السيسي يتوقع مواجهة «صعبة وقوية وشريرة» مع الإرهاب

  • 2/1/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

اتهم الرئيس عبدالفتاح السيسي جماعة «الإخوان المسلمين» بالوقوف وراء عمليات مسلحة جرت في مصر منذ عزل الرئيس محمد مرسي، وهاجم دولاً قال إن «الإخوان» يقودونها واتهمها بمساندة الإرهابيين ودعمهم، لكنه تعهد «الانتصار» في المواجهة على رغم إقراره بأنها ستكون «صعبة وقوية وشريرة». وصدر موقف السيسي بعد إعلان جماعة «أنصار بيت المقدس» التي بايعت تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) وتحوّلت إلى فرع له في سيناء، مسؤوليتها عن هجمات ضخمة شارك فيها حوالى 100 عنصر، في شبه الجزيرة استهدفت مواقع عسكرية وأوقعت عشرات القتلى والجرحى في صفوف قوات الأمن المصرية. (للمزيد). وأصدرت محكمة مصرية أمس قراراً بتنصيف «كتائب القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس» الفلسطينية، منظمة إرهابية محظورة، في خطوة سارعت الحركة الفلسطينية الحاكمة في قطاع غزة إلى التنديد بها واعتبارها «مسيسة»، معلنة أنها لم تعد تعتبر مصر وسيطاً بينها وبين الجانب الإسرائيلي. وكانت السلطات المصرية استنفرت لتطويق تبعات الحادث الإرهابي الذي استهدف مساء الخميس مقرات أمنية وعسكرية في العريش (شمال سيناء) ونفّذه نحو مئة من عناصر «أنصار بيت المقدس». وقرر السيسي، بعد اجتماعه بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة، تشكيل قيادة عسكرية موحدة لمنطقة شرق القناة، ولمكافحة الإرهاب، يقودها قائد الجيش الثالث الميداني أسامة عسكر بعد ترقيته إلى رتبة فريق. وعقب الاجتماع خاطب السيسي الذي اصطف خلفه قادة الجيش، الشعب المصري قائلاً إن بلدهم يواجه «أقوى تنظيم سري في العالم، بعدها اتخذ المصريون قراراً في 30 حزيران (يونيو) 2013 من أخطر القرارات في العصر الحديث، بعدم استكمال فترة حكم الإخوان». وأعاد السيسي التذكير بمطالبته حين كان وزيراً للدفاع، المصريين بـ «تفويضه مواجهة الإرهاب»، قائلاً: «كنت متأكداً أن هذا هو المسار الذي سنتحرك فيه». وكشف عن لقاء جمعه في 21 حزيران (يونيو) 2013 بأحد «أكبر قيادات الإخوان» (لم يسمه لكن كان واضحاً أنه يشير إلى نائب المرشد خيرت الشاطر)، وأن هذا القيادي ظل على مدى 40 دقيقة يتوعد «بتوافد ناس تقاتلكم من كل ربوع الدنيا... من أفغانستان ومن باكستان ومن سورية والعراق ومصر وفلسطين وليبيا». وأضاف السيسي: «أقول هذا الحديث حتى نعلم نحن نتعامل مع من. كنت أعلم أن هذا سيحدث وأنتم كنتم تعلمون أننا سنواجه موجة إرهاب كبيرة، لأننا أتينا على تنظيم في أقوى حالاته». وتابع: «هناك دول تقاد اليوم من هذا التنظيم»، محملاً تلك الدول التي لم يسمها مسؤولية مساندة العمليات الإرهابية، قائلاً: «هل تعتقدون أن هذه الدول ستتركنا؟». واعتبر أن استراتيجية «الإخوان» هي «إما أن نحكمك أو نقتلك»، قائلاً: «أنا بالنسبة إلي ممكن أن أُقتل، ليس لدي أزمة، وسأقابل ربنا بما فعلته». وأقر السيسي بـ «مواجهة صعبة وقوية وشريرة، وتحتاج الى وقت طويل، والذي يدفع الثمن كل المصريين لأن أبناء الجيش والشرطة هم أبناء مصر». وأضاف: «مستعدون أن ندفع هذا الثمن ليس فقط من أجل مصر، وأنما لأجل المنطقة التي كادت أن تتحول إلى نار لا يعلم مداها الا الله». وتعهد «الانتصار في هذه المواجهة بالعمل والجهد والدماء»، مشدداً على رفضه ترك سيناء تحت رحمة الجماعات المسلحة، وقال «لن نترك سيناء: إما أن تكون سيناء ملكاً للمصريين أو نموت». وقبل ساعات قليلة من كلمة السيسي، ألزمت محكمة قاهرية للأمور المستعجلة الحكومة المصرية بتصنيف «كتائب عز الدين القسام» منظمة إرهابية وحظر نشاطها واعتبار كل من ينتمي إليها «إرهابياً». وقالت المحكمة في حيثيات حكمها إنه ثبت «ارتكاب الجماعة (القسام) تفجيرات حصدت الأرواح وأتلفت منشآت واستهدفت رجال الجيش والشرطة ومنشآتها». من جهة أخرى، أوضح مصدر قضائي مسؤول لـ «الحياة» أن من حق الحكومة أو حركة «حماس» الطعن على الحكم القضائي أمام محكمة مستأنف الأمور المستعجلة خلال 45 يوماً، وفي حالة لم يجر الطعن خلال تلك الفترة يصبح الحكم باتاً ونافذاً. وفي غزة، استنكر الناطق باسم «حماس» سامي أبو زهري القرار المصري، مؤكداً رفض الحركة «الزج باسم كتائب القسام في الشأن المصري الداخلي». لكن وكالة «رويترز» نقلت من غزة عن «مصدر مقرب من الجناح العسكري لحركة حماس»: «بعد قرار المحكمة لم تعد مصر وسيطاً في الشؤون الفلسطينية الإسرائيلية». وكانت مصر قامت مراراً بدور وساطة رئيسي في اتفاقات الهدنة بين إسرائيل و«حماس».

مشاركة :