أطروحة بجامعة البحرين تدعو لبحث الطاقة الإقناعية في النصوص الحجاجية

  • 12/12/2018
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

دعت أطروحة علمية في جامعة البحرين إلى التّركيز على الدِّراسَةِ الحِجاجيَّةِ للنّصوصِ الجدليّة والحواريّة - قديمِها وحديثِها - لبحثِ الطَّاقَةِ الإقناعيَّةِ والتَّأثيريَّةِ. ورأت الأطروحة أهمية عدم الاقتصار على توظيف النّظريّة الحِجاجيّة في دراسة النّصوص التّخييليّة كالشّعر والقصّة والرّواية، مشددة على أهمية رفْدِ المكتبة العربيّة بالدّراسات العلميّة والعمليّة ليُفيدَ منها المتحاورونَ في مختلِف مجالات الحياة. وقدم الأطروحة الطالب في برنامج ماجستير اللغة العربية ياسر عبدالهادي عبدالله، استكمالاً لمتطلبات نيل درجة الماجستير في اللغة العربية. ووسمت دراسة الطّالب عبد الله التي خضعت للمناقشة العملية مؤخراً بعنوان:"طرائق الإقناع والتَّأثير في الرَّسائل المتبادَلة بين الإمام عليّ ومُعاصِريه". وتكوَّنت لجنة المناقشة من عضو هيئة التدريس في قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية في جامعة البحرين الأستاذ الدّكتور عبد الله محمّد البهلول مشرِفًا، وعضو هيئة التدريس في جامعة القصيم بالمملكة العربية السعودية الأستاذ الدّكتور محمّد نجيب العَمامي ممتحنًا خارجيًّا، وعضو هيئة التدريس في قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية في جامعة البحرين الأستاذ الدّكتور عبد الفتاح أحمد يوسف ممتحنًا داخليًّا. وأوضح الباحث أنه قسّمَ بحثه إلى ثلاثةِ فصولٍ متعلّقة بمسالِكِ الإقناع الأرسطيّة الثّلاثة (الإيتوس، والباتوس، واللوغوس)، وقد سبق ذلك بمقدمة وتمهيد وألحقها بخاتمة شملت أهمَّ النّتائج الّتي توصَّل إليها البحث. ونوه إلى أنَّ هذا البحث في مجال الدِّراسات الحِجاجيّةِ للنّصوصِ الحواريَّةِ القائمة على الاختلاف والتّوسّل بأساليب الإقناع، مشيراً إلى أهمية دراسة هذا النوع من النصوص الحِجاجيّة للعاملين مختلِف المجالات مثل المُحامين والمعلّمين وكذلك الآباء، وذلك لتعرف أساليب الإقناع للتّوسُّلِ بها للتَّأثير في المتلقّي وإيصال أفكارِهم إليهم. وفيما يرتبط بالمنهج العلمي، ذكر الباحث أنه استخدم المقارَبة الحِجاجيّة للنّصوص منهجاً، لكن في الوقت ذاته توسل بآليَّات لمناهج أخرى نحو المنهج النّحويّ والبلاغيّ، والمنهج السّيميائيّ، ومناهج ومقاربات لسانيَّات النّصّ. وانتهت الدراسة إلى أن الرّسائل المتبادَلة بين الإمام عليّ ومُعاصريه، تُوضِّحُ أنَّ الحِجاجَ في الرّسائل لم يَصِلْ إلى غايتِه في كثيرٍ من الأحيان، بل كانت الكلمةُ "كبريتًا يزيدُ من شدة الأزمة، وتحوَّل الجِدال باللسان إلى جِلادٍ بالسيوف والحراب". وعد الباحث مدوّنة هذا البحث أي الرسائل المتبادلة بين الإمام علي ومعاصريه من المعارِك الأدبيّة في تاريخ آداب العربيّة، في حين عُدَّت الحروب من الوقائع التَّاريخيّة. وذهب الباحث إلى أنَّ المقارَبة الحِجاجيّة جامِعةٌ لكافَّةِ المناهِج؛ فاستفادَ البحثُ من آليَّات المنهج اللغويّ - نحوًا وبلاغة- ومن آليَّات المنهج السّيميائيّ من خلالِ توظيف سيميائيَّات الأهواء، واستفادَ من المنطِقِ ومن نظريَّات القراءة والتّلقّي، ومن المقارَبات اللسانيّة الحديثة، وهذا يؤكِّدُ أيضًا على فاعلية المقاربات والنّظريّات الحديثة في دراسة النّصوص القديمة.

مشاركة :