نظم مشروع "الابتعاث رحلة التغيير" في بريطانيا ضمن زيارات برنامج "مدارك" للمبتعثين زيارة لمعامل الأوكتيف بجامعة سالفورد، للتعرف على "تقنيات الانغماس المغمورة" والتي تتضمن تقنيات الواقع المعزز والواقع الافتراضي عن قرب، وشارك في الزيارة ما يقارب 20 مبتعثًا ومبتعثة. ووقع الاختيار على جامعة سالفورد كونها من الجامعات الرائدة في هذا المجال، وتم تقسيم الزيارة إلى محاضرة توعوية لثلاثة أنواع من تقنيات الانغماس وهي الواقع الافتراضي والمعزز وغرف الانغماس ثم تجربتها عمليًا. وقالت المبتعثة ابتهال قوقندي عضو اللجنة التنفيذية للمشروع والمنسقة للزيارة: ظهرت لنا أخيرًا مصطلحات وتقنيات مثل الواقع الافتراضي والواقع المعزز والتقنية الغامرة، وبحكم تخصصي لاحظت أن الكثير لديه لبس للتفرقة بين هذه المسميات، وانتشر استخدام نظارات الواقع الافتراضي فأصبح الناس يعتقدون أن أي تقنية مشابهة لذلك لها علاقة بالواقع الافتراضي وهذا غير صحيح، ومن هنا جاءت فكرة الحاجة لتوعية العامة وغير المختصين بالفرق بين هذه التقنيات ومدى قوتها وتأثيرها في تغير أساليب حياتنا في المستقبل القريب. وأضافت: التطور السريع في مجال الذكاء الاصطناعي استحدث نقلة نوعية جديدة للدمج والتفاعل بين العالم الواقعي والافتراضي. وسُميت هذه التقنيات بالانغماس أو المغمورة لأنها تقوم على مبدأ تغذية الحواس الإدراكية بمواد مدروسة حاسوبية، وتشكل العالم الرقمي مدمجة ضمن الواقع الحقيقي وإن اختلفت أجهزة العرض فيها، كما يمكن مزج أجهزة استشعار يرتديها المستخدم لتلتقط حركة جسم الإنسان فتنتج ردود أفعال حسية للتفاعل مع الكائنات الافتراضية. وأوضحت قوقندي أن أكبر تحدٍ أثناء التنسيق كان اختيار المشروعات التي دعم هدف الزيارة وهو التوعية للحضور، لأنه الشخص غير التقني لن يستوعب القوة الحاسوبية وراء عمل المشروع المختار، ووقع الاختيار على مشروع استخدام الأوكتيف لعلاج الأشخاص من فوبيا المناطق العالية، بحيث تأخذ المستخدم لمنطقة عالية غالبًا صعب الوصول إليها في العالم الحقيقي لخطورة الوجود فيها، بالإضافة إلى زيارة الغرفة المعزولة ضد الصدى، وتجربة نظارات Hololeans، وتجربة الواقع المعزز للتعرف على أعضاء الإنسان الداخلية. وعن التجربة تقول المبتعثة روان خاشقجي إحدى المشاركات في الزيارة والمتخصصة في الأدب الإنجليزي: استمتعت كثيرًا بعيش التجربة داخل الغرفة المعزولة والأكثر هدوءًا في العالم، والتي تعلمت منها كيف يؤثر الصدى على الأصوات حولنا، والتعرف على تقنيات الواقع المعزز والافتراضي وكيف يتم دعم التعليم بالترفيه. وعبّرت أمل أحمد والتي تدرس الدكتوراه حاليًا في تخصص علم النفس عن سعادتها لحضور هذه الزيارة والتي شملت الجانب النظري والعملي، وإتاحة الفرصة لهم لمشاهدة هذه المعامل الضخمة في جامعة سالفورد حيث كلفت الملايين والتي أصبحت وجهة للكثير من الباحثين حتى من أنحاء أوروبا لأداء تجاربهم فيها. وقالت: يستطيع الشخص داخل إحدى هذه الغرف أن يتخيل حدوث مواقف معينة وكأنها حقيقية باستخدام نظارة فقط، ولكن مع التقنية الخاصة لها تجعلك تشعر بأن الموقف حقيقي فيشعر حينها بالخوف أو التوتر أو حتى العكس، فمن الممكن التخلص من هذه المشاعر السلبية بهذه التقنيات. وأضاف المبتعث متعب الغامدي والمتخصص في مجال الحاسب الآلي وأحد المشاركين في الزيارة: المحاضرة تطرقت لمجال البحث الطبي، وعُرض علينا كيفية استخدام هذه التقنيات في معالجة الخوف لدى مرضى رهاب المرتفعات، وذلك بخلق بيئة افتراضية باستخدام التقنيات في معمل (Octave) بتعريض المريض لموقف حيث يرى فيه نفسه على شرف جرف، وهو في الواقع يقف على الأرض، لكن لبسه لنظارات الواقع الافتراضي وضعته أمام خوفه، وبكثرة التمارين تغلب هؤلاء المرضى على خوفهم وواجهوها في حياتهم الحقيقة. وتابع: استخدمت هذه التقنية في أبحاث الفضاء، حيث يجتمع العلماء على واقع افتراضي يخيل لهم أحد الكواكب وبيئتها وكأنهم بالفعل قد وصلوا لهذا الكوكب وأنزلوا معداتهم لاستكشافه. وعن أهمية هذه الزيارات قال رئيس اللجنة التنفيذية للمشروع في بريطانيا المبتعث عادل العساف الغامدي: مواكبة العلوم الحديثة في العالم، وتطوير المبتعث وتعريفه على آخر ما توصل إليه العلم في كل المجالات من أهم الأمور التي قام عليها برنامج "الابتعاث رحلة التغيير" في كل برامجه التطوعية وخصوصًا برنامج "مدارك". وأضاف: من هذا المنطلق، قام فريق العمل بالتعاون مع أهم الجامعات في مجال التقنيات الإلكترونية والغرف المغمورة والذكاء الاصطناعي بتنظيم زيارة لجامعة سالفورد في مدينة مانشستر البريطانية، ومنح الفرصة لكل المهتمين من المبتعثين والمبتعثات لمشاهدة (الغرف المغمورة) وسماع آخر ما توصل إليه العلم في تلك العلوم من خلال محاضرة صاحبت تلك الزيارة نالت إعجاب الطلاب.
مشاركة :