بداية النهاية لأزمة اليمن تنطلق من... الحُديدة وتعز!

  • 12/14/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

عواصم - وكالات ومواقع - في اختراق سياسي مهم على طريق ايجاد حل للنزاع اليمني الذي أوقع آلاف القتلى ووضع ملايين على حافة المجاعة، أعلنت الأمم المتحدة، أمس، توصل الحكومة الشرعية والميليشيات الحوثية، إلى اتفاق في شأن الحُديدة وتعز، وذلك في ختام مشاورات السلام التي استضافتها ريمبو في السويد لنحو أسبوع.وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، الذي حضر ختام المحادثات، إن طرفي الأزمة توصلا إلى اتفاق بشأن الحديدة ومينائها، وإن «كل القوات المتحاربة ستنسحب» من المدينة حيث «ستخضع لسيطرة قوات محلية».وأوضح أنه تم التوصل أيضاً إلى «تفاهم مشترك» لتسهيل الظروف في تعز وإيصال المساعدات لسكانها، إضافة إلى اتفاق حول الأسرى، لكن «لم يتم التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النار في باقي اليمن، ومن المتوقع إبرام اتفاق بشأن مطار صنعاء في غضون أسبوع». ورأى أن ما تم التوصل إليه يعد خطوة مهمة بالنسبة للشعب اليمني، وسيسهم في تحسين الظروف المعيشية لملايين السكان.وأضاف: «لدينا فرصة مهمة وأعتقد أن الأطراف حققت تقدماً حقيقياً في مشاورات السويد، سنبذل كل الجهود لمساعدة اليمنيين على حل مشاكلهم»، لافتاً إلى أن الجولة المقبلة من المشاورات اليمنية ستعقد في نهاية يناير المقبل.وأقرّ بأن اتفاق الحديدة «كان واحداً من أصعب الأمور التي واجهتنا... تصميم الانسحاب يأتي أولاً من الموانئ الثلاثة في غضون أيام، ثم من المدينة»، منوهاً بأنه سيكون له تأثير كبير جداً على الوضع الأمني والإنساني، كما«أننا نشهد بداية النهاية لأزمة اليمن».وقال للصحافيين إن «هناك وقفاً لإطلاق النار أعلن عنه في محافظة الحديدة بأكملها في الاتفاق وسيكون هناك انسحاب لكل الأطراف من الميناء»، مؤكداً أن منظمته ستتولى «دور مراقبة رئيسي للغاية في الميناء بينما ستتولى قوى محلية الحفاظ على النظام في المدينة». وشهد اليوم الأخير للمشاورات، مصافحة بين خالد اليماني، وزير الخارجية اليمني الذي يترأس وفد حكومته في المحادثات، ومحمد عبدالسلام، رئيس وفد المتمردين، وسط تصفيق حاد. وكشف اليماني عما قاله لغوتيريس عند مصافحته لعبدالسلام. وكتبت على «تويتر»: «لا داعي للتقريب في ما بيننا فهذا أخي، رغم انقلابه على الدولة وتدميره للوطن وتسببه بهذه المأساة الإنسانية، إلا انه يظل أخي». ووفق «العربية نت»، فإن من أبرز نقاط الاتفاق في ما يخص الحديدة: وقف النار في المدينة وموانئها: الحُديدة والصليف ورأس عيسى، وتعزيز وجود الأمم المتحدة في الحُديدة وموانئها، والالتزام بعدم استقدام أي تعزيزات عسكرية لكلا الطرفين، وتسهيل حرية الحركة للمدنيين والبضائع، وفتح الممرات لوصول المساعدات الإنسانية، وإيداع كل إيرادات الموانئ في البنك المركزي، وإزالة كل المظاهر العسكرية في المدينة، وإزالة الألغام.كما يقضي الاتفاق بأن يتم انسحاب الميليشيات من موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى إلى شمال طريق صنعاء خلال 14 يوماً من موعده، مع إعادة انتشار القوات الحكومية جنوب الخط، إضافة إلى الانسحاب الكامل للحوثيين من الحديدة في المرحلة الثانية إلى مواقع خارج حدودها الشمالية خلال 21 يوماً من موعده.كذلك أشار الاتفاق إلى أن مسؤولية أمن مدينة الحُديدة وموانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى تقع على عاتق قوات الأمن وفقاً للقانون اليمني ويجب احترام المسارات القانونية للسلطة وإزالة أي عوائق أو عقبات تحول دون قيام المؤسسات المحلية بأداء وظائفها بما فيها المشرفون الحوثيون.في الأثناء، اعتبر اليماني أن تنفيذ اتفاق الانسحاب من الحديدة يبقى «افتراضيا» حتى تطبيقه.وفيما رحّب بما تم التوصل إليه، أعرب اليماني عن أسفه لأن المشاورات لم تسفر عن اتفاق ملموس لتحسين الاقتصاد.في المقابل، قال عبدالسلام «في ما يخص الحديدة قدمنا تنازلات كبيرة من أجل شعبنا»، بينما ذكر ناطق باسم الحوثيين أن الميليشيات «وافقت من حيث المبدأ على دور الأمم المتحدة في مطار صنعاء».وعبرت وزير الخارجية السويدية مارغوت فالستروم، عن أملها في أن تسهم الاتفاقيات في إطلاق عملية إعادة إعمار اليمن، موضحة أن النتائج ستعرض على مجلس الأمن اليوم. وأعلن مندوب الكويت لدى الأمم المتحدة السفير منصور العتيبي، ان المجلس يدرس مشروع قرار في شأن اليمن وإحاطة للمبعوث الاممي، اليوم.وقال السفير السعودي في اليمن محمد آل جابر، إن الميليشيات ستنسحب من ميناء ومدينة الحديدة، لافتاً إلى أن جهود التحالف العربي «أثمرت عن إرغام الحوثيين بالجلوس إلى الطاولة مع الحكومة اليمنية في مشاورات السويد». وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أكد خلال اتصال هاتفي مع غوتيريس ليل أول من أمس، دعم المملكة لجهود الأمم المتحدة للوصول إلى حل سياسي للأزمة اليمنية. وأعلن سفير السعودية لدى واشنطن الامير خالد بن سلمان في تغريدات امس، ان المملكة منحت «دعمها المؤكد» للاتفاق. وكتب ان «الاتفاقية ستساعد في عودة الأمن إلى المنطقة، وضمنها البحر الأحمر الممر الملاحي الحيوي للتجارة الدولية». وأضاف «إنها خطوة كبيرة نحو التخفيف من حدة الأزمة الإنسانية والتوصل إلى حل سياسي». وأعرب وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش، عن ترحيبه بالاتفاق، مشيراً إلى أن نتائج الضغط العسكري الذي مارسته قوات التحالف والقوات اليمنية على الحوثيين في الحُديدة «يؤتي ثماره ويحقق هذه النتائج السياسية».

مشاركة :