الجنس والعنف في لعبة "جراند ثفت أوتو"

  • 9/30/2013
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

انتشرت مؤخراً في وسائط الإعلام الاجتماعي رسالة كالنار في الهشيم لمقطع من لعبة جراند ثفت أوتو الإصدار الخامس(GTA 5) ، تحذر من وجود مقاطع إباحية في تلك اللعبة. ولا أخفيكم أنني صُدمت من تلك الرسالة، ولكن ليس لكونها أوضحت تلك المقاطع الجنسية الفاضحة، ولكن لأن الكثير من الآباء والأمهات لم يعلموا ذلك سوى الآن!! مع أن هذه اللعبة القذرة تحتوي على مقاطع جنسية وعري ودعارة منذ الإصدار الثالث لها عام 2001م، وليس في نسختها الأخيرة فحسب!! وهي متداولة بشكل كبير بين الأطفال قبل الشباب لدينا!! وهو ما يضع علامة استفهام كبيرة عن جهل الوالدين بذلك وضعف الرقابة والمتابعة على أبنائهم وما يشاهدونه. وحَصُلت هذه اللعبة على رقم قياسي في كتاب جينيس قبل بضع سنين؛ كونها اللعبة الأكثر إثارة للجدل في العالم، وقد واجهت الكثير من النقد من المنظمات الأمريكية والبريطانية المعنية بحماية الطفل والأسرة؛ إذ تقوم حبكة اللعبة منذ إصداراتها الأولى على العنف والقتل، والتعذيب والتهديد، والعنصرية، والتفجير، والألفاظ النابية، وعلى مشاهد إباحية، وتعاطي المخدرات والخمور.. وبمعنى آخر، هي لعبة قائمة على الإجرام وتعزيزه في نفوس لاعبيها. وبناء على تصنيف الألعاب (ESRB)، فإن هذه اللعبة تصنَّف بأنها للبالغين فقط (M)، ويُمنع بيعها للأطفال، وفي الدول الغربية لا تُباع مثل هذه الألعاب إلا بوجود إثبات هوية للتحقق من العمر!! أما في السوق السعودي، المليء بالعبث، فيمكن لطفل لا يتجاوز السادسة من العمر شراء نسخة مقلدة من مثل هذه الألعاب بما لا يتجاوز 10 ريالات!! في صورة فاضحة عن مدى سوء الرقابة والعبث بالأنظمة واللوائح. ويحق لنا هنا أن نتساءل بكل حرقة وألم عن دور وزارة الإعلام وهيئة التلفزيون والإذاعة في ذلك. والتساؤل هنا من شقين، الشق الأول كيف يُسمح ببيع مثل هذه الألعاب ودخولها المملكة، سواء المنسوخة منها أو الأصلية؟ والسؤال الثاني: إلى متى يظل هذا السكوت والعبث المقنن بأطفالنا وترك محال بيع الألعاب الإلكترونية تعبث بهم؟ أما رسالتي للوالدين فتتلخص في الحذر من تلك الألعاب الإلكترونية وغيرها، التي تروّج للعنف والسلوك الإجرامي والشعوذة والجنس وما أكثرها، وقد أثبتت العديد من الدراسات أن لها تأثيراً على سلوك العنف لدى الطفل، سواء البدني أو اللفظي؛ فيصبح أكثر ميلاً للعنف والإساءة للآخرين وعدم الإحساس بمشاعرهم، كما تؤثر على صحته النفسية وتعامله مع الآخرين، فضلاً عن إثارتها للغرائز الجنسية. عليكم بمشاركة أبنائكم في اختيار الألعاب ومعرفة تصنيفها والعمر المخصصة له، وكذلك مشاركتهم أثناء اللعب بها ومعرفة محتواها وتوجيههم التوجيه التربوي الصحيح. وهنا لا بد من الإشارة إلى وجود نوعين من التصنيف، الأول هو التصنيف الأمريكي (ESRB)، والآخر التصنيف الأوروبي (PEGI)، الذي يوضع خلف عبوة اللعبة، ويحدد العمر المناسب للعبة، وهما وإن كانا مصممين وفق الثقافة والقيم الغربية لكنهما على الأقل يعطيان مؤشراً حول اللعبة ومحتوياتها. ولعلي في مقال آخر أوضح ذلك بمزيد من التفصيل. عفواً أيها الوالدان.. فليست هذه اللعبة الوحيدة التي تحتوي على كل تلك القذارة؛ فهناك غيرها الكثير، لكنكما لا تعلمان!! ولوزارة الإعلام ووزارة التجارة والقطاعات المعنية دور كبير في رفع الوعي لدى الوالدين حول تلك الألعاب وتأثيرها على الناشئة وسلوكياتهم، وكيفية اختيار المناسب منها. على كل، سيقول البعض إنني قد أفصحت عن اسم اللعبة؛ ما سيجعلها هدفاً لمزيد من المراهقين، فأقول: حسناً، هذه اللعبة معروفة لدى شريحة كبيرة منهم، ولن يؤثر كثيراً الإفصاح عن اسمها لديهم، والأهم هنا تحذير الوالدين منها ومن أخواتها!!

مشاركة :