منصور بن زايد: الإمارات نجحت في تحقيق التنمية المستدامة والارتقاء بمعدلات الإنتاج

  • 12/11/2018
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

قال سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة رئيس مجلس إدارة جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، إن دولة الإمارات العربية المتحدة استطاعت، بتوجيهات ودعم القيادة الحكيمة، بناء نموذج تنموي فريد من نوعه، قائم على التوفيق بين متطلبات الحداثة والحفاظ على الموارد، لتحقيق التنمية المستدامة المرتكزة على مبادئ راسخة تسهم في الارتقاء بمعدلات الإنتاج، وفي الوقت ذاته الحفاظ على المصادر الطبيعية وعدم استنزافها، لافتاً سموه إلى أن هذا النموذج اتخذ من الرؤى السديدة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، منطلقاً له وأساساً لازدهاره وتطوره. وأكد سموه أهمية الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي التي أطلقتها حكومة الإمارات مؤخراً التي تنص على مضاعفة التعاون المشترك على الصعيدين الدولي والإقليمي، وإعادة صياغة العديد من الاستراتيجيات، لتتوافق مع حجم التحديات التي تواجه قطاع الصناعات الغذائية العالمي ومواجهة التداعيات الجسيمة التي يفرضها التغير المناخي وانعكاساتها على انحسار المساحات الصالحة للزراعة وانخفاض معدلات الهطول المطري في المناطق الجافة، وتوسع رقعة المناطق الصحراوية، إلى جانب النمو السكاني المتسارع الذي يشهده العالم وما يفرضه من ارتفاع متزايد في الطلب على الغذاء، الأمر الذي يستوجب إيجاد حلول مبتكرة أكثر فاعلية في التعامل مع هذه التحديات. وشدد سموه على أهمية تعظيم الفائدة من معرض سيال الشرق الأوسط، باعتباره أحد أبرز الملتقيات العالمية التي تجمع نخبة من الخبراء الدوليين والمتخصصين في قطاع الغذاء، وفرصة مثالية يجب استثمارها لإيجاد الحلول التي تضمن تلبية الطلب المتنامي على الغذاء، وتحسين الإنتاجية، مع المحافظة على الموارد للأجيال الحالية والمستقبلية. جاء ذلك لدى افتتاح سموه، أمس بأبوظبي، فعاليات الدورة التاسعة لمعرض سيال الشرق الأوسط، ومعرض أبوظبي الدولي للتمور بنسخته الرابعة، اللذين يقامان برعاية سموه، وبشراكة استراتيجية مع جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية في مركز أبوظبي الوطني للمعارض. وقام سموه بجولة على أجنحة الدول المشاركة والشركات العارضة، كما التقى بعدد من مسؤولي الجهات المشاركة، واطلع على أحدث منتجاتهم وخدماتهم المتخصصة في مجال الصناعات الغذائية. ودشن سموه، في بداية الافتتاح، التطبيق الخاص بالرقابة الذاتية الذي طوره جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية لأتمتة عمليات الرقابة الغذائية، والتحول بعملية الرقابة من مفهوم التفتيش إلى مفهوم التحقق. حضر الافتتاح معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير التغير المناخي والبيئة، ومعالي مريم بنت محمد سعيد حارب المهيري وزيرة دولة مسؤولة عن ملف الأمن الغذائي، ومعالي الدكتور أحمد مبارك المزروعي الأمين العام للمجلس التنفيذي، ومعالي الدكتور مغير خميس الخييلي رئيس دائرة تنمية المجتمع عضو المجلس التنفيذي، ومعالي الشيخ عبدالله بن محمد آل حامد رئيس دائرة الصحة عضو المجلس التنفيذي، ومعالي فلاح محمد الأحبابي رئيس دائرة التخطيط العمراني والبلديات عضو المجلس التنفيذي، والشيخة مرام بنت عيسى آل خليفة الأمين العام للمبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي بمملكة البحرين، والشيخ راشد بن خليفة آل خليفة المدير العام لمزارع الجزيرة، وسعيد البحري سالم العامري مدير عام جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، وعدد من المسؤولين. وقال معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير التغير المناخي والبيئة، إن تحقيق الاستدامة على مستوى القطاعات كافة يعد أولوية لدولة الإمارات، وهدفاً رئيساً لرؤية الإمارات 2021، ويمثل الغذاء أحد النقاط المهمة التي تهدف الدولة وقيادتها الرشيدة إلى تحقيق استدامتها عبر سبل عدة، تشمل اعتماد منظومة متكاملة من الخطط والاستراتيجيات التي توظف الابتكار والتقنيات الحديثة في تطوير القطاعات الداعمة لتوفير الغذاء، ومنها الزراعة ومواكبة لهذا الهدف عملت وزارة التغير المناخي والبيئة على وضع خطة متكاملة لتحقيق تنوع واستدامة الغذاء، بما يضمن الحفاظ على موارد البيئة، وضمان استدامتها ورفع وتنويع الإنتاجية الغذائية. وأشار معاليه إلى أن تنظيم الفعاليات الدولية التي من دورها عرض أهم الخبرات والتجارب والابتكارات العالمية في مجال الإنتاج الغذائي يعد أحد السبل البناءة التي تتبعها دولة الإمارات لتحقيق هدف استدامة الغذاء، ويمثل معرض «سيال» واحداً من أهم الفعاليات على مستوى الدولة والمنطقة في هذا المجال، كونه يشكل منصة لجمع صناع القرار والمختصين وأصحاب التجارب وأهم الابتكارات والتقنيات العالمية في مجال الأغذية في مكان واحد لتبادل الخبرات ومناقشة أفضل الحلول التي من شأنها المساهمة بشكل فعال في تحقيق استدامة الغذاء. وأشاد معاليه بالمستوى المتقدم الذي وصلت إليه الشركات المحلية والخليجية المتخصصة في مجال الأغذية والذي بات يعتمد بشكل أكبر على أحدث التقنيات العالمية، ما يساهم بشكل فعال في الحفاظ على استدامة الموارد الطبيعية للبيئة، ويزيد من الطاقة الإنتاجية. من جانبها، أكدت معالي مريم بنت محمد سعيد حارب المهيري وزيرة دولة مسؤولة عن ملف الأمن الغذائي، أن قضية الأمن الغذائي تعد من القضايا الرئيسة التي توليها دولة الإمارات أهمية كبيرة، حيث تعمل الدولة في هذا الإطار وفق استراتيجية واضحة المعالم تستند على النهوض بواقع الإنتاج الزراعي المحلي وتنمية الاستثمارات الخارجية في قطاع الزراعة، وذلك من منطلق إدراكها التام لأهمية تدعيم مظلة الأمن الغذائي وتأمين إمدادات الغذاء في الأوقات كافة، وضمن مختلف الظروف، وصولاً إلى استدامة هذا القطاع الحيوي. من جهته، أكد سعيد البحري سالم العامري مدير عام جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية على أهمية الاستراتيجية الوطنية التي أطلقتها حكومة الإمارات للأمن الغذائي الهادفة إلى تطوير منظومة وطنية شاملة تقوم على أسس تمكين إنتاج الغذاء المستدام والتي ترتكز على توظيف التقنيات والتكنولوجيا الحديثة في عمليات الإنتاج والتصنيع الغذائي، وتعزيز الإنتاج المحلي، وتنمية الشراكات الدولية لتنويع مصادر الغذاء، وتفعيل التشريعات والسياسات التي تسهم في تحسين التغذية، والحد من الهدر لضمان الأمن الغذائي في الظروف والمراحل كافة. وأضاف العامري: «نهدف من خلال هذا المعرض إلى المساهمة في تحقيق الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائية، وتعزيز فاعليتها في تسهيل تجارة الغذاء العالمية، وتنويع مصادر استيراد الغذاء وتطوير أطر عمل تعاون فعالة مع الشركاء التجاريين الدوليين في مجال الغذاء، وتعزيز المكانة الريادية لدولة الإمارات في المشهد العالمي للأمن الغذائي، وإنشاء بنية تحتية متطورة وخدمات لوجستية رائدة لواردات الأغذية، إلى جانب تطوير ونشر استراتيجيات استثمار دولية للمواد الغذائية الاستراتيجية». ويشهد «سيال الشرق الأوسط» في دورته الحالية حضور ومشاركة أكثر من 1000 شركة عاملة في قطاعات الأغذية والمشروبات والمعدات وأجنحة وطنية لأكثر من 30 دولة، ومن المتوقع أن يستقطب المعرض زيارة 25 ألف زائر وخبير في مجال الأغذية من أكثر من 45 دولة. كما ينظم المعرض بالتعاون مع جمعية الطهي الإماراتية مسابقة «لاكويزين» أكبر مسابقة للطهي على مستوى المنطقة، ونقطة الالتقاء المفضلة للمهنيين المتخصصين في مجال الخدمات الغذائية، بمشاركة أكثر من 1000 طاهٍ من جميع أنحاء المنطقة للتنافس عبر 19 فئة مختلفة. وينظم المعرض كذلك جائزة «ذا ميركوريز»، وهي الجائزة المرموقة في خدمات توفير الطعام على متن الطائرات في جميع أنحاء العالم والتي تم إطلاقها منذ 36 عاماً تحت إشراف لجنة من الخبراء المستقلين، وتتضمن 5 فئات للجوائز الرئيسة، وتغطي وجبات الطعام والخدمة على متن الطائرات والخدمات العامة على متن الطائرات، إضافة إلى بطولة الإمارات الوطنية للقهوة. ويمثل المعرض منصة مثالية للتعريف بأحدث المنتجات والخدمات والابتكارات في قطاع الأغذية، وتسلط أنشطته الضوء على على أهم المواضيع الحيوية التي تتعلق بإنتاج الأغذية لتلبية احتياجات المنطقة من السلع الغذائية في ظل النمو الاقتصادي والسكاني المتسارع. الكويت ضيف شرف المعرض أكد حماد الزعبي مدير إدارة الترويج والفرص التصديرية بالهيئة العامة للصناعات بالكويت، حرص بلاده على المشاركة في معرض سيال الشرق الأوسط، والمنعقد في أبوظبي، والذي يعد ضمن أكبر المعارض في الشرق الأوسط، منذ دورته الأولى، معرباً عن تقديره لاختيار الكويت ضيف شرف المعرض لهذا العام، بما يعد دعماً للصناعة الكويتية، ودليلاً على قوة منتجاتها. ولفت إلى مشاركة 10 من كبريات الشركات في الكويت بالمعرض، موزعة على 180 متراً مربعاً من المعرض، الذي تحقق المشاركة فيه العديد من الأهداف، منها الترويج للمنتج المحلي الكويتي، وفتح أسواق وآفاق جديدة أمام المستثمرين الكويتيين، لتصدير المنتجات الكويتية في الصناعات الغذائية. وقال الزعبي: إن المعرض يمثل منصة مهمة للعاملين في قطاع الصناعات الغذائية، حيث يتم إيجاد العديد من الفرص التسويقية للمشاركين كافة، ويتيح التعرف إلى الخبرات والصناعات، لافتاً إلى تميز الصناعات الغذائية الكويتية.

مشاركة :