لقاح الإنفلونزا السنوي ينقذ حياة مرضى القلب والدماغ

  • 12/13/2018
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

كشف الكثير من الباحثين أن تلقي التطعيم ضد الإنفلوانزا في موعده المناسب، كل سنة، يوفر جرعة حماية عالية، ويساعد الجسم على محاربة الأعراض التي قد تصبح مميتة لدى من يشكون من بعض القصور القلبي أو لهم تاريخ مع السكتات الدماغية أو القلبية. كوبنهغن – أفادت دراسة دنماركية حديثة، بأن الحصول على لقاح الإنفلونزا السنوي يمكن أن ينقذ حياة المرضى المصابين بقصور القلب. الدراسة أجراها باحثون بجامعة كوبنهاغن الدنماركية، ونشروا نتائجها، في دورية “جورنال أو ذي أميركان هارت أسوسييشن” العلمية. وتختلف سياسات التطعيم ضد الإنفلونزا من بلد إلى آخر، لكن غالبا ما يوصى بتطعيم من هم أكثر عرضة لمضاعفات الإنفلونزا مثل الحوامل وكبار السن، ويؤخذ التطعيم في العادة قبل بدء موسم الشتاء. وأوضح الباحثون أن اللقاح السنوي ضد الإنفلونزا يعتبر وسيلة آمنة ومنخفضة التكلفة للحد من الوفيات والمضاعفات المتعلقة بالإنفلونزا، ويوصى به بشكل روتيني للمرضى الذين لديهم تاريخ مع مرض القلب والسكتة الدماغية. وأضافوا أن الإنفلونزا قد تكون خطيرة جدا وربما مميتة للمرضى الذين يعانون من قصور في القلب، لأن مرضى فشل القلب غالبا ما يكونون أكبر من 65 عاما، وقد تؤدي العدوى إلى تفاقم أعراض فشل القلب. ولاكتشاف فاعلية لقاح الإنفلونزا في الحد من وفيات مرضى قصور القلب، راجع الفريق حالات أكثر من 134 ألف مريض يعانون من قصور القلب الذي تم تشخيصه على مدار 12 عاما. ووجد الباحثون أن مرضى قصور القلب الذين حصلوا على لقاح الإنفلونزا، انخفضت لديهم نسبة الوفاة المبكرة بسبب قصور القلب بنسبة 18 بالمئة، حتى بعد احتساب عوامل أخرى مثل الأدوية والحالات المرضية الأخرى والدخل والتعليم. واعتبر الباحثون أن توقيت الحصول على لقاح الإنفلونزا السنوي مهم جدا، حيث كان هناك انخفاض أكبر في الوفيات القلبية الوعائية عندما حصل المشاركون على اللقاح قبل وقت كاف من بدء موسم الشتاء، وتحديدا خلال شهري سبتمبر وأكتوبر من كل عام، مقارنة بمن حصلوا على التطعيم في نوفمبر وديسمبر. وقال الدكتور دانيال مودن، قائد فريق البحث، إن “لقاح الإنفلونزا السنوي يوفر حماية لجميع مرضى قصور القلب ضد عدوى الإنفلونزا التي قد تكون مميتة في بعض الأحيان”. اللقاح السنوي ضد الإنفلونزا يعتبر وسيلة آمنة ومنخفضة التكلفة للحد من الوفيات والمضاعفات المتعلقة بالمرض وأضاف “أتمنى أن تساعد دراستنا الأطباء الذين يعتنون بالمرضى الذين يعانون من قصور في القلب بأن يدركوا مدى أهمية التطعيم ضد الإنفلونزا بالنسبة إلى مرضاهم”. وعادة ما يفقد مرضى قصور القلب قدرتهم على ضخ الدم بشكل سليم، وبالتالي لا يتم إمداد أعضاء الجسم بكميات وفيرة من الدم والأكسجين، ما يؤدي إلى الشعور المستمر بالإنهاك والتعب. وإلى جانب الشعور بالإنهاك والتعب أو تورم الساقين، تشمل الأعراض أيضا الشعور بضيق في التنفس عند صعود الدرج مثلا وتراجع القدرة على بذل المجهود، أو الإصابة بحالة عامة من الوهن. كما نشرت الصحيفة البريطانية، ديلي ميل، دراسة رائدة تربط بين النوبات القلبية والإنفلونزا، أجراها باحثون من جامعة تورنتو. وفحصت الدراسة التي أشرف عليها الدكتور جيفري كوونغ، نحو 20 ألف شخص ثبتت إصابتهم بالإنفلونزا. واكتشف فريق البحث أن خطر حدوث أزمة قلبية يزيد بنسبة 600 بالمئة في غضون أسبوع من عدوى الإنفلونزا، مع تسبب المرض أيضا في زيادة خطر التهابات الجهاز التنفسي. وأوضح الباحثون أن اكتشافهم خطر الإنفلونزا الكبير في التسبب في حدوث الأزمات القلبية، يقدم تحديا جديدا لهم وللعاملين في مجال الرعاية الصحية في التعامل مع المصابين بأمراض القلب. وأشاروا إلى أنه يمكن حماية القلب عبر اللقاح المضاد للإنفلونزا، حيث سيقدم هذا اللقاح “جرعة واقية للقلب”. وفي السياق ذاته، أجرى باحثون من “المعهد الوطني للأمراض المعدية وفحص الأمراض” في تايوان فحصا للسجلات الطبية لـ80 ألف مريض مسن على مدار 13 عاما. ووجدت هذه الدراسة أن التطعيم السنوي ضد الإنفلونزا قلل من خطر الإصابة بنوبة قلبية بنسبة 20 بالمئة، وقدم حماية مماثلة ضد السكتات الدماغية. ولا يقلل لقاح الإنفلونزا من خطر حدوث النوبات القلبية فقط، بل يحمي أيضا المرضى الذين يعانون بالفعل من أمراض القلب، وفقا لدراسة أجراها معهد جورج للصحة العالمية في جامعة أكسفورد، من خلال فحص السجلات الصحية لنحو 59 ألف مريض بفشل القلب. وعلى عكس معظم اللقاحات التي تستهدف نوعا واحدا من العدوى، فهناك العديد من السلالات أو أنواع الإنفلونزا. وفي كل عام يتنبأ العلماء بنوع أكثر شيوعا ويوصون بالتطعيم السنوي ضد هذه السلالة المحددة. إن عدم اليقين بشأن نوع الإنفلونزا الشائعة يعني أن اللقاح ليس دائما فعالا بشكل كبير. وفي المتوسط، تصل فعالية اللقاح السنوي للإنفلونزا بين 50 بالمئة إلى 70 بالمئة. ومن المثير للاهتمام أنه حتى عندما لا تكون اللقاحات المضادة للإنفلونزا فعالة بنسبة 100 بالمئة ضد الفيروس، فإنها لا تزال توفر الحماية ضد أمراض القلب. ويوضح كوونغ وزملاؤه أن المعلومات المضللة لوسائل الإعلام حول اللقاح المضاد للإنفلونزا، تتسبب على نحو متزايد في جعل الناس يتجنبون اللقاح ويتساءلون بشكل مستمر حول مدى فعاليته وقيمته الصحية.

مشاركة :