قالت وكالة «ريا نوفوستي» الروسية، إن السودان اقترح على روسيا النظر في إمكانية استخدام العملات الوطنية في الحسابات التجارية بين البلدين. وأشارت الوكالة إلى أن الحديث عن هذا الأمر جاء في نص بروتوكول عن اللجنة السودانية - الروسية الحكومية المشتركة للتعاون الاقتصادي، التي عقدت دورة أعمالها السادسة يومي أمس وأول من أمس، في العاصمة الروسية موسكو، بمشاركة وفد رسمي سوداني رفيع المستوى، وصل من الخرطوم برئاسة أزهري عبد الله، وزير النفط والغاز في الحكومة السودانية.وفضلاً عن اعتماد العملات الوطنية، تضمن الاقتراح الذي قدمه الجانب السوداني تطوير علاقات المراسلة بين المصارف في البلدين. واتفق الجانبان خلال اجتماعات اللجنة الحكومية المشتركة، على تسريع وتيرة العمل حول إعداد وتوقيع مذكرة تعاون بين البنكين المركزيين الروسي والسوداني.وكان نادر بابكر، السفير السوداني لدى روسيا، قد قال في تصريحات للإعلام الروسي، إن موسكو والخرطوم ستناقشان استخدام العملات الوطنية في التجارة الثنائية، في إطار مشروع تجريبي. وأضاف: «إنها مبادرة روسية، وهي فكرة ذكية للغاية أن تتم الحسابات بالعملات الوطنية في حال فرضت عليك عقوبات، يمكنك استخدام الجنيه السوداني والروبل، لقد تم استخدام ذلك مع الصين، ومع تركيا، ومع اليابان، على ما أظن. الفكرة جيدة، علينا أن نتجاوز العقوبات إذا كانت تعرقل سير الأعمال والحسابات». وعبر عن أمله في أن «تشجع هذه المبادرة الدول الأخرى في أفريقيا، قائلاً: «لدينا أكثر من 50 دولة أفريقية متحمسة جداً للتعامل مع روسيا».من جانبها أشارت وكالة «سبوتنيك»، القسم العربي من «ريا نوفوستي»، إلى الاتفاق خلال الاجتماع على خطة عمل مشتركة، وأشارت إلى أن «الطرفين رحبا بتوقيع خطة العمل، التي تتضمن التحضير لدراسة جدوى أولية لبناء محطة كهروذرية في جمهورية السودان، التي تم التوقيع عليها يوم 20 نوفمبر (تشرين الثاني) 2018 في الخرطوم».وناقشت اللجنة السودانية الروسية، على مدى يومين، القضايا الاقتصادية المتعلقة بتطوير العلاقات الثنائية، وما يتعلق بالاستثمارات الروسية في السودان، والتي تصل إلى أكثر من 10 مليارات دولار، معظمها في النفط والمعادن.وقال رئيس الجانب الفني في اللجنة الوزارية السودانية الروسية، إن اللجنة توصلت إلى ضرورة مضاعفة وتوسيع قائمة السلع المتبادلة بين الجانبين. وتم الاتفاق بين الشركات الروسية والحكومة السودانية بشأن تأهيل المطارات.وتشكل خطة العمل وغيرها من اتفاقات توصل إليها الجانبان الروسي والسوداني خلال الاجتماعات في موسكو، ترجمة لنتائج زيارة الرئيس السوداني عمر البشير إلى موسكو نهاية نوفمبر 2017، والتي تم خلالها الاتفاق على بناء محطة نووية لتوليد الكهرباء، بقوة 8 ميغاواط، ستصل إلى مدينة بورتسودان على البحر الأحمر. وأشار البشير في ختام تلك الزيارة إلى أن هناك آفاقاً واسعة للتعاون بين البلدين في مجال الطاقة، وفي تطوير الاستخدام السلمي للطاقة النووية، فضلاً عن مجالات اقتصادية أخرى كثيرة. واستقبل السودان الشهر الماضي وفداً روسياً برئاسة وزير الخارجية الروسي، بصحبة وفد اقتصادي كبير، وممثلي كبرى الشركات التي تعمل في السودان في مجال التعدين.وأعرب نائب وزير الخارجية الروسي خلال زيارته عن شكره وتقديره للسودان، مؤكداً أن روسيا تعتز بصداقتها وتعاونها المثمر معه في مختلف المجالات، وقال إن المباحثات الأخيرة بين الجانبين فرصة ذهبية للتشاور على أساس الثقة المتبادلة، والتعاون المثمر، والحوار السياسي في كافة المجالات.
مشاركة :