حسام علم الدين – توقعت مجلة «فوربس» ان تواجه دول الخليج تباطؤا أكبر للنمو الاقتصادي العام المقبل نتيجة اتفاق خفض انتاج النفط بين منظمة أوبك والمنتجين المستقلين الاسبوع الماضي في فيينا. واشارت الى ان الكويت قد تكون الاكثر تضررا بين دول الخليج، خصوصا بعد تعديل «كابيتال إيكونوميكس» لتوقعات نمو الناتج المحلي الكويتي العام المقبل من %4.8 الى %1 فقط، كما خفضت توقعات النمو في السعودية من %4.3 الى %1.3. فيما من غير المتوقع ان تعاني الامارات كثيرا لكن لا يزال من المتوقع انخفاض معدل نموها من %4.3 الى %3.5. وقد تشهد قطر (التي اعلنت خروجها من «اوبك») تباطؤا في نموها من %4.3 الى %2 فقط. ونقلت عن محللين اقتصاديين تحذيرهم من ان «غموض» الاتفاق قد يجعل من الصعب مراقبة التزام الاعضاء بشكل كامل. وقال: ان تحذير موقع «كابيتال ايكونوميكس» الاسبوع الماضي من ان تخفيض انتاج النفط في دول خليجية قد ينتج عنه تباطؤا اقتصاديا ابتداء من منتصف 2019 اصبح جديا وقد يكون اكثر حدة من قبل. وأشار «كابيتال ايكونوميكس» الى انه لا يتوقع ان تؤدي تخفيضات انتاج النفط الى ارتفاع الاسعار بشكل مستمر، لذلك يتوقع ان تنخفض عائدات النفط في الخليج العام المقبل. وقال جايسن تواب كبير اقتصاديي الاسواق الناشئة في «كابيتال إيكونومكس»: سيكون لاتفاق «اوبك» تأثيرا سلبيا شاملا على نمو الناتج المحلي الخليجي خلال الفترة القادمة، لقد توقعنا بدء تباطؤ النمو في المنطقة منذ منتصف 2019، لكن هذا التباطؤ قد يحدث قبل هذه الفترة وسيكون اكثر قوة من توقعاتنا. من جهته، يقول موقع «أوكسفورد إيكونوميكس» ان التوقعات الاقتصادية في منطقة الخليج لعام 2019 اصبحت اكثر غموضا الان نتيجة اتفاق «اوبك» لتخفيض انتاج النفط. وخفض الموقع توقعات النمو في دول مجلس التعاون الخليجي من %3.1 الى %2.6. ويوضح ان الخطر الرئيسي يكمن في احتمال تأجيل او تخفيض خطط الانفاق الحكومية الخليجية الامر الذي سيؤثر سلبا على النشاط الاقتصادي بشكل عام. وتقول مايا سينوسي كبيرة الاقتصاديين في الموقع: ان انخفاض العائدات في اعقاب تراجع اسعار النفط يهدد بانفاق مالي اقل بكثير مما كان عليه في 2018، وهو ما قد يؤثر على الانتعاش في القطاعات غير النفطية. لكن كيريل ديميترييف، الرئيس التنفيذي لصندوق الاستثمار المباشر الروسي اكثر تفاؤلا بآفاق اقتصاد بلاده، معتبرا ان اتفاق «اوبك» لخفض انتاج النفط قد يحفز نمو الاقتصاد الروسي بشكل كبير. ويستند تنبؤ ديميترييف الى افتراض ان اتفاق تخفيض انتاج النفط سيعزز الاسعار ويؤدي الى ارتفاع ايرادات حكومة موسكو والشركات النفطية الروسية. ومع ذلك، لا يزال العديد من المحللين غير مقتنعين بأن الاتفاق سيكون له اثر طويل الاجل.
مشاركة :