انتهت للتو هذه الفتاة السعودية، التي تبلغ من العمر 15عاماً، من إصدار أولى رواياتها، بقلم أحمد جبر. «أبلغ من العمر 15 عاماً، ولكني كنت في الـ9 فقط عندما بدأ حبي للكتابة في الازدهار، حين كنت تلميذة في السنة الرابعة». هكذا تحدثت لينا الذكير، الفتاة السعودية التي انتهت مؤخراً من نشر روايتها الصادرة بالإنكليزية، تحت عنوانForeshadow: Trapped in Her Own Mind. تحكي هذه الرواية، المتوافرة حالياً في متاجر ڤيرجن بالمملكة وكذلك عبر الإنترنت منAmazon في نسخة ورقية أو إلكترونية، قصة ميغان- الطالبة المستجدة بالمدرسة الثانوية- والتي تواجه معضلات الحياة اليومية بالمدرسة، مثل مُعلمتها التعيسة وبعض الفتيات اللئيمات، إلى أن تُغيّر حادثة مُدمّرة وقعت بالمختبر عامها الجديد تماماً. الرواية، التي بيع منها حتى الآن ما يقرب من 200 نسخة، بعدد من الطلبيات الواردة من الولايات المتحدة وأوروبا، تتناول التجارب الوجدانية للمؤلفة كفتاة مراهقة. تقول الذكير «كتبت أنني أتمنى لو كنت أستطيع القراءة والكتابة وأنا في المدرسة المتوسطة، ولذلك فالكتاب يحتوي على العديد من اللحظات التحفيزية والأخرى المألوفة للقارئ». وفي استعراضها النقدي للكتاب، تصف بيغي م. ماكالون- وهي مؤلفة ومُتحدثة عامة غالباً ما تؤلف قصصاً خيالية للأطفال والشباب- عمل الذكير قائلةً «نقلت المؤلفة صورة دقيقة للمراهقة التقليدية وأبرزت أوجه الحب والتعاطف والصداقة والشجاعة التي يحتاجها الأطفال ليتمكنوا من تجاوز التحديات التي يواجهونها يومياً». تدرس الذكير حالياً في مدرسة منارة جدة الدولية الثانوية، وهي في السنة الثانية. لم تقرر بعد مجال الدراسة المُفضل بالنسبة اليها لكنها تأمل بأن تتخصص في علوم الحاسوب في يوم من الأيام. لكنها لم تخطط لأن تسير رحلتها لكي تصبح أصغر مؤلفة كتب باللغة الإنكليزية في المنطقة على هذا النحو. تقول الذكير «لم أخطط لنشر أي رواية إلا بعد التخرج في الكُلية، أو ربما انتظرت حتى أُتمم عامي الـ 22». وقد شجعها والداها وأقنعاها بالمُضي قدماً في تأليف الرواية، حتى أنهما وعداها بنشرها بنفسهما. تُضيف الذكير في هذا الصدد «لا يسعني أن أكون أكثر امتناناً لكونهما والدَي». وبينما قررت تأليف أولى رواياتها بالإنكليزية، باعتبارها من أكثر اللغات استخداماً حول العالم، بالإضافة إلى كونها هي نفسها تستخدم هذه اللغة بأريحية، غير أنها لاتزال تنوي تأليف رواية بالعربية في المستقبل القريب. وتُعد روايتها شكلاً من أشكال قصص الخيال للشباب. تقول الذكير «لم أُدرك ميلي للخيال العلمي إلى أن بدأت في كتابة Foreshadow». ومع انشغالها حالياً بالدراسة، لم تتمكن الذكير من الكتابة كثيراً أخيرا. فبين الواجبات المدرسية والمشاريع التي ينبغي تسليمها، وبين التزامها برعاية شقيقتها الصغرى، فهي بالكاد تتمكن من الكتابة خلال أيام الأسبوع. ولذلك، فإن معظم فترات كتابتها تنحصر في عطلة نهاية الأسبوع، وتحديداً مساء يوم السبت. تقول الذكير «لا أستطيع الحياة من دون كتابة، ولذلك أحاول دائماً أن أخلق لها الوقت». غير أن الفروض المدرسية لا تُمثل التحدي الوحيد الذي يتعين عليها التعامل معه، فقد كان جمود الكتابة أحد العراقيل الأخرى التي واجهتها أيضاً. حتى ومع اقتراب انتهائها من الرواية، كان من الصعب عليها إيجاد ناشر، إلى أن قررت الأسرة القيام بالنشر بنفسها، بسبب عدم ثقة دور النشر في إصدار أول رواية لفتاة تبلغ من العمر 15 عاماً. الذكير عازمة على الاستمرار في الكتابة وعلى «إيصال رسالتها للعالم». تختتم حديثها قائلةً «أود أن أُضيف نصيحة لمن قد يقرأ كلامي هذا، أقول لكم مهما كنتم حديثي أو كبار السن، فلا تسمحوا لذلك أن يمنعكم من محاولة تحقيق أحلامكم أبداً».
مشاركة :