نظمت جامعة قطر ورشة عمل للإعلان عن نتائج بحث السلوك العنيف والشغب في الأحداث الرياضية الدولية والدروس المستفادة لدولة قطر وذلك في قاعة المؤتمرات وبحضور عدد كبير من المهتمين من جمهور الجامعة الداخلي والخارجي، واستقطبت الورشة مختلف الفاعلين من أكاديميين وصناع القرار والممارسين للعبة بناء على دعوات مسبقة. وهدفت ورشة العمل؛ ليُسترشد بها في تنظيم نهائيات كأس العالم لكرة القدم قطر2022، وتعزيز سبل الشراكة بين مختلف الشركاء، الأكاديميون وصناع القرار وممارسو اللعبة، فإن تنظيم كأس العالم بدولة قطر 2022 يعدُّ سابقة في تاريخ هذه التظاهرة في الشرق الأوسط، ففي إطار الاستعدادات لهذا الحدث فقد أجريت دراسة بحثية متقدمة بهدف الوقوف على الأدلة المتوافرة حول ظاهرة العنف وطبيعتها وكذلك على الأسباب المؤدية إلى الشغب والسلوك غير المجتمعي في الأحداث الرياضية، وكل هذا بهدف تحسين الطرائق للحيلولة دون وقوع هذه الظاهرة والتصدي لها. وفي تصريحٍ لها، قالت الأستاذة الدكتورة مريم المعاضيد نائب رئيس جامعة قطر للبحث والدراسات العليا: "أود في البداية أن أرحبَ بكم جميعًا، كما أود أن أتوجه بالشكر الجزيل لمركز ابن خلدون للعلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة قطر على الجهود المُقَدَّرة التي بذلوها في تنظيم هذا الندوة. إن استضافة قطر لبطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 وغيرها من البطولات الرياضية العالمية لم يكن إلا نتاجًا لتميز قطر في مجالات مختلفة ولاسيما في المجال الأمني، حيث تسجل حضورها ضمن العشرين دولة الأكثر أمانًا في العالم. كما أن استضافة منطقة الشرق الأوسط لهذه البطولة لأول مرة في التاريخ من شأنه أن يغير الانطباعات الخاطئة عن المنطقة التي عُرف أهلها بكرم الضيافة وحسن الاستقبال، إلا أن التغطية التي تنقلها بعض وسائل الإعلام شوهت تلك الصورة النبيلة عن أبناء المنطقة". وأضافت المعاضيد: "إن هدفنا من استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم هو تقليص الفجوة بين الشرق والغرب وتعزيز التقارب الثقافي بين الشعوب وتعريف العالم أجمع بما يمكن لأبناء هذه المنطقة أن يقدموه للعالم. إلى جانب بناء إرث مستدام في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والانسانية يُسهم في دفع عجلة التنمية ليس في قطر فحسب وإنما في شتى بلدان المنطقة، كما يسهم في توجيه الشباب إلى نبذ التطرف والعنف ويدفعهم إلى الانتاج والإبداع وإظهار قدراتهم ومواهبهم. لا شك في أن الإرث الذي نطمح إليه من خلال تنظيم البطولة يشمل في مجمله نقل المعرفة واكتساب الخبرات في شتى المجالات ومن بينها المجال الأمني. ونأمل أن يكون اجتماعنا اليوم جزءاً من جهدِ مستمرِّ لتطوير العمل الأمني والقاعدة المعرفية الأمنية، وذلك حتى نمهد الطريق للدول التي تستضيف الأحداث الرياضية الكبرى حول العالم، ونُمكن جميع الدول من خوض غمار تنظيم مثل هذه الأحداث مما يُسهم في تعزيز انتشار الرياضات عالميًا وتقريب الشعوب من بعضها من خلال حضور البطولات في أماكن جديدة حول العالم. وفي النهاية، لا يسعني إلا أن أشكركم جميعاً على حضوركم متمنياً لكم طيب الاقامة وكل التوفيق في هذه الندوة نحو بناء مستقبل رياضي آمن وعالم رياضي أجمل". وقامت ورشة العمل بدور عرض نتائج دراسة بحثية من قبل مؤسسة راند أوروبا: لتقديم لمحة عامة عن نتائج الدراسة في ارتباطها بدولة قطر، إضافة إلى مناقشة آفاق البحث الأخرى، وإشراك مختلف الفاعلين في تقييم إمكانية تبني الأدلة المتاحة وتطبيقها على السياق القطري. وعملت الورشة على توحيد الجهود؛ من معارف وتجارب المتدخلين والمحاضرين في المؤتمر وذلك بهدف تطبيق ما جاء في الأبحاث، إضافة إلى إثارة نقاش حول الفرص المتاحة لتأليف مرجع بحثي حول كأس العالم 2022، كما سعت هذه الورشة إلى تعزيز فرص الشراكة بين جامعة قطر وصناع القرار بهدف تحسين استعمال قاعدة الأدلة في تطوير السياسات الرياضية وتقييمها. ومن النتائج المرتقبة للورشة تعميق فهم المشاركين بقاعدة الأدلة الدولية حول العنف والسلوك غير المجتمعي في الأحداث الرياضية وكيفية التعامل مع هذه الظاهرة والحد منها، إن وضع أجندة بحثية متجددة للإسهام في التخطيط لتنظيم قطر لكأس العالم 2022 من شأنها التأثير في صنع السياسات سواء على المستوى المحلي أو في عموم المنطقة، توطيد أسس علاقات جديدة بين الفاعلين والمتدخلين في كأس العالم 2022 بهدف بناء مرجع بحثي لما بعد قطر 2022 مع جعل جامعة قطر تلعب دورا رياديا في التنسيق بين العمل الأكاديمي من جهة وصانعي القرار والممارسين للعبة من جهة أخرى، الاستثمار في رأس المال البشري عن طريق إدماج طلبة جامعة قطر في المناقشات والتدريبات وتحديد أولويات البحث فيما يتعلق بالاستعدادات لكأس العالم قطر 2022.;