حققت قوات سوريا الديمقراطية «قسد»، أمس الخميس، تقدماً في هجين، أبرز البلدات الواقعة في الجيب الأخير الذي يسيطر عليه تنظيم «داعش» في ريف دير الزور الشرقي، وفق ما ذكر المرصد السوري، في وقت حذّر البنتاجون تركيا من أنّ أيّ هجوم قد تشنّه ضدّ حلفائه الأكراد في شمالي سوريا سيكون «غير مقبول».وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: «تتقدم قوات سوريا الديمقراطية بشكل سريع داخل بلدة هجين»، مشيراً إلى أنها تمكنت «من كسر الخطوط الدفاعية لتنظيم «داعش»». وتتركز الاشتباكات والقصف الجوي حالياً على القسم الشرقي من البلدة، وفق عبد الرحمن، الذي يوضح أن «الألغام تشكل العائق الحقيقي أمام تقدم قوات سوريا الديمقراطية»، فضلاً عن الأنفاق التي يتوارى فيها عناصر التنظيم.ولفت المرصد إلى أن قوات «قسد»، فرضت سيطرتها على ثلاثة مستشفيات ومنطقة السوق ومناطق أخرى في بلدة هجين؛ إذ لم تمنع المقاومة الشرسة والاستماتة التي أبداها عناصر «داعش» الأربعاء، والتي تمثلت بتفجيره 5 عربات مفخخة على الأقل، قوات «قسد» من مواصلة تقدمها في عمق البلدة والسيطرة على مواقع مهمة فيها. وكتب مدير المكتب الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية، مصطفى بالي، على حسابه على «تويتر» الأربعاء: إنه «تم تحرير سوق بلدة هجين ومحيط الجامع الكبير في وسطها»، مشيراً إلى أنه «تم طرد إرهابيي «داعش» بعيداً عن وسط المدينة». وصدت قوات سوريا الديمقراطية هجمات مضادة عدة لتنظيم «داعش»، الذي أعلن عبر وكالة أعماق التابعة له الأربعاء عن عملية انتحارية استهدفت تلك القوات في مستشفى هجين.من جهة أخرى، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية الكابتن شون روبرتسون إنّ «إقدام أيّ طرف على عمل عسكري من جانب واحد في شمال شرقي سوريا وبالأخص في منطقة يحتمل وجود طواقم أمريكية فيها، هو أمر مقلق للغاية». وأضاف أنّ «أيّ عمل من هذا القبيل سنعتبره غير مقبول». وتابع روبرتسون أن الولايات المتحدة ملتزمة بأمن تركيا الحدودي، لكن المعركة ضد تنظيم «داعش» لم تنته وقوات سوريا الديمقراطية تظل «شريكاً ملتزماً» في التصدي للتنظيم المتشدد. ويأتي التحذير الأمريكي بعيد إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أنّ بلاده ستنفذ في غضون أيام عملية جديدة في سوريا ضد المقاتلين الأكراد المدعومين من الولايات المتحدة.في غضون ذلك، قال متحدث باسم المعارضة السورية المدعومة من تركيا إن ما يصل إلى 15 ألفاً من مقاتلي المعارضة مستعدون للمشاركة في الهجوم التركي المحتمل على المقاتلين الأكراد في شمال شرقي سوريا. وقال المتحدث باسم الجيش الوطني، المدعوم من أنقرة: «إنه لا يوجد موعد مقرر للعملية التي ستبدأ من أراض سورية وتركية». وقال الرائد يوسف حمود: «ستكون المعركة في عدة محاور وستنطلق بالتزامن من محاور مشتركة... ستكون بمنبج وتل أبيض ورأس العين»، في إشارة إلى مدن تبعد عن بعضها نحو 200 كيلومتر قرب الحدود السورية الشمالية. وأضاف حمود، أن العملية التي ستنطلق من تركيا قد تبدأ قبل أيام قليلة من التحرك من داخل سوريا. (وكالات)
مشاركة :