طريق غير ممهد تملؤه المخاطر، والقمامة والأحجار المتكسرة تحفهُ يمينًا ويسارًا، يعلوه كوبري من المفترض أنه "معدية" آمنة لركاب القطار والطلاب الذين يذهبون لمدارسهم على الجانب الآخر، ومن بعيد "صافرات القطار" تدوي وسط انتظار الركاب المتذمرين؛ ولكن "التذمر" ليس من تأخر القطار وحسب، وإنما من خوف الأهالي من الكوبري الذي أصبح "وكرًا" لبيع المخدرات والاستروكس، فهو "مرتع" وملاز مدمري الشباب، سواءً كانوا "ديلر" أو من جذبتهم الموجة واللعنة السوداء؛ إنها محطة قطار "الجبل الأصفر"، إحدى قرى مركز الخانكة التابعة لمحافظة القليوبية. الكوبري يصل بين جانبي الطريق، ولكنه أصبح لا قيمة له للركاب والطلبة والأهالي لأنه "محتل" من بائعي المخدرات ومرتاديهم، وسط غطاء غير قانوني ولا أخلاقي من مسئولي محطة القطار، فهذا ما سمعته من بعض منتظري القطار، فما سمعته كان صدمة كبرى لي، وبدأت أمري في حيرة، هل أتراجع عن تتبع آثار مدمري الشباب؟ أم أكمل مهمتي التي جئت من أجلها في محطة قطار الجبل الأصفر؟، خاصة أنه حال معرفة أحدهم أنني صحفية، فمن المؤكد أنني سأضع نفسي في خطر لا أدري عواقبه. ولكن، الحس الصحفي، أبى أن أُفلت هذه الفرصة من بين يدي، فسريعًا التقطت بعض الصور والفيديوهات للمحطة والكوبري وآثار المخدرات والسجائر و"السرنجات" الملقاة على الكوبري، وسط ذعر يتملكني لا أٌحسد عليه من المرتادين، ولكن هدفي لتوثيق هذا الجريمة الشنعاء التي تضرب شباب مجتمعنا في مقتل هو ما دفعني إلى إكمال ما ذهبت من أجله. قال أحد الأهالي، أن الكوبري تم بناؤه عام 1985، لحماية طلبة المدارس من عبور السكة الحديد، ولكنه أُهمل بعد فترة وأصبح "وكرًا للمخدرات"، وأضاف آخر أن عبور السكة الحديد تسبب في وقوع العديد من الحوادث، كما شكا أحد طلبة المدرسة الإعدادية بالجبل الأصفر خوفه من صعود الكوبري بسبب الأذى المحيط به، وعبر عن استيائه من الاضطرار للوصول للمدرسة عن طريق "السكة الحديد".
مشاركة :