اقترح رئيس حزب "الكتائب" النائب سامي الجميل على الرئيس المكلف سعد الحريري "أن يأخذ المبادرة ويقدم تشكيلة حكومية، وليذهب إلى مجلس النواب بها وليرفضها من يريد، وعندها نعرف حقيقة من يريد إنقاذ البلد ومن لا يريد". واجتمع الجميل إلى الحريري أمس، في لقاء هو الأول منذ الاستشارات النيابية حول تأليف الحكومة، خصوصاً أن حزب "الكتائب" لن يكون مشاركا فيها. وقال الجميل: ""بعد زيارتنا لرئيس الجمهورية، في محاولة لنستشف منه أين أصبحنا، ولكي نؤكد على خطورة الوضع الذي نمر فيه وضرورة أن تُشكَّل حكومة بأسرع وقت، زرنا الرئيس الحريري في الإطار نفسه، حيث عرضنا عليه مجموعة أفكار، أهمها أن يأخذ الرئيس المكلف، إلى جانب فخامة الرئيس، المبادرة، في ظل التعطيل الحاصل اليوم، بطرح تشكيلة حكومية إنقاذية، بأن نختار الاختصاصيين الموجودين في البلد على كل الأصعدة، ونشكل حكومة اختصاصيين يدرسون آلية إنقاذ البلد وينفذوها بأسرع وقت ممكن، لأن البلد لم يعد يحتمل، وكل الناس واعون أنه لم يعد بإمكاننا أن نستمر بهذه الطريقة". أضاف: "قد نكون نحن الوحيدين الذين زرنا الرئيس الحريري دون أي مطلب، ولا نريد منه أي شيء. موقفنا واضح، ونحن لن نشارك في الحكومة المقبلة. أتينا نطرح أفكارا لكي نخرج البلد من الوضع الذي هو فيه. شعرنا أن الرئيس الحريري واع لكل المخاطر، وهو يتألم أيضا لهذا الواقع الذي يعيشه البلد، واقترحنا عليه أن يأخذ المبادرة ويقدم تشكيلة حكومية، وليذهب إلى مجلس النواب بهذه التشكيلة وليرفضها من يريد، وعندها نعرف حقيقة من يريد إنقاذ البلد ومن لا يريد. هذه الخطوة يجب أن تحصل بالنسبة إلينا في أسرع وقت ممكن، فكلنا نرى أين أصبح البلد على كل الأصعدة، ولم يعد بإمكاننا أن نتحمل يوما واحدا على هذا النحو. نحن ندق ناقوس الخطر منذ فترة على الصعيد الاقتصادي، واليوم بات الاقتصاد يلفظ أنفاسه الأخيرة". وتابع: "أكدنا للرئيس الحريري أيضاً أننا سندعم كل الإصلاحات المطلوبة ضمن إطار مؤتمر "سيدر" وسنسير بها وسنتعاون معه على إنجازها، ونتمنى ألا ينفَذ أي قرض قبل إقرار الإصلاحات. نقر الإصلاحات أولا ثم نذهب نحو القروض والمشاريع، لأن القروض بلا إصلاح تعني أننا نزيد الكارثة بدلا من تخفيفها. هناك ضرورة لإقرار الإصلاحات من أجل حسن صرف الأموال القادمة". وختم قائلاً: "تمنينا للرئيس الحريري التوفيق، وأكدنا له أننا من موقعنا المعارض، سنكون داعمين لأي خطوة إيجابية، وسنكون إلى جانب أي طرح يصب في مصلحة لبنان، لا شيء بالنسبة إلينا فوق مصلحة البلد، فمصلحة لبنان فوق كل اعتبار، وسنتعاطى بإيجابية مع الرئيس الحريري وأي مسؤول في الدولة من أجل إنقاذ البلد من الوضع الذي هو فيه، لأن اللبنانيين اختنقوا ولم يعد أحد قادراً على تحمل المزيد من المآسي". سئل: هل تعتبر أن من يعرقل تشكيل الحكومة اليوم لاعتبارات خارجية سيرضى بحكومة اختصاصيين؟ أو أن مشروع وجود دولة ككل هو مرفوض من قبل هذا الفريق؟ أجاب: "أنا أتساءل ما هو الأفضل؟ أن نبقى على ما نحن عليه أو أن تأتي حكومة اختصاصيين؟ لأن البديل عن حكومة اختصاصيين هو أن نبقى على ما نحن عليه. "لو بدها تشتي كانت غيمت"، ونحن بانتظار الحكومة منذ ستة أشهر، والبلد يغرق منذ ستة أشهر وحتى الآن لم تتخذ أي خطوة". وسأل: "ما هو بديل من لا يسمح للحكومة بأن تتشكل؟ أنا على ثقة أن الرئيس الحريري يتمنى أن يكون لديه فريق عمل وزاري من الاختصاصيين، ونحن نرى أنه يمكن أن يكون ذلك تجربة مهمة للغاية وجديدة وتعطي أملا للبنانيين. فإذا رأى اللبنانيون حكومة مكونة من أكثر الناس كفاءة في لبنان، فهل سيكونون غير راضين؟ ليتحمل المسؤولية من لا يريد ذلك ويريد أن يترك اللبنانيين بهذا الجو. أعتقد أن الطريقة الوحيدة لكي يعرف كل اللبنانيين من هو المسؤول عن التعطيل هي أن يأخذ الرئيس الحريري المبادرة بهذا الاتجاه".
مشاركة :