واصل المؤتمر العالمي للوحدة الإسلامية، الذي عقدته رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة اليوم؛ جلساته بعنوان "مخاطر التصنيف والإقصاء"؛ حيث عُقدت الجلسة الأولى برئاسة معالي الدكتور فهد بن سعيد الماجد الأمين العام لهيئة كبار العلماء. وشهدت الجلسة عرض خمسة بحوث وأوراق عمل؛ حيث قدّم الدكتور مصطفى صالح باجو من جامعة غرداية بالجزائر، ورقة بعنوان "المشتركات الإسلامية" تضمنت أهم المرتكزات التي تتأسس عليها الوحدة المأمولة؛ وتتمثل في: كتاب الله تعالى، والسنة النبوية، ومعالم التوحيد. وشرح الدكتور باجو هذه المشتركات بالتركيز على القدوة العملية باعتبارها فريضة وضرورة، والتزكية والتربية الروحية، والتسامح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وختم ورقته بالقول: إن معالجة أفكار التصنيف والإقصاء تكمن في التزام المشتركات الإسلامية المذكورة لتعزيز حقيقة الإسلام في نفوس أبنائه. ثم قدم الدكتور ناجي علوش، من لبنان، بحثًا بعنوان "التعايش الإيجابي.. الواقع والمأمول، بالتطبيق على نموذج التعايش المشترك بين الطوائف في جمهورية لبنان"، مبينًا الأسسَ الدستورية التي أسست للاعتراف المتبادل بين هذه الطوائف بعد النص على احترام حرية المعتقد الديني وممارسته، إضافة إلى دفع الحقوق على أساس التفاهم بين المتعايشين. وأكد الدكتور علوش على دور العلماء في ترسيخ مفاهيم التعايش وبيان أهمية العيش المشترك، داعياً إلى إرساء التعايش ليصبح ثقافة عامة وسلوكاً بين الناس، لا مجرد شعارات جوفاء. بعد ذلك عرض الأستاذ الدكتور عبد الوهاب بن لطفي الديلمي وزير العدل السابق في جمهورية اليمن، بحثًا عنوانه "مخاطر التصنيف والإقصاء"، مبينًا المنهج الأمثل للوصول إلى الأهداف عن طريق التربية والتعليم وإشاعة الأخلاق وغرس الإيمان في النفوس. وتناول البحث سلبيات العمل الدعوي والإعلامي التي أثمرت نتائج غير مرغوبة على واقع الأمة فيما يتعلق بوحدة الشعوب داخل أوطانهم، كما تم إعلان عدد من التوصيات المهمة لإعادة التلاحم والوحدة التي ركزت على: نبذ التعصب الممقوت والبعد عن إصدار الأحكام الجزافية، والمبالغة في تقديس الأفراد والمذاهب. من جانبه استعرض الدكتور أحمد بن يحيى الفيفي المستشار بمركز الحرب الفكرية في المملكة، ورقة عمل عن مشاريع الوحدة الإسلامية، ودعا إلى التدرج نحو الوحدة الجامعة عبر الاهتمام بمشروعات الوحدة المتمثلة في المنظمات القائمة في العالم الإسلامي اليوم، باعتبارها ثمرات لتعاليم دينية تنص على أن الأصل هو اجتماع المسلمين، مؤكدًا ضرورة الرجوع إلى الأصل الذي أمرنا الله تعالى به. وقدّم أمثلة معاصرة لمشاريع الوحدة، وعلى رأسها رابطة العالم الإسلامي، ومنظمة التعاون الإسلامي، والتحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب، والبنك الإسلامي للتنمية، وشرح اختصاص وأهداف كل منظمة من هذه المنظمات، التي تُعنى بجوانب ثقافية أو سياسية أو اقتصادية أو عسكرية. كما قدّم الدكتور محمد البشاري ورقة عمل بعنوان "مفهوم الأمة والوطن في الفكر الإسلامي قديمًا وحديثًا"، مقارنًا بين المفاهيم التراثية والفكر الحديث، مؤكدًا أن الدول الإسلامية ينبغي عدم الخروج عليها بنزع الصبغة الإسلامية عنها، منتقدًا مفاهيم سائدة لدى بعض التيارات التي مهدت للتكفير والحكم بعدم إسلامية الدول القائمة، ودعا إلى التفريق بين مفهوم الأمة ومفهوم الدولة وإعادة صياغة التفكير بما يضمن التلاقي والتكامل بين المفهومين.
مشاركة :