أجرى فريق من قسم جراحة القلب والصدر في مستشفى حمد العام أول جراحة روبوتية بالكامل في دولة قطر لاستئصال الغدة الزعترية لدى المرضى المصابين بالوهن العضلي. وتمثّل هذه الجراحة علامة بارزة في علاج المرضى المصابين بالوهن العضلي الذين تتطلب حالتهم الصحية الخضوع لتدخل جراحي، حيث تسهم هذه العملية في الحد من مدة إقامتهم بالمستشفى، وتساعدهم على التعافي بشكل أسرع وتقليل الألم. والوهن العضلي هو عبارة عن حالة مرضية مزمنة نادرة الحدوث تؤدي إلى ضعف العضلات.. وتتمثل أعراضه الأكثر شيوعاً في ضعف العضلات التي تتحكم بحركة العين والجفون، وتعابير الوجه، والمضغ، والبلع والنطق، كما يمكن أن يتسبب بالوهن في معظم أجزاء الجسم .. ومن الممكن أن ينتج عن هذه الحالة المرضية ازدواج الرؤية، وتدلي الجفون، وصعوبة في التحدث والمشي، بحيث تظهر الأعراض بشكل مفاجئ وتصيب في أغلب الأحيان النساء وكبار السن. وفي هذا السياق، اعتبر الدكتور عبدالله الأنصاري، الرئيس الطبي بالوكالة في مؤسسة حمد الطبية ورئيس أقسام الجراحة ، أن الجراحة الروبوتية لاستئصال الغدة الزعترية ، من أكثر التقنيات اللاجراحية نجاحاً في مساعدة المرضى المصابين بالوهن العضلي. وأضاف أن هذه التقنية التي لا تتطلب سوى تدخل جراحي محدود، تمثل المعيار الذهبي المعتمد حالياً في جراحة الغدة الزعترية ، مبينا أن مؤسسة حمد الطبية تسعى بشكل متواصل لتوفير الرعاية الأفضل، والأكثر تقدماً وأماناً للمرضى الذين تعمل على خدمتهم. من جانبه، أوضح الدكتور يوسف المسلماني، المدير الطبي لمستشفى حمد العام، أن جهاز المناعة يتسبب بتلف جهاز التواصل بين الأعصاب والعضلات، لدى المرضى المصابين بالوهن العضلي، ما يؤدي إلى إصابة العضلات بالضعف ، لافتا إلى أن الوهن العضلي هو عبارة عن اضطراب عصبي عضلي ناجم عن المناعة الذاتية نادر الحدوث، لكنه يتسبب بإعاقة جسدية. وقال إنه إلى جانب العلاجات بمضادات الكولينستراز والأدوية المثبطة للمناعة، يعتبر استئصال الغدة الزعترية من الصدر من الخيارات العلاجية الرائدة، خاصة لدى المرضى الشبان، خاصة أن الجراحة التقليدية لاستئصال الغدة الزعترية كانت ترتكز على فتح صدر المريض عبر شق عظم الصدر. ونوه الدكتور فايز بهورا، رئيس قسم جراحة القلب والصدر في كل من مستشفى ماونت سيناي روزفيلت وماونت سيناي سانت لوك، بمدينة نيويورك، والذي أشرف على هذه العملية الرائدة بأن إنجاز هذه العملية الجراحية الأولى من نوعها في دولة قطر يمثل خطوة إلى الأمام في تطوير التدخلات الجراحية المحدودة التي تسهم في خفض الفترة التي يحتاجها المريض للتعافي، كما أنها لا تتسبب عادة بأي نزيف أو ألم ونتائجها التجميلية ممتازة. وتوقع مع إدخال هذه التقنية الجديدة إلى قطر، أن يرتفع عدد المرضى المؤهلين للخضوع لهذا الخيار العلاجي بشكل ملحوظ. من جانبه، أشار البروفسور أديل بات، الرئيس التنفيذي لقطاع الجودة بمؤسسة حمد الطبية ومدير معهد حمد لجودة الرعاية الصحية ، إلى أن المرضى كانوا يخضعون، قبل ظهور التقنيات الروبوتية لاستئصال الغدة الزعترية، لإجراء جراحي بامتياز ينطوي على عدد من أوجه الخطورة ، فيما أوضح البروفسور عبد البديع أبو سمرة، رئيس إدارة الطب الباطني في مؤسسة حمد الطبية، أن عملية استئصال الغدة الزعترية بالاستعانة بالذراع الروبوتي آمنة وسهلة الإجراء وتؤمن نتائج طويلة الأمد للمرضى المصابين بالوهن العضلي.;
مشاركة :