لا تزال حادثة غرق 4 أفراد من أسرة واحدة داخل تجمعات الأمطار ببر حفر الباطن تتفاعل وتلقي بظلالها الحزينة على المجالس والمنتديات؛ بحثا عن السبب في هذه الكارثة الإنسانية، خاصة وأن الجثامين ظهرت بعد شهر كامل من البحث، وعزا البعض السبب إلى الكسارات وناهلي الرمال الذين يقومون بالحفر وجلب الرمال وترك مواقعها حتى موسم الشتاء وتمتلئ بالأمطار فتكون مصيدة للمتنزهين وتشكل خطورة كبيرة عليهم؛ نظرا لعمق هذه الحفر الكبيرة التي تصل في بعض الأحيان إلى 5 أمتار.»مسؤولية الأمانةوقال رئيس المجلس البلدي سعود اللغيصم: إن المجلس البلدي بحفر الباطن يتابع قضية الكسارات وكذلك المؤسسات المسؤولة عن نقل وجلب الرمال ومدى تقيدها بوسائل السلامة، وقد تم التواصل مع الأمانة قبل أكثر من شهرين حول موضوع الشكوى المقدمة من قبل ملاك السيارات الخاصة بنقل الرمال وبيعها من موقعهم الذي يقع خلف إدارة التأهيل الشامل وتخصيصه للشركات المتعاقدة مع الأمانة، وقد تم توجيه عدد من الاستفسارات المهمة والتي لم يصل الرد عليها. وأشار إلى أن المجلس تساءل عن مدى ملاءمة المواقع وهل هي مخصصة للشركات أم لجميع المؤسسات والمواطنين، وكذلك هل وجودها ضمن النطاق العمراني، وهل تمت دراسة المواقع إستراتيجيا ووقائيا في خطط الأمانة المرسومة للتوجه العمراني في الأمد القريب أو البعيد والتي من الممكن أن تشكل خطورة من حيث الكوارث الطبيعية خاصة لمرتادي الرحلات البرية، لا سيما عند وجودها بالقرب من الأودية والشعاب والتي تتحول إلى مستنقعات مائية ذات خطورة عالية في فصل الشتاء.وأضاف اللغيصم: إن المجلس البلدي بحفر الباطن يطالب أمانة حفر الباطن وبشكل عاجل بمعالجة وضع تلك الحفر وما تخلفه الكسارات والمؤسسات الخاصة بنقل الرمال من أضرار على المجتمع وتطبيق الأنظمة واللوائح حيالهم.»حفر عشوائيمن جهة أخرى، طالب مواطنون بضرورة وقف عمل الكسارات العشوائية ووضع حواجز للكسارات النظامية؛ لكيلا تقع كوارث أخرى، ويجب على الأمانة متابعة الكسارات بشكل مستمر؛ لتجنب مثل هذه الكوارث الموسمية، مع قرارات صارمة بشأن المخالفين.وقالوا: نتمنى أن تتم متابعة وضع الكسارات وتحديد مواقع مناسبة لها وبعيدة عن أماكن التنزه التي يقصدها المواطنون وخاصة في هذا الموسم، وكذلك متابعة وضعها بعد الانتهاء من عملها وإعادة الإصحاح البيئي لها وإلزامهم بوضع سياج وتنبيهات خاصة بشكل يمنع حدوث كوارث لا تحمد نتائجها.»كارثة كبيرةوأضافوا: إن حفريات الكسارات تهدد حياة أهالي حفر الباطن ومرتادي البر والتنزه، حيث توجد حفريات خلفتها الشركات عندما استفادت من الرمال ومنذ قديم الزمن إلى الآن لم يتم ردمها أو وضع إرشادات تحذير عليها؛ حفاظا على سلامة الناس، وعندما هطلت الأمطار على محافظة حفر الباطن في الأسابيع الماضية جمعت كميات كبيرة من الماء وتحولت هذه الحفريات إلى بحيرات من الماء ذات عمق هائل وحصلت الفاجعة التي تألمنا بسببها كثيرا متمثلة في غرق أربعة أشخاص، ونتمنى من الجهات المعنية الضغط على أصحاب الشركات لردم جميع الحفريات.
مشاركة :