أشاد الدكتور شريف الفولي، ممثل الرئاسة الإقليمية للأولمبياد الخاص بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بالدور الكبير الذي تلعبه أبوظبي في دعم وتعزيز مكانة أصحاب الهمم، مثنياً على رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لدورة الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص التي تستضيفها أبوظبي مارس المقبل، موضحاً أن الدورة ستكون علامة فارقة في تاريخ الأولمبياد الخاص العالمي. جاء ذلك خلال افتتاح دورة مدربي الأولمبياد الخاص التي جمعت 130 مدرباً ومدربة في السلة وكرة القدم والطائرة الشاطئية، وهو الرقم الذي يتحقق للمرة الأولى في دورة تدريبية بالإمارات ومنطقة الشرق الأوسط، وقال الفولي في افتتاح الدورة التدريبية: مشاركة الإمارات بوفد يضم أكثر من 500 رياضي، من بينهم أكثر من 300 لاعب ولاعبة أمر يفوق كل التوقعات، وإن السر يكمن في أبوظبي، فهي الكلمة التي تعني الكثير، والمعنى الذي يحمل العديد من الرسائل، في ظل الدعم الكبير الذي يقدمه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وبسبب هذا الدعم والرعاية الكريمة فنحن واثقون بأن دورة الألعاب العالمية التي تقام للمرة الأولى في الشرق الأوسط، وشمال أفريقيا، والتي تشهد للمرة الأولى حضور 192 وفداً يمثلون 192 دولة حول العالم، سوف تكون الأهم والأبرز في تاريخ الألعاب، وستترك أبوظبي بصمتها على الحدث بما يجعل من الصعب على أي مدينة أخرى تستضيف الحدث أن تصل إلى المدى الذي وصلت إليه «لؤلؤة الخليج». المشهد كان لافتاً في الافتتاح الرسمي لدورة المدربين الذين جاءوا من كل إمارات الدولة، وأبدوا حرصهم على تطوير مستواهم الفني والمهني، ورفع درجة كفاءتهم في التعامل مع أصحاب الهمم، والحصول على شهادة رسمية تفتح لهم الآفاق والأبواب المغلقة للعمل مع هذه الفئة، فقبل الدورة كان من الممكن اعتبارهم هواة، ولكن بعدها هم محترفون، قادرون على تطوير كفاءات أصحاب الهمم. كان طلال الهاشمي، المدير الوطني للأولمبياد الإماراتي الخاص، قد ألقى كلمة في بداية حفل الافتتاح رحب فيها بالحضور، وتوجه بالشكر إلى المحاضرين أصحاب الخبرات الرفيعة في التخصصات المختلفة بالتدريب لفئة أصحاب الهمم من ذوي الإعاقات الذهنية، وإلى كل أندية الدولة التي رشحت مدربيها لخوض غمار هذه الدورة، وكذلك إلى نادي أبوظبي الرياضي الذي استضاف الدورة ووضع كل إمكاناته تحت تصرف الأولمبياد الإقليمي. وقال الهاشمي: من خلال كلمات الضيوف، شعرنا بالسعادة لإدراكهم حجم النقلة النوعية التي تحدث لتجربة الأولمبياد الخاص بالإمارات، الهدف من الدورة هو نشر ثقافة العمل الاحترافي مع أصحاب الهمم، وأيضاً رفع مستوى الكفاءة للمدربين وحتى المدرسين الذين يعملون مع ذوي الإعاقة الذهنية. وتابع: «الطائرة أقلعت بالفعل والأولمبياد الإماراتي الخاص له مشروعات كثيرة وأهداف عديدة وبرامج بلا حدود، لكنها ترتكز في الأساس على الجانب الرياضي، وعلى هذا الأساس تم وضع برنامج رياضي شامل فيه مجموعة من الدورات التدريبية للمدربين في كل الألعاب، بالتعاون مع الرئاسة الإقليمية، والتحضير لهذه الدورة تم وفق أعلى معايير الجودة، وعلى هذا الأساس فإن الإقبال على الحضور يعطينا إشارة بالنجاح». وقال الهاشمي: برنامج الدورات مستمر بواقع دورة كل شهر، وقد حرصنا على انتقاء المحاضرين، باحثين عن أبرز الخبرات الدولية في كل تخصص، وتزامناً مع المشاركة بأكبر بعثة في تاريخ الإمارات، فإن ذلك رفع سقف طموحنا بأن يكون