ألوان فاطمة لوتاه تلامس جراح العالم

  • 12/14/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

دبي: محمدو لحبيبالاحتفاء بالمرأة بكل تجلياتها والألوان النارية المبهجة، والوضع العربي المتشظي، تلك عناصر ثلاثة حضرت وتناغمت في معرض الفنانة التشكيلية فاطمة لوتاه، تحت عنوان «الجوهر 2»، والذي ضمته قاعة المعارض في مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية في دبي، وقد افتتح المعرض مساء أمس الأول الأديب عبد الغفار حسين عضو مجلس أمناء المؤسسة، وحضر حفل الافتتاح الدكتور محمد عبد الله المطوع عضو مجلس أمناء المؤسسة، وسعيد النابودة المدير العام بالإنابة لهيئة دبي للثقافة والفنون، وجمهور متنوع من المهتمين بالفنون التشكيلية.ومن خلال خمسين عملاً فنياً تراوحت بين الرسم والتشكيل، قدمت الفنانة لوتاه رؤيتها للعديد من القضايا المتعلقة بالعناصر المشار إليها آنفاً، فظهرت عدة لوحات تجسد أحوالاً عدة للمرأة؛ حيث ظهرت المرأة الصامتة الحزينة التي تفكر في مستقبلها المحفوف بالأسئلة، كما ظهرت المرأة القوية الواثقة بنفسها، وبين ذا وذاك ظهرت لوحات تجسد المرأة التي لا تحسم قرارها إلا بعد مشاورة صديقتها المقربة أو أختها.ومن جانب آخر ضم المعرض عدة لوحات، تناولت ما يسمى بالربيع العربي، وغلب اللون الأسود على تلك اللوحات، وأظهرت الفنانة من خلال استخدام ذلك اللون، ومن خلال خطوط اللوحات المتداخلة جداً إلى درجة الفوضى المتعمدة، رؤيتها الفنية في ذلك الموضوع.من جهة أخرى أظهر المعرض في بعض لوحاته ملامسة الفنانة للجرحين العراقي والفلسطيني؛ حيث جسدت بعض لوحاتها وضع مدينة القدس، وذلك في لوحات تسمّت باسم «زهرة المدائن»، في حين جسدت لوحات أخرى المأساة العراقية والحروب التي عصفت بذاك البلد وبحضارته.ولم تنسَ الفنانة في إطار رؤيتها النقدية للأوضاع التي يعيشها العالم العربي، استعراض مأساة المهاجرين والمشردين الذين يضطرون لركوب أمواج البحر بحثاً عن ملجأ بعيد عن ديارهم التي استوطنتها الحرب المجنونة، وزرع فيها القتل والتدمير والعنف، واستخدمت لذلك عدة لوحات طغى عليها اللون الأزرق.سعيد النابودة أكد للخليج أن ميزة هذا المعرض أنه يعكس إلى حد كبير مجمل أعمال الفنانة فاطمة لوتاه، وأنه تطرق للعديد من القضايا التي تهم المرأة الإماراتية بالدرجة الأولى، وأبرز روح التفاؤل لدى الفنانة وقال: «تظهر روح التفاؤل من خلال استخدام الفنانة للألوان المبهجة، مع تطرقها لبعض القضايا التي تهم المرأة، وعكس ذلك لمسة أمل واضحة، وهذا المعرض أيضاً يضم أعمالاً أنتجتها الفنانة هنا في الإمارات، وهو ما يعطيها صبغة أكثر ارتباطاً بالمحلية».من جهتها قالت الفنانة لوتاه، إن سر اختيارها للألوان النارية المبهجة هو أنها تنتمي للصحراء بكل مميزاتها الحياتية المتحركة والجمالية، وبالتالي فمن الطبيعي أن تنعكس تلك الألوان على معظم لوحاتها، وأضافت قائلة: «الألوان هي بنت البيئة، وبرغم استقراري في الشمال الإيطالي وعملي هناك، فإن تجربتي ظلت مرتبطة بالعناصر الأساسية للبيئة الصحراوية التي أتيت منها وتربيت عليها، ولذلك فمن الطبيعي أن تظهر تلك الألوان التي تعكس قوة الحياة والصراع من أجلها، وفي دمي يعيش اللون الأحمر واللون الأصفر، والألوان التي تعكس زهو الحياة وعنفوانها».وحول ظهور المرأة في تجليات مختلفة في لوحات المعرض قالت لوتاه: «المرأة بالنسبة لي ليست كياناً يمكن اختصاره في نمط واحد أو صورة واحدة، إنها متعددة المشاعر، ومتعددة الشخصية تبعاً لذلك؛ لذلك تعمدت إظهار قوتها وحضورها الطاغي إلى جانب ضعفها وصمتها وحزنها أحياناً».واستعرضت لوتاه تجربتها مع رسم مآسي ما يسمى بالربيع العربي، وكيف أنها اهتمت بها منذ بدايتها وحرصت على تجسيدها وقالت: «اشتغلت منذ بداية ما يسمى بالربيع العربي على الحالة التي خلفها، والمعاناة التي تعرضت لها فئات عديدة من المجتمعات العربية، فرسمت الأطفال الذين عانوه، والهجرات التي خلفها، ولأول مرة أعرض تلك اللوحات في الإمارات في هذا المعرض».

مشاركة :