لم تنصف الدراما العربية ذوي الإعاقة الذهنية، حيث قدمته بشكل لا يتناسب مع رسالة الفن في الارتقاء بثقافة التعامل مع هذه الفئة البريئة في المجتمع، فأظهرته على انه إما ضعيف أو مستغل من قبل الغير، أو أداة للسخرية، ولم تقدم للمشاهد العربي نماذج رياضية أو اجتماعية ناجحة. أما الإعلام فإن كان بدأ في الآونة الأخيرة يهتم، إلا أن اهتمام بعضه مازال يتعامل بسطحية من خلال أسئلة ترسخ لدى المتلقي أن هذه الفئة بها نواقص ما، مبتعداً عن عرض القضايا المجتمعية، وطاقات الشباب، ومن خلال العمل الميداني لـ «البيان الرياضي»، اتضح استياء الكثير من الأسر في عالمنا العربي، وعدم رضائهم عن الطرح الدرامي والإعلامي، وطالبوا بأهمية تغيير هذه النظرة السطحية التي لا تتماشى مع العصر، حتى لا تتجمد جهود الأسرة واللاعبين أنفسهم، في الدمج المجتمعي، ومواصلة مشوارهم الرياضي. أقرت الأمم المتحدة اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة CRPD لعام 2006، وهي ملزمة وتهدف إلى حماية حقوقهم في التعليم والتوظيف، ويمتلكون ويرثون، ولا يتم التمييز بينهم في الزواج، وقد صدقت الدول العربية على الاتفاقية، وراجعت دساتيرها وتشريعاتها للتماشى مع نص المعاهدة، الإعلام وأهل الفن شاهدان على الاتفاقية والتحول العالمي الإيجابي،. إلا أن العمل الدرامي محدود للغاية في بعض الأعمال الدرامية، في مقابل عدد كبير يسيء بشكل مباشر، وقد رصدنا ابرز 9 أعمال درامية بشقيها السينمائي والتلفزيوني، اغلبها تناول القضــية إما بشكل ساخر أو مثير للشفقة، ومن وجهة نظرنا الشخصية نعتبر فيلم «التوربيني» للفنان احمد رزق هو الذي نجح في إيصال رسائل مجتمعية إيجابية بأن مصابي التوحد موجودون وعلينا احترام رغباتهم. 1 مسلسل وراء الشمس، دراما سورية عرض 2010 على العديد من الفضائيات العربية تأليف محمد العاص، وإخراج سمير حسين، وتناول قضية ذوي الإعاقة من خلال ثلاث شخصيات الأولى بدر مصاب بالتوحد وبراعته في تصليح الساعات جعلته عرضة لاستغلال صاحب المتجر، بالرغم من فقر أسرته الشديد، والشخصية الثانية جسدتها صبا مبارك وهي حامل في جنين سيولد من ذوي الإعاقة ونشب صراع مع زوجها الذي طالبها بإسقاطه، أما الشخصية الثالثة وهي لعلاء شاب «متلازمة داون» وقد اعتنت به أسرته وحرصت على تلبية رغباته خصوصاً الرياضية. 2 كحل أسود وقلب أبيض دراما كويتية وجسد فيها الممثل عبدالله التركماني شخصية ناصر الذي وقع تحت تسلط والدته، وكانت تأنف أن تتناول الطعام معه وتهميشه بشكل عام، وإجباره على الزواج من فتاة تفرضها الأم عليه. 3 فيلم توت توت للفنانة المصرية نبيلة عبيد جسدت دور كريمة التي يتم استغلال الناس لها بلا رحمة وشفقة، وتنجب طفلاً تعيش به في الشارع، وكانت لها جملة شهيرة تهز الضمير الإنساني «بطن كريمة تدق». 4 فيلم ديك البرابر للفنان فاروق الفيشاوي وقام بدور خلف الذي يعاني من تأخر عقلي، ويقع تحت استغلال الأسرة بتزويجه لإنجاب ولد. 5 فيلم مبروك وبلبل للفنان يحيى الفخراني تدور الأحداث حول (مبروك) وجارته منذ الصغر (بلبل) سيئة السمعة، التي تستغله في الزواج منه، كما أن اخته تحارب هذا الزواج خشية ضياع الإرث. 6 فيلم التوربيني للفنان احمد رزق يعكس العلاقة بين الأخ المصاب بالتوحد وأخيه الأكبر الذي استغل قدرته على حفظ الأرقام في الربح عن طريق صالات القمار، لكن العمل الفني في نهاية المطاف ينصف محسن من خلال رسائل يقدمها بأنه إنسان ولديه قدرات وعلى المجتمع تقبله. 7 مسلسل سارة.. برعت الفنانة حنان ترك، في تقديم شخصية الفتاة التي توقف نموها الذهني منذ طفولتها، وتدخل في غيبوبة تستمر لسنوات، ثم تعود للواقع لترى صراع الحياة بين الطيب والشرير، وعدم قدرتها على التواصل مع هذا العالم، وقام احمد رزق بدور الطبيب المعالج والذي أوصلها إلى مراحل متقدمة لكنها عادت إلى نقطة الصفر نتيجة جشع الأخ الأكبر وضعف وعي المجتمع. 8 خالد صالح في الحرامي والعبيط، وقدم دور «فتحي» الذي يتم استغلاله من بلطجي المنطقة التي يسكن بها ويشركه معه في أعمال إجرامية. 9 قدم هاني رمزي دور«توم» الشاب ذو البنيان القوي الذي يقف نموه العقلي في مرحلة الطفولة، وقدمه في إطار كوميدي ساخر، وهدف إلى استدرار عطف الناس.طباعةEmailÙيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :