طوكيو - (أ ف ب): وجه المدعون العامون في طوكيو رسميا تهمة ارتكاب مخالفات مالية إلى كارلوس غصن تتعلق بتصريحه براتب أقل وأصدروا مذكرة توقيف جديدة متعلقة بتهمة أخرى بحقه، وفق ما أفادت وسائل إعلام محلية أمس الاثنين، ما يعني أن نجم صناعة السيارات في العالم سيقضي عيد الميلاد على الأرجح في زنزانته اليابانية. واعتقل رئيس شركة نيسان السابق في 19 نوفمبر في اليابان للاشتباه بعدم تصريحه بجزء من دخله يبلغ نحو خمسة مليارات ين (44 مليون دولار) بين الأعوام 2010 و2015، وأصاب سقوطه المدوي عن عرشه في قطاع الأعمال العالم بصدمة. ووجه المدعون أمس الاثنين تهما رسمية لغصن وأقرب معاونيه غريغ كيلي بشأن هذا الاتهام الذي يقال إنهما أصرا على نفيه. وصدرت مذكرة توقيف جديدة أمس الاثنين بحقهما بتهمة إضافية وهي تخطيطهما لعدم الإفصاح عن أربعة مليارات ين أخرى خلال السنوات الثلاث الماضية. وبموجب القانون الياباني، يمكن إعادة توقيف المشتبه بهم عدة مرات بتهم مختلفة، ما يسمح للمدعين العامين باستجوابهم لفترات طويلة، وهو نظام قضائي تعرض لانتقادات دولية. وكان الاثنين اليوم الأخير الذي يمكن للمدعين العامين الابقاء فيه على غصن (64 عاما) وكيلي (62 عاما) موقوفين قبل توجيه الاتهام اليهما أو إعادة توقيفهما. وتسمح مذكرة التوقيف الجديدة بحقهما للقضاء باستكمال استجوابهما مدة 22 يوما. وبالإضافة إلى الاتهامات الموجهة إلى غصن وكيلي، فإن الادعاء العام الياباني وجه التهمة أيضا إلى شركة نيسان نفسها، وفقا لوسائل إعلام محلية، لأن الشركة هي التي قدمت المستندات الرسمية التي تقلل من قيمة دخل غصن. وتراجعت أسهم نيسان بمقدار 2.9 بالمئة لتسجل 945 يناً في تعاملات الاثنين فيما أعربت الشركة عن «أسفها العميق» إزاء القضية. وقالت الشركة إنها «ستواصل جهودها لتعزيز إدارتها والتزاماتها، ومنها ما يشمل التصريح الدقيق عن المعلومات الخاصة بالشركة». وكانت نيسان وميتسوبيشي الشركتان اليابانيتان في التحالف الثلاثي مع رينو عزلتا غصن رجل الأعمال الفرنسي-اللبناني-البرازيلي من رئاستيهما. لكن وسط تقارير عن توترات ضمن التحالف الذي تجاوزت مبيعاته جميع المجموعات المنافسة العام الماضي، قد أكدت الشركات الثلاث الشهر الماضي «التزامها التام» بالتحالف. ويقبع غصن، الذي تعرض في السابق لانتقادات بسبب أسلوب عيشه الباذخ، وحيدا في زنزانة تبلغ مساحتها خمسة أمتار مربعة في أحد سجون طوكيو. وذكرت تقارير أنه أبلغ زواره من السفارات بأنه يحظى بمعاملة جيدة، لكنه اشتكى من البرد. وسجلت الحرارة في العاصمة اليابانية أمس الاثنين حوالي خمس درجات مئوية. ويقضي غصن وقته في قراءة الكتب والتقارير الاخبارية، وأعرب عن استيائه إزاء الطعام الذي يعتمد في معظمه على الأرز، بحسب تقارير. وتشير مصادر في شركة رينو الفرنسية التي لا يزال يترأسها رسميا بالرغم من تعيين رئيس مؤقت لها إلى أنه في حالة ذهنية «قتالية».
مشاركة :