الطيار: الاستذكار عملية ذهنية ونفسية وعصبية معقدة أساسها التخطيط

  • 12/11/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أكد رئيس الدراسات المدنية والمشرف على وحدة الاستشارات المتخصصة بكلية الملك خالد العسكرية، الدكتور فهد الطيار، لـ"سبق"، أن عملية الاستذكار ليست عملية آلية ميكانيكية، وإنما عملية ذهنية ونفسية وعصبية معقدة لا تستقيم من دون التخطيط. وقال "الطيار": تُعتبر عملية الاستذكار من عمليات التعلم المهمة التي لا غنى عنها للطالب في أي مرحلة من المراحل التعليمية، ويتوقف نوع مستوى التحصيل الدراسي وجودته على الطريقة والأسلوب المتبع في هذه العملية، ويكتمل فعل التعلم بالقدرة على استرجاع المادة التي تدرب الإنسان على الاحتفاظ به. وأضاف: للاستذكار الجيد شروط معينة تتضمن توافر الدافع أو الحماس لدى الطالب لبذل الجهد والطاقة والعمل الجاد والموصول، وعلى الطالب أن يخلق في نفسه هذا الدافع، بحيث يكون التحفيز نابعاً من ذاته، إضافة إلى التكرار الواعي المستنير القائم على فهم المادة واستيعابها، وليس التكرار الآلي، وكذلك توزيع الجهد المطلوب في الدراسة على عدة جلسات بدلاً من الجهد المركز في جلسة واحدة، ولا بد أن تتخلل عملية الاستذكار فترات من الراحة والاستجمام التي تؤدي بدورها إلى ثبات المادة المتعلمة. واستطرد "الطيار": يؤدي الجهد الذاتي الذي يبذله الطالب دوراً أساسياً في نجاح عملية التعليم؛ فالمعلومات والحقائق التي يجمعها الطالب بنفسه وبطريق جهده الذاتي لا تخضع للزوال والنسيان؛ ولذلك يفضل أن يعتمد الطالب على نفسه وأن يجد في اكتساب المعارف بالقراءة والاطلاع والبحث وإجراء التجارب والملاحظات والمشاهدات ومراجعة الكتب والمراجع. وتابع: يجب فهم معنى المادة المتعلمة فهماً جيداً؛ لأن حفظ المواد عديمة المعنى يكون أكثر صعوبة ويستغرق وقتاً وجهداً أطول من حفظ المادة ذات المعنى الواضح، ولذلك لا بد أن يعرف الطالب معاني الكلمات والعبارات والنظريات والمصطلحات التي يحفظها. وقال "الطيار": ينبغي اتباع الطريقة الكلية في الاستذكار الهادفة إلى أن يلم الطالب بالمادة المراد تعلمها كلها كوحدة متماسكة، وبعد أن يأخذ فكرة عامَّة وإجمالية ويكون لنفسه صورة شاملة عن محتواها الكلي، يبدأ في دراستها جزءاً جزءاً ويتقنها ويحكم فهمها، وبعد ذلك يعود إلى المادة ككل مرة أخرى ليربط بين أجزائها في كل موحد. وأضاف: على الطالب التسميع لنفسه ما استذكره حتى يستوثق من أنه أحكم المادة المراد تعلمها، فيزداد ثقة في نفسه، وتساعد هذه الطريقة على معرفة نتائج تحصيله أولاً بأول، بحيث يستطيع أن ينمي مواطن القوة في تحصيله فيزداد نبوغاً وتفوقاً، ويدرك مواطن الضعف فيعالجها أولاً بأول قبل استفحال أمرها.

مشاركة :