واشنطن بوست: القمع مستوطن في حكم ابن سلمان منذ صعوده

  • 12/12/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

اعتبرت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، التقارير الجديدة التي تتحدث عن تعرّض ناشطات سعوديات بارزات في حقوق المرأة للتعذيب وإساءات جنسية أثناء احتجازهن؛ أنها انتهاكات خارقة للقانون الدولي وميثاق مناهضة التعذيب الموقّع عليه من قِبل السعودية، مشيرة إلى تورّط سعود القحطاني مستشار ولي العهد في تلك الانتهاكات. وقالت الصحيفة، في مقال للكاتبة الأميركية سارة عزيز، إن الانتهاكات السعودية رغم ما سبّبته من صدمة، لم تلقَ ردّ فعل كبيراً من جانب المجتمع الدولي، الذي تجاهل محنة هؤلاء النساء مراراً. وذكرت أن معاناة الناشطات بدأت في مايو الماضي، عندما سُجِنَّ بتهم ملفّقة، إذ آثر الإعلام الغربي وزعماء العالم عدم التصدي لهذه القضية لافتتانهم الشديد بـ «الإصلاحي المرتقب» أي ابن سلمان و»النهضة» المزعومة التي ينفّذها الأمير الشاب، رغم تحذير منظمات حقوق الإنسان من وقوع إجهاض للعدالة. وأوضحت أن الانتهاكات وسجن النساء استمر حتى مع رفع حظر القيادة عن المرأة، مع استمرار الأمل حول «ولادة» دولة جديدة على يد الأمير الشاب. وتقول الكاتبة: «في النهاية جاءت جريمة قتل الصحافي جمال خاشقجي المروعة لتوقظ العالم على طبيعة حكم ولي عهد الرياض؛ إذ لم يكن الاغتيال سوى امتداد لما تشكّل كنمط وحشي قائم من القمع على يد ابن سلمان». ولفتت إلى أن مستقبل ابن سلمان بصفته حاكماً شرعياً بات محل شك لوقت قصير، مع تزايد الأدلة على تورطه في قتل خاشقجي، وإصدار المخابرات الأميركية تقييماً عالي المصداقية يؤكد تورّط ولي العهد. رغم ذلك، تؤكد الكاتبة، لم يواجه النظام السعودي عواقب كبيرة؛ إذ ظل ابن سلمان موجوداً على الساحة العالمية، بينما يستمر الرئيس الأميركي دونالد ترمب في الدفاع عنه بحماسة. ورأت الكاتبة أن البعض يعتقد أن ابن سلمان سيجانب الحذر بعد هذه الفضيحة، قائلة إنه تقييم خاطئ، لأنه يتجاهل حقيقة تفشّي السلوك الوحشي في نظام حكم ابن سلمان منذ بدايته؛ مستشهدة باعتقال الناشطات الإصلاحيات، الأمر الذي دلّ على سياسة وحشية تستهدف بضربات استباقية المنتقدين والمعارضين السياسيين على حدّ سواء، حتى بعد تخلّيهم عن الأنشطة، ومنهم لجين الهذلول. واعتبرت الكاتبة أن نظام ابن سلمان اعتقل هؤلاء النساء خوفاً مما قد يشكلنه من أفعال مستقبلية، وآثر وضعهن في السجون، وتشويه سمعتهن عبر تُهم التخوين والعمالة لدول أجنبية، ونشر صورهن في صدر صفحات الجرائد، في خرق للعادات في الدولة المحافظة.. كل ذلك لتلطيخ شرفهن. وأوضحت الكاتبة أن تفكير ابن سلمان الفردي هو ما دفعه لتشديد الرقابة على الصحف، حتى مع إنفاقه ملايين الدولارت لتسويق نفسه كإصلاحي؛ مشيرة إلى أن هذه الرقابة هي التي دفعت خاشقجي للفرار من المملكة وحثّته لانتقاد العائلة الحاكمة السعودية، دافعاً دمه ثمناً لهذا النقد.;

مشاركة :