هدد كريم سياحي، المتحدث باسم عمال شركة فولاذ #الأهواز ، جنوب غربي #إيران ، اليوم الأربعاء 12 ديسمبر/كانون الثاني، بأن عمال الشركة الذين يواصلون احتجاجاتهم منذ نحو شهر، سوف يزلزلون المحافظة إذا لم تلب الحكومة مطالبهم حتى يوم السبت القادم. وكان العمال قد تجمعوا، كما في الأيام السابقة، أمام مكتب نائب المرشد خامنئي في المحافظة، وسط مدينة الأهواز، وهم يهتفون بشعارات ضد الحكومة، للمطالبة بحقوقهم وتحسين ظروفهم المعيشية. هذا وقد تجمع العمال في البداية أمام مبنى المصرف الوطني الإيراني "بنك ملي"، وهتفوا بشعارات ضد "المافيا الاقتصادية" في البلاد. يأتي هذا في أعقاب حوار صحافي لأحد مسؤولي الحكومة الإيرانية، الذي كشف فيه أن المصرف الوطني الذي يمتلك أكبر عدد من أسهم شركة فولاذ الأهواز، تخلى عن عهوده، ولم يجلب المواد الأولية اللازمة لتشغيل الشركة شبه المعطلة. وبعد تجمع عمال شركة فولاذ الأهواز وهتافهم أمام المصرف الوطني، ساروا متوجهين إلى شارع "الإمام الخميني"، حيث يقع مكتب نائب المرشد خامنئي، موسوي جزائري. وأمام مكتب نائب المرشد، خرج كريم سياحي، المتحدث باسم عمال فولاذ الأهواز، وهتف: "نرفض الذل.. صوتي هو صوت جميع العمال.. إذا لم تحل مشكلة فولاذ الأهواز حتى يوم السبت، فسنزلزل المحافظة". وفي السياق فإن غريب حويزاوي، وهو أحد المتحدثين باسم العمال في المظاهرات، كان قد طلب من نائب المرشد في المحافظة، أن "يكشف المافيا إذا لم يقدر على مواجهة الظلم". وفي السياق، كانت وسائل التواصل الاجتماعي، قد أشارت أمس، إلى اعتقال أحد عمال شركة فولاذ الأهواز من أمام منزله، وهو العامل ميثم مهدي. ووفقًا لقناة "نقابة العمال الحرة" التلغرامية، فإن الأجهزة الأمنية اعتقلت ميثم آل مهدي أمس، من أمام منزله ونقلته إلى مكان مجهول، قبل أن تفرج عنه صباح اليوم تحت ضغط زملائه العمال الذين طالبوا بالإفراج عنه وانتظروا خروجه منذ الصباح الباكر. يذكر أن الاحتجاجات ملأت شوارع إيران منذ نحو عام تقريبًا، فلا يخلو يوم من إضراب فئوي أو احتجاج عمالي هنا أو هناك، وكانت هذه الوقفات الاحتجاجية قد شهدت ذروتها في منتصف العام مع إضراب المعلمين، وهو الإضراب الذي تكرر أكثر من مرة احتجاجًا على ضعف رواتبهم. ومثل إضراب المعلمين هناك احتجاجات وإضرابات سائقي الشاحنات التي تكررت في عدة جولات، وأدت لشلل في حركة السلع والبضائع. ثم احتجاجات عمال هفت تبه لقصب السكر التي تجاوزت شهرًا الآن، وأعقبتها احتجاجات ومظاهرات عمال فولاذ الأهواز، وهي الاحتجاجات التي ما زالت مستمرة هي الأخرى حتى الآن. وتحاول الحكومة والأجهزة الأمنية والقضائية الإيرانية أن تخمد هذه الاحتجاجات بشتى الطرق، بين المواجهات الأمنية مرة والمراوغة مرة وتلبية بعض المطالب الجزئية مرة، وتلفيق القضايا مرة، بالإضافة إلى توقيف قادة الحراك العمالي. ورغم النجاح النسبي لمثل هذه الأساليب في بعض الحالات، إلا أنها لم تستطع، حتى الآن، الالتفاف على مطالب عمال فولاذ الأهواز للصلب، ولا مطالب عمال هفت تبه لقصب السكر.
مشاركة :