دعت الحكومة الفرنسية، أمس، محتجي «السترات الصفراء» إلى عدم التظاهر غدا، في أعقاب الهجوم الذي استهدف سوقا لعيد الميلاد في مدينة ستراسبورغ؛ وأوقع 3 قتلى وعدد من المصابين. وقال المتحدث باسم الحكومة الفرنسية بنجامين غريفو، «ما نطلبه منكم هو التعقل السبت وعدم الذهاب إلى التظاهر، في هذه المرحلة، لم نقرر حظر التظاهرات التي تجري السبت، في جميع أنحاء فرنسا، لكن ليس من الحكمة التظاهر، نظرا للتعبئة الكبيرة لقوات الشرطة في عمليات التحقيق والبحث الجارية بعد هجوم ستراسبورغ الثلاثاء». جاءت تصريحات غريفو بالتزامن مع توجيه متحدثين عن «السترات الصفراء»، وسياسين فرنسيين اتهامات للحكومة بافتعال هجوم ستراسبورغ لإخماد الحراك الاحتجاجي. واتهم نيكولا دوبون آينيون، رئيس حزب «انهضي فرنسا» (يمين) الحكومة باستخدام هجوم ستراسبورغ «لإسكات (محتجي) السترات الصفراء». وحث آينيون محتجي «السترات الصفراء» على الاستمرار في تظاهراتهم، شرط أن تكون بعيدة عن باريس، مضيفاً «قلت دائما لمحتجي السترات الصفراء حتى قبل الهجوم (في ستراسبورغ)، تجنبوا التظاهر في باريس، وابقوا في الضواحي الهادئة السلمية». في سياق متصل، لقي أحد محتجي «السترات الصفراء» مصرعه بعدما صدمته شاحنة قرب مدخل الطريق السريع «آ 7» جنوب مدينة أفينيون بجنوب فرنسا. وقالت مساعدة النائب العام مارولين أرمان، إن «سائق الشاحنة بولندي وأوقف بينما الضحية في الثالثة والعشرين من العمر». وهذه سادس وفاة تسجل على هامش تحركات «السترات الصفراء» الاحتجاجية. في غضون ذلك، تواصلت امس لليوم الثاني عملية مطاردة الفرنسي شريف شيكات المنفذ المفترض لهجوم ستراسبورغ شرق فرنسا. ودعت الشرطة كل من لديه معلومات لابلاغها عن شيكات صاحب السوابق المعروف لدى السلطات. وجاء في بلاغ الشرطة «انتباه. شخص خطر. لا تتدخلوا بأنفسكم». ووصفت الشخص المطارد بأنه رجل يبلغ طوله المتر و80 سنتم «بشرته داكنة» و«بنيته عادية» مع «علامة على الجبهة». مضيفة أنه على كل شخص يملك «معلومات تتيح تحديد مكانه» الاتصال برقم 197 المخصص للغرض. وسوق عيد الميلاد في ستراسبورغ يجتذب سنويا مليوني سائح. وأغلق الاربعاء وبقي مغلقا امس. واعتبر محافظ المنطقة أنه مع استمرار فرار شريف شيكات تظل الظروف الأمنية غير مواتية لاعادة فتح السوق. وفي أجواء القلق، خلت شوارع ستراسبورغ الاربعاء من المارة. وفي ساحة كليبر بوسط المدينة بدأ مارة التعبير عن تعاطفهم مع الضحايا من خلال عبارة «أنا ستراسبورغ» ووضع الشموع والزهور. وشريف شيكات (29 عاما) هو فرنسي من مواليد ستراسبورغ ومدرج على لوائح جهاز أمن دولة بسبب تطرفه الاسلامي. وهو صاحب سوابق كثيرة جدا وأدين في القضاء 27 مرة على الأقل. وتم نشر 720 شرطيا لمطاردة المهاجم الفار. وقال شهود أنهم سمعوه يردد التكبير وتم تكليف قسم مكافحة الارهاب في نيابة باريس بالقضية. وفي سجل المهاجم 67 سابقة قضائية منها 27 ادانة في فرنسا والمانيا وسويسرا في قضايا حق عام. وكان يفترض أن يتم توقيفه صباح الثلاثاء في اطار تحقيق في قضية حق عام، لكنه أفلت من عملية التوقيف. وبعد 36 ساعة من الوقائع ليس من المؤكد أن شريف شيكات مازال في فرنسا. واعتقد المحققون لفترة أنه ربما يكون عبر الحدود ولجأ الى كيل (ألمانيا) على الضفة الأخرى من نهر الراين. كما تم تعزيز الاجراءات الأمنية على الحدود مع سويسرا. (أ ف ب)
مشاركة :