دبي: «الخليج» تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، انطلقت، أمس، أعمال الدورة الخامسة ل«منتدى دبي العالمي لإدارة المشاريع»، الذي تنظمه هيئة الطرق والمواصلات، بالتعاون مع هيئة كهرباء ومياه دبي، وشركة إعمار العقارية، وموانئ دبي العالمية، ومعهد إدارة المشاريع «PMI»، تحت شعار (بناء الأمم)، بحضور عدد من رؤساء الهيئات والدوائر الحكومية، ومؤسسات القطاع الخاص، إلى جانب نخبة واسعة من الخبراء العالميين المتخصصين في مجال إدارة المشاريع.وقال مطر الطاير المدير العام ورئيس مجلس المديرين في هيئة الطرق والمواصلات، في كلمته الافتتاحية للمنتدى: «إن الدول تبحث اليوم عن استدامة استقرارها، وتعزيز نموها؛ وذلك لا يكون إلا من خلال التخطيط والتنفيذ الجيد، وهذه هي أسس منظومة إدارة المشاريع»، مؤكداً أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، قدم نموذجاً يحتذى به في بناء الأمم وتشييدها على أسس رصينة ومتماسكة، فدولة الاتحاد (دولة الإمارات العربية المتحدة) كانت متفرقة، وتمكن الشيخ زايد بفضل استشرافه للمستقبل، من إقامة هذا الكيان الموحد؛ حيث اجتمع مع إخوانه مؤسسي الاتحاد، رحمهم الله، وبحثوا لم الشمل، والاجتماع تحت راية واحدة، فكانت هناك الرؤية الحكيمة، التي تبعها التخطيط الجيد، ومن ثم البناء؛ لتشرق شمس الثاني من ديسمبر/كانون الأول عام 1971 على أرض دولة الإمارات العربية المتحدة، ولتحقيق استدامة هذا الإنجاز، أطلقت مشاريع عملاقة؛ نهضت بالدولة؛ محققة التميز والريادة في مختلف المجالات، وانسجاماً مع إعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، عام 2018 «عام زايد»، أطلقت هيئة الطرق والمواصلات شعار (بناء الأمم) على الدورة الخامسة ل«منتدى دبي العالمي لإدارة المشاريع»، وخصصت إحدى الجلسات؛ لاستحضار نهج زايد في بناء الأمم؛ وذلك تحت عنوان: (زايد - باني الأمة).وأوضح الطاير: إن استدامة بناء الدولة تتطلب متابعة العمل، وإطلاق مشاريع تنموية عملاقة، ونجاح أي مشروع يتطلب وضع أساس متينة، والتخطيط له بشكل جيد؛ لذلك حرصت قيادة الإمارات على تطوير استراتيجيات مهمة؛ لمواكبة التقدم، الذي تشهده الساحة العالمية، والتعامل مع التوجهات والتحديات المستقبلية المطروحة على الساحة العالمية؛ مثل: قضية التغير المناخي، والتقنيات الخضراء، واعتماد موارد الطاقة المتجددة؛ لتوفير الاحتياجات المستقبلية من الطاقة، إضافة إلى التغييرات السياسية والأمنية والاقتصادية، وموضوعات الثورة الصناعية الرابعة كالذكاء الاصطناعي، والروبوتات، والبيانات الضخمة، والمركبات ذاتية القيادة. وأكد الطاير، أن الإمارات استطاعت ترسيخ مكانتها على الخريطة العالمية؛ من خلال المشاريع المتميزة والفريدة من نوعها، التي أهلتها لتنظيم واستضافة الأحداث العالمية، ولعل أهمها استضافة «معرض إكسبو 2020» للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب آسيا؛ حيث يعد الحدث العالمي الأكبر والأعرق من نوعه، الذي خصصت له الدولة فرق عمل وموازنات ضخمة؛ لتنفيذ المشاريع المرتبطة باستضافته، ويقدر حجم الموازنة المخصصة لمشاريع الطرق والمواصلات بنحو 15 مليار درهم. جلسات المنتدى بدأت جلسات اليوم الأول للمنتدى، بمناقشة عدد من المواضيع المتعلقة بمفاهيم الإدارة الحديثة وتطبيقات المشاريع؛ مثل: تاريخ ومستقبل إدارة المشاريع، ونماذج النضج في إدارة المشاريع، ودور الذكاء الاصطناعي والابتكار في إدارة المشاريع، ومستقبل كفاءات إدارة المشاريع، وإدارة المعرفة، وإدارة اختلاف الثقافات، وتأثير التحول الرقمي على إدارة المشاريع، وكذلك إدارة المشاريع المؤسسية وحوكمتها، ومشاريع التنقل الذكية، والمشاريع الضخمة، والاستدامة في إدارة المشاريع، والاقتصاد المشترك، وأدوات إدارة المشاريع. فكر المؤسس نظم منتدى دبي العالمي لإدارة المشاريع في دورته الخامسة، حلقة نقاشية بعنوان «زايد.. باني الأمة» والتي جاءت بمناسبة إعلان عام 2018 «عام زايد»، وشارك فيها كل من زكي نسيبة وزير دولة، ومحمد المر، رئيس مجلس أمناء مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، وحضرها مطر الطاير، المدير العام ورئيس مجلس المديرين في هيئة الطرق والمواصلات، إلى جانب عدد من كبار المسؤولين، وأدار الجلسة د.سليمان الهتلان، المؤسس والرئيس التنفيذي ل«الهتلان ميديا».وتم خلال الجلسة الحوارية سرد فكر ورؤية وإنجازات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» خلال تأسيسه الدولة، والتحديات التي واجهت هذا التأسيس.وأوضح زكي نسيبة، أن الشيخ زايد كان معروفاً بالسخاء وهو ما انعكس على سياسته الخارجية في تقديم المساعدات ويد العون على الصعد كافة، وهذا العطاء والسخاء أصبح بصمة يتصف بها شعب الإمارات قيادة وشعباً حتى يومنا هذا، مؤكداً في سياق متصل، أن الشيخ زايد كان يؤمن أن الثروة الحقيقية للوطن تكمن في الاستثمار في شعب الإمارات، فاهتم بإنشاء البنى التحتية للتعليم حيث بنى أول مدرسة في المنطقة الشرقية بالإمارة، وبنى مدارس في مناطق البدو، وأن الشيخ زايد قدم حوافز ومساعدات مادية لكل أسرة ترسل أولادها للتعليم وهو نظام الأول من نوعه في العالم. وقال محمد المر: إن القرن الذي عاش فيه الشيخ زايد كان مليئاً بالأزمات خاصة الحرب العالمية الأولى وما تبعها من مضاعفات سياسية نجمت عنها الحرب العالمية الثانية، ومن هنا فإن فكرة بناء الدولة في عقل زايد تعتبر فريدة، خاصة أن الشيخ زايد عاش وأدرك تاريخ وملابسات الصراعات السياسية سواء على مستوى العالم أو الصعيد الإقليمي والمحلي.موضحاً أن الشيخ زايد لعب دوراً فعالاً في بناء الدولة من الناحية الدستورية، ومزج القطاعين العام والخاص في نظام اقتصادي متين. الذكاء الاصطناعي أكد عمر سلطان العلماء، وزير الدولة للذكاء الاصطناعي، أن لدى الشباب في دولة الإمارات قيادة تؤمن بهم وبقدراتهم، وتحرص على فسح المجال لهم؛ ليكون لهم دور متميز ومبدع في تطور دولة الإمارات، وتبوئها مكانتها التي تستحقها، في مصاف الدول المتقدمة، خاصة في مجالات الذكاء الاصطناعي.جاء ذلك خلال الجلسة الرئيسية الأولى من أعمال اليوم الأول للدورة الخامسة لمنتدى دبي العالمي لإدارة المشاريع؛ حيث أكد الوزير الذي يشغل منصب مدير مؤسسة القمة العالمية للحكومات، خلال الجلسة التي حملت عنوان: (الحلقة الشبابية: الشباب.. رصيد الأمة)، وأدراها الدكتور علاء زيتونة، الخبير العالمي في تنفيذ الاستراتيجيات والبرامج، وحضرها أحمد هاشم بهروزيان المدير التنفيذي لمؤسسة المواصلات العامة، وعبد العزيز الفلاحي المدير التنفيذي لقطاع خدمات الدعم الفني المؤسسي، وعدد من مديري الإدارات في الهيئة، أن قوة شباب الإمارات تكمن في إنتاجيتهم، وهو ما أوصلهم إلى العالمية، وأن كلاًّ منا لديه معلومات ومبادرات وإرادة، وربما إدارة لمشروع ما أو فريق ما، ولكن التميز يكمن في الفرق بين إدارة تلك المشروعات والأفكار والمعلومات، داعياً الحضور من الشباب، الذي ضم مجلس شباب هيئة الطرق والمواصلات، وممثلين عن الشباب من عدد من الدوائر والمؤسسات الحكومية، إلى تحويل أي إخفاق قد يتعرضون له إلى خبرة متراكمة تحول دون تكراره.ونوه عمر العلماء بأن الشباب حالة روحية ونفسية، فهناك من تجاوز الأربعين، ولكنه يحمل همة وطموحاً وإنتاجية، تفوق بكثير بعض الشباب في سن العشرين، الذي ركنوا للخمول والروتين، فالشباب إرادة وإنتاج وإخلاص، وليس مرحلة عمرية فقط. ودعا العلماء، الشباب الحضور إلى ابتكار إعادة منهجية للحياة، وإدارة الوقت، وتنظيم الأفكار والمهام والمسؤوليات، مشيراً إلى أنه أسس فريقاً على «الواتساب»، مشترطاً ألا ينشر أعضاؤه إلا معلومات وتقارير علمية موثقة ومفيدة، وذلك بعد أن كان يقرأ كتاباً مفيداً كل أسبوع، في مختلف مجالات الحياة. جائزة حمدان يشهد ختام المنتدى، اليوم، تكريم الفائزين في الدورة الثانية ل«جائزة حمدان بن محمد للابتكار في إدارة المشاريع»، التي ارتفعت قيمة مكافآتها بنسبة 29% لتصل إلى مليونين و600 ألف درهم (710 آلاف دولار)، وزادت فئاتها إلى أربع فئات؛ بعد استحداث الفئة «الأكاديمية»، وتشمل جائزتي: البحث العلمي للإدارة المبتكرة للمشاريع، والإدارة المبتكرة للمشاريع (الفئة الأكاديمية)، والفئة الثانية وهي (المؤسسات) وتضم ثلاث جوائز؛ هي: الفكرة المبتكرة في إدارة المشاريع، والفكرة المبتكرة في إدارة البرامج، والفكرة المبتكرة في إدارة محافظ المشاريع، والفئة الثالثة وهي (الأفراد) وتضم جائزتين: جائزة مدير مشروع مبتكر، وجائزة مدير مكتب إدارة مشاريع مبتكر، أما الفئة الرابعة فهي (الفرق) وتضم جائزة واحدة هي الفريق المبتكر. ليزا بوديل: إدارة التغيير تحدثت ليزا بوديل عضو مجلس الأجندة العالمية التابع للمنتدى الاقتصادي العالمي، المستشارة في مجلس رابطة المستقبليين المحترفين، المؤسس الرئيسي التنفيذي لشركة فيوتشرثينك، في كلمتها الرئيسية عن البساطة في إدارة التغيير في الشركات، وركزت على أهمية خلق «ثقافة بساطة مؤسسية»، وإنجاز العمل المطلوب بكفاءة. وبحسب بوديل، فإن المعادلة التي بإمكان أي مؤسسة الاستفادة منها وصولاً إلى التنافسية تتألف من عناصر ثلاثة؛ هي: البساطة، والمرونة والتركيز، فالتعقيدات تعيق تطور المؤسسة، ووصولها إلى النجاح والابتكار. واعتبرت بوديل، أن البساطة هي الحل الأنسب للمؤسسة لاتباعه وصولاً إلى معادلة النجاح، والتركيز على التحول الابتكاري.
مشاركة :