مضيفة أنها ستسعى “للحصول على المزيد من التطمينات”. لكن الاتحاد الأوروبي أكد أنه لن يقبل إعادة التفاوض على الاتفاق رغم أن بعض مسؤولي التكتل ألمحوا إلى إمكانية إدخال تعديلات على الإعلان المرافق غير الملزم بشأن العلاقات بين لندن وبروكسل بعد بريكست. وأكدت المفوضية الأوروبية، الاثنين، أن الاتحاد الأوروبي قدم للندن اتفاق بريكست “الأفضل والوحيد الممكن”، مشيرة إلى أنه لن يعيد التفاوض عليه. وقالت الناطقة باسم المفوضية الأوروبية مينا أندريفا إن “موقفنا لم يتغيّر، وبالنسبة إلينا فإن المملكة المتحدة ستغادر الاتحاد الأوروبي في 29 مارس 2019″. وكان يتوقع أن تخسر ماي في حال جرى التصويت، الثلاثاء، وسط معارضة قوية من جميع الأطراف لشروط الانفصال، وأن تؤدي هزيمتها تلك إلى الإطاحة بها. واتهم ساسة معارضون ماي “بالجبن” بعد إرجاء التصويت. وقال النائب المحافظ بيتر بون المناهض للاتحاد الأوروبي، لشبكة سكاي نيوز، إن قرار ماي “استثنائي للغاية”، مضيفا “بعد أربعة أيام من المناقشات داخل البرلمان، يتم تأجيل التصويت؟ هذا هراء”. وتساءل “ما الذي سيضيفه إرجاء التصويت؟”. وذهب النائب المحافظ فيليب لي المؤيد للاتحاد الأوروبي في تغريدة “إلى أن إرجاء التصويت على الاتفاق سوف يرجئ ما هو محتوم”. وأضاف لي، الذي يعمل على حشد الدعم لإجراء استفتاء ثان حول الخروج من الاتحاد “بروكسل لن تمنح مزيدا من التنازلات الكبيرة”. وكانت نيكولا ستورجيون زعيمة الحزب الوطني الأسكتلندي، من بين السياسيين الذين اتهموا ماي “بالجبن”. وقالت ستورجيون، التي تترأس حكومة أسكتلندا، في تغريدة “مجددا تضع ماي مصالح حزب المحافظين فوق أي أمر آخر، هذا لا يمكن أن يستمر”. واعتبر زعيم حزب العمال جيرمي كوربن، الذي يترأس أكبر حزب معارض، أن الإرجاء يعد “خطوة يائسة” من جانب الحكومة. وقال في بيان “نحن نعلم منذ أسبوعين على الأقل أن البرلمان سوف يرفض اتفاق تيريزا ماي السيء للغاية لأنه يضر ببريطانيا”.
مشاركة :