كل شيء نقدمه على أعلى مستوى من التميز، نثمن الدعم الذي تقدمه سمو الشيخة مريم بنت محمد بن زايد آل نهيان الرئيس الفخري للأولمبياد الإماراتي الخاص، وكل هذه المبادرات ترجمة لأفكارها وتوجهاتها، كما نثمن المتابعة الحثيثة من قبل معالي شما المزروعي وزيرة دولة لشؤون الشباب، رئيس مجلس أمناء الأولمبياد الخاص الإماراتي. وعن الهدف من الدفع بلاعبي «كرة قدم» للمرة الأولى في الدورة للحصول على خبرات التدريب، وهما نوح السويدي وسعيد السويدي قال الهاشمي: من خلال استضافة الألعاب العالمية نستهدف تأهيل الكوادر وتوفير فرص العمل لهذه الفئة، والاندماج مع المجتمع، ورأينا أن هذين اللاعبين يمكن أن يكونا نواة لزملائهما في مجال التدريب، وسوف نعتبر هذه الدورة فرصة لتأهيل أكبر قاعدة للمدربين في كل أندية أصحاب الهمم بمختلف إمارات الدولة، وهدفنا أن نصل في المستقبل إلى فريق لأصحاب الهمم في كل الأندية. مرحلة جديدة أكد طلال الهاشمي أن دورة الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص «أبوظبي 2019» ستكون الأساس لكثير من البرامج والمشروعات التي تولي اهتماماً كبيراً بفئة الإعاقة الذهنية، وأنها ستكون منصة لتوعية المجتمع بالتعامل الإيجابي مع هذه الفئة، وأن الدورة جعلتنا نتحرك إلى بيوت أصحاب الهمم، بدلاً من أن ننتظرهم يأتون إلينا، وكذلك المدربون، وبالنسبة للمدربين فقد حرصت شخصياً على ألا يقل عدد ساعات الحضور للدورة من المدربين عن 15 ساعة بواقع 5 ساعات كل يوم. ولا بد أن نعلم بأن مجرد الإعلان عن تأسيس الأولمبياد الإماراتي الخاص دليل على الدخول في مرحلة جديدة للاهتمام بتلك الفئة. دروس خاصة اعتمد الأولمبياد الخاص برنامجاً خاصاً لرفع الكفاءة الدراسية للطلاب عن طريق مدرسين أكفاء ضمن برنامج استعدادات منتخبات الإمارات للمشاركة في الدولة، حيث تشتمل المرحلة الثانية المقررة يناير المقبل على تدريبات لكل اللاعبين في أنديتهم، ومدارسهم وكل مكان يتواجدون به، وستكون المرحلة الثالثة والأخيرة عبارة عن معسكر مغلق بكل من دبي لـ«الألعاب الفردية» والعين «الألعاب الجماعية»، وأبوظبي «الفرق النسائية». أجندة حافلة يتضمن برنامج الدورة أجندة حافلة من المحاضرات تشمل مقدمة عامة عن الأولمبياد الخاص يلقيها الدكتور شريف الفولي، ومحاضرة عن التقسيم يلقيها الدكتور عماد محيي الدين، ومحاضرة عن المسابقات الرسمية في كرة القدم والسلة والطائرة الشاطئية يلقيها عاطف رشاد والدكتور عادل رمضان والدكتور إكرامي الجمال، و3 محاضرات عن مبادئ التدريب في كرة القدم والسلة والطائرة الشاطئية لنفس المحاضرين الثلاثة، ومحاضرة عامة عن الألعاب والمسابقات في الأولمبياد الخاص للدكتور شريف الفولي، وفقرة عملية في الملاعب للمدربين في السلة والطائرة الشاطئية والقدم، ثم مناقشة عامة للرد على الأسئلة. وكانت الدورة قد انطلقت مساء أمس الأول، وسوف تختتم باحتفالية مميزة في التاسعة مساء اليوم بنادي أبوظبي الرياضي. شراكة جديدة كشف طلال الهاشمي عن وجود اتفاق سوف يتم الإعلان عنه قريباً مع أحد المستشفيات بأبوظبي، ليتولى تقديم الرعاية الصحية الكاملة للاعبين من أعضاء الوفد الإماراتي، وأنه جرى بالفعل خضوعهم للفحوص الطبية قبل اختيارهم، وتم التأكد من جاهزيتهم للحدث، وأن الرعاية الصحية لهذه الفئة مهمة للغاية سواء قبل المعسكرات أو خلالها أو خلال منافسات الألعاب، وأن التركيز في الرعاية الصحية ليس على الجانب البدني فقط ولكن أيضاً على الجانب النفسي والمعنوي.
مشاركة :