أبوظبي:محمد علاء اختتمت أمس، في أبوظبي، أعمال منتدى منظمة التحالف الدولي للقاحات والتحصين «جافي» الذي استضافته الدولة، بالتعاون مع وزارة الخارجية والتعاون الدولي، ليومين، لاستعراض التقدم المرحلي في خطة «جافي» بين 2016 و2020، بحضور ريم الهاشمي، وزيرة الدولة للتعاون الدولي، ومشاركة محمد إيسوفو، رئيس جمهورية النيجر، وكارلوس دو روساريو، رئيس وزراء موزمبيق، و300 ممثل عن الحكومات والمجتمع المدني.وأكد المشاركون ضرورة دعم الابتكار للوصول إلى طرق أكثر استدامة ومرونة في إيصال اللقاحات إلى المناطق النائية التي تشهد صراعات، في أسرع وقت وبطرق تضمن سلامتها، مع ضرورة دعم الأبحاث لتوفير معلومات واضحة عن الوضع الصحي في الدول الأكثر حاجة إلى اللقاحات، للإسهام في إنتاج ابتكارات تقلل من كلفتها وتسهم في وصولها إلى أكبر عدد من السكان، وأشاد المشاركون بالدور الرائد لدولة الإمارات، في تقديم الدعم اللازم لتمكين المنظمات الدولية المعنية باللقاحات والتحصين ضد الأمراض المعدية للأطفال.وقالت ريم الهاشمي، خلال جلسات اليوم الثاني من المؤتمر، إن تمكين الجيل المقبل من منظور حكومة الإمارات، يتمحور حول منح الشباب أدوات المستقبل، وإشراكهم في صياغته، لذلك نعمل على ترسيخ الإيجابية في نفوسهم وإبعادهم عن الخمول، للوصول إلى قدراتهم الحقيقية. مشيرة إلى أنه منذ تأسيس الدولة، والاستثمار في الإنسان وجودة الحياة، هما شعارها. وأضافت: فخورون بتجربتنا، ونريد مشاركة الجميع في هذا التقدم، ومساعدة المناطق المحيطة بنا وتشجيعها على التنمية، مشيرة إلى أن الإمارات تمثل قلب العالم النابض، فكل 90 ثانية تُقلع طائرة منها أو تهبط فيها، لذلك نسعى إلى ربط الناس بعضهم ببعض، للوصول إلى ما هو أفضل.وأكدت ضرورة التكاتف والعمل على دعم التحالف العالمي للّقاحات والتحصين (جافي)، ومواجهة بعض المعلومات المغلوطة والنسخ المخالفة للحقيقة، بالاعتماد على المعرفة الحقيقية، والتركيز على كيفية الاستمرار في اتخاذ الخطوات المهمة، والمضي قدماً في مسار التقدم القائم على الابتكار، مشيرة إلى أن التكنولوجيا ستكون العامل الأساسي في التوسع وتحسين الاستفادة من التحصين.وأشارت إلى أن أهداف التنمية المستدامة، هي الإطار الذي يجمع أمم العالم، لذلك تجب صياغتها، بشكل يربطها بجميع الفئات، خاصة طلبة الجامعات، لكونهم عماد المستقبل، لافتة إلى أن حكومة الإمارات تحرص على ترابط السكان والحكومة.وفي كلمة مصورة، خلال أعمال اليوم الثاني، توجهت أنجيلا ميركل، المستشارة الألمانية، بالشكر الى صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، والحكومة الإماراتية لاستضافة المؤتمر الذي يهدف إلى دعم جهود التطعيم والتحصين لأطفال العالم.وقالت «إن الصحة من المتطلبات الرئيسة المهمة للتنمية المستدامة وإحدى نتائجها، ومن دواعي سروري أن تعرض خطة العمل العالمية، من أجل حياة أكثر صحة للجميع، حيث ستكون إرشاداً لجهودنا المشتركة». وأضافت «أي شيء يمكن أن يكون أهم من حياة الملايين من البشر، ومنع معاناة الملايين الآخرين؛ معا يمكن أن نعمل ما يمكن أن نرغب في أدائه، لذا اود ان اتوجه بالشكر الجزيل إلى كل من التزم بتحسين صحة الأطفال وقدموا الحماية لهم من خلال التطعيمات واللقاحات». فيما وجه محمد إيسوفو، الشكر إلى صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لاستضافة هذا المؤتمر، مشيراً إلى أن النيجر تواجه عددا من التحديات الأمنية والاقتصادية، والديموغرافية، حيث توجد جماعات إرهابية على حدود النيجر، مع دول ليبيا وبوركينا فاسو، ومالي، ما ألزمنا تخصيص 20% من ميزانية الدولة للأمن، وجزء كبير منها كان يمكن تخصيصه للخدمات الصحية.وقال: «جافي» ساعدتنا كثيراً في تحصين الأطفال، ونتائج هذه التحصينات اقتصاديا تصل إلى نحو 100 مليون دولار، حيث إن 15% من سكان النيجر من الأطفال الصغار، لذلك نريد تحويل هذه الفئة إلى ربح اقتصادي، عبر الصحة والتعليم والتدريب. وأضاف: حدث لدينا انخفاض كبير في معدل وفيات الأطفال، بفضل التحصينات، فقد انخفضت من 60 ألف حالة، عام 2004 إلى 1000 حالة فقط في الوقت الحالي، مشيراً إلى أنهم يركزون حالياً على تعزيز نظام الرقابة، والحصول على معلومات دقيقة عن الواقع الصحي والمشكلات للمساعدة في الوقاية والتوسع في التحصينات. ودعا إلى استمرار الجهود لخفض كلفة اللقاحات، حتى تستطيع جميع الدول الاستفادة منها، وإجراء البحوث للوصول إلى لقاحات جديدة للأمراض التي لا سبيل إلى علاجها حالياً.فيما أشار روساريو، إلى أن 66% من ميزانية الدولة مخصصة للرعاية الصحية والتعليم، ودعا إلى تأسيس مركز إفريقي للأبحاث، يعمل على توفير معلومات واضحة عن الوضع في القارة تسهم في إنتاج ابتكارات تقلل من كلفة اللقاحات وتسهم في وصولها إلى أكبر عدد من السكان. وقال «التوسع في أعداد المستفيدين من لقاحات التحصين يستلزم ابتكار وسائل جديدة، وهذا يعتمد على توافر المعلومات الدقيقة لإجراء الأبحاث التي تساعد على إنتاج اللقاحات محلياً، لتقليل الكلفة الاقتصادية، وتوقع الأحداث لتوفير الوقت والمفاجآت، فضلا عن التقدم في توزيع اللقاحات بالشكل الصحيح». ودعا إلى تعزيز الشراكات بين دول منظمة التحالف العالمي للقاحات والتحصين، لإيصال اللقاحات إلى جميع أطفال العالم.فيما قالت نجوزي أوكونجو - إيويلا، رئيسة مجلس إدارة «جافي» «نحن في بلد يحسن الإرادة السياسية، فالإمارات دولة تدعو إلى الفخر، لأنه عند التفكير في تنمية الشباب لابد من منحهم صوتاً مسموعاً، مشيرة إلى أن الاتحاد العالمي للّقاحات والتحصين يعمل على مساعدة البلدان التي تعاني ضعفاً وهشاشة ونزاعات تؤدي إلى هجرات سكانية كبيرة، مثل سوريا واليمن وشمالي نيجيريا، وأجزاء من الساحل الإفريقي، لافتة إلى أن «جافي» تعمل بمرونة للوصول إلى مساعدة الأماكن غير المستقرة. ولفتت إلى أن أحد التحديات في إيصال التحصينات إلى كل الناس، هو المعلومات المغلوطة لدى البعض بوجود أضرار للقاحات، فبعض الآباء والأمهات في المدارس يرفضون تطعيم أطفالهم، وهذه المحاولات المناهضة للقاحات موجودة في الدول المتقدمة مثلما في الدول النامية.وقالت: الابتكار عامل رئيس لأهدافنا في حصول 100% من الأطفال على التحصين، فعبر الابتكار يمكن أن تحمل طائرات بدون طيار اللقاحات، والوصول بها إلى المناطق النائية والأماكن الوعرة، والعمال الميدانيين، حيث تسمح لنا التكنولوجيا بدرجة أكبر من المرونة ومنحنا القدرة على خدمة أهدافنا في المستقبل».وأضافت: يجب أن نعمل على إيجاد منصات رقمية للتوعية بأهمية التحصين ليس من الجانب الإنساني والصحي فقط، ولكن من جانب الفوائد الاقتصادية، فالتوسع في عدد الحاصلين على اللقاحات والتحصين نتج عنه عائد اقتصادي بنحو 50 مليار دولار، حيث إن كل دولار ينفق في تطعيم طفل، فإن العائد الذي سيعود من ذلك يتعدى 16 دولاراً، من حيث كلف الرعاية الصحية، ويزيد هذا المبلغ على 40 دولاراً على المدى البعيد، مشيرة إلى ضرورة معرفة قادة الدول بأهمية اللقاحات في الفوائد الاقتصادية.وتابعت: يجب إعادة تعريف الشراكة وأن يكون هناك دعم أكبر للابتكار، حتى لا نصل إلى مكان لا نستطيع فيه تجاوز التحديات، مع أهمية عدم الاستسلام للمعلومات والحملات العكسية وأن نعزز من قوتنا. مشيرة إلى أن الحفاظ على إمكانية إيصال اللقاحات إلى المناطق البعيدة التي تعاني عدم وجود كهرباء، على سبيل المثال، يشكل أحد التحديات الكبيرة أمام «جافي».وأشارت إلى أن أهم اهتمامات «جافي» تتمثل في تحصين الكثير من الأطفال في المناطق النائية أو المضطربة، والاستمرار في الابتكار لإبقاء كلفة اللقاحات متدنية، فنزل متوسط سعر اللقاح من 1001 دولار إلى 28 دولاراً، مع الاستمرار في العمل على تقليل كلفة اللقاحات الجديدة، فضلا عن الابتكارات المرنة التي تمكننا من التكيف مع البيئات المتغيرة.ثلاجات غير قابلة للكسر للمناطق غير الآمنةشهد المؤتمر معرضاً بعنوان «التأثير في المستقبل تجربة ابتكار تفاعلية» نظم في منارة السعديات بأبوظبي، وتضمن بعض الابتكارات التي يمكنها مساعدة التحالف الدولي للقاحات والتحصين «جافي» في التغلب على التحديات التي تواجه إيصال اللقاحات، منها طائرة بدون طيار، وثلاجة غير قابلة للكسر وتعمل بالطاقة الشمسية، وحقن مدمجة، والاعتماد على الذكاء الاصطناعي لربط الأشخاص بالخدمات الصحية.وشملت الابتكارات جهازا ذكيا جديدا ناقلا للقاحات، للحفاظ على اللقاحات بسبب تقلبات درجة الحرارة، خلال رحلة إيصالها إلى بعض المناطق، وحقنة جديدة مدمجة ومملوءة مسبقاً بالجرعات الأحادية، تصنع باستخدام تقنية التشكيل والتعبئة والإغلاق البلاستيكية، بتوفير أمان أكبر للقاحات وكلفة أقل، مقارنة بالقوارير الزجاجية، فضلا عن حلول تعتمد على الذكاء الاصطناعي، للتعرف إلى البيانات الحيوية دون الاتصال بالإنترنت أو الحاجة إلى أجهزة متخصصة، حيث تتيح استخدام منصة الهوية الرقمية لربط الأشخاص بالخدمات الصحية.
مشاركة :