أكد وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستنير الليلة الماضية مقتل شريف شيخات المشتبه بتنفيذه هجوم ستراسبورغ خلال عملية أمنية واسعة. وقتل شريف شيخات في منطقة نيودورف/ مينو بالمدينة بعدما بدأت الشرطة عملية في نحو الساعة 21:00 (20:00 بتوقيت غرينتش). وكانت قد جندت فرنسا كل مصالحها الأمنية من أجل القبض في أسرع وقت على شيخات، وهو منفذ هجوم دموي بسوق عيد الميلاد في ستراسبورغ مساء الثلاثاء. وبحسب وسائل إعلام فرنسية فقد جندت السلطات الأمنية ووزارة الداخلية ما يناهز 700 رجل أمن لمعرفة الوجهة التي فر إليها شيخات بعد تنفيذه الهجوم الذي خلف مقتل شخصين وإصابة 14 آخرين. كما تمت تعبئة عناصر الدرك الوطني بأكثر من 200 دركي، من بينهم فريق التكتيكات الخاصة وفريق المروحيات «الهليكوبتر». وقال مسؤول أمني فرنسي بارز لصحيفة «لو فيغارو» إن الساعات الأولى التي تعقب الهجوم تكون بالغة الأهمية، مضيفا «لذلك جندنا كل عناصرنا وفرقنا من أجل القبض على المشتبه فيه في أقرب وقت». وكانت إذاعة انفو راديو-ار بي بي الألمانية، قد ذكرت في وقت سابق نقلا عن مصادر قريبة من التحقيق، أن شيخات تلقى قبيل الهجوم اتصالا هاتفيا من ألمانيا ولم يرد عليه. وكثفت السلطات الألمانية «إجراءات المراقبة والتدقيق في المنطقة الحدودية»، بحسب متحدثة باسم الداخلية الألمانية. ونشرت الشرطة الألمانية عبر تويتر بلاغ التفتيش الفرنسي. كما تم تعزيز الإجراءات الأمنية على الحدود مع سويسرا التي تبعد مسافة 130 كلم إلى الجنوب من ستراسبورغ. واتخذت السلطات الايطالية القرار ذاته بـ«تعزيز الرقابة الاحتياطية إلى الحد الاقصى». يُشار إلى ان منفذ الاعتداء في سوق ميلاد ببرلين في ديسمبر 2016 الذي أوقع 12 قتيلا و49 جريحا قتل بعد ذلك بأيام في شمال ايطاليا. وكانت الحكومة الفرنسية قد دعت الحكومة الفرنسية في وقت سابق من أمس الخميس «السترات الصفراء» إلى عدم التظاهر غدا السبت لتمكين قوات الأمن من تركيز جهودها على مطاردة الفرنسي شريف شيكات المنفذ المفترض لاعتداء في سوق عيد الميلاد في ستراسبورغ شرق فرنسا، لكن المحتجين يبدون غير مقتنعين. وقال بنجامين غريفو المتحدث باسم الحكومة: «حتى الآن لم نقرر منع التظاهرات» التي يستمر بعض المحتجين في الدعوة إليها غدا السبت. لكنه طلب من المتظاهرين الذين يحتجون منذ نحو شهر ضد السياسة الاجتماعية والضريبية للحكومة تحكيم العقل اثر اعتداء مساء الثلاثاء الذي أوقع ثلاثة قتلى و12 جريحا. وأضاف المتحدث أن الحكومة استمعت إلى المحتجين وتجاوبت معهم، في اشارة إلى الإجراءات التي أعلنها يوم الاثنين الرئيس ايمانويل ماكرون لرفع القدرة الشرائية للعاملين والمتقاعدين من أصحاب الدخل المحدود. وفي بروكسل، دافع ماكرون عن قراره قائلاً: «لن يحقق أي بلد التقدم إذا لم يستمع إلى هذا الغضب المشروع». وأضاف أنه يعتبر أن رد الحكومة «كان مشروعًا ومهما لفرنسا، لكنه لن يعيق بأي حال الرغبة في ضبط نفقاتنا والاستمرار في الإصلاحات». وقال إن هذا «الغضب» يعبر عنه في «كل مكان في أوروبا من خلال التصويت للأحزاب المتطرفة ومع بريكست». وقد يتعين على ماكرون الرد خلال القمة الأوروبية بشأن التدابير التي تبلغ كلفتها عشرة مليارات يورو التي أعلنها الاثنين وقد تكبد ميزانية فرنسا عجزًا قدره 3.4% في 2019 بدلا من 2.8%. وفي فرنسا، بدا أن العديد من منظمي حركة الاحتجاج يواصلون الحشد من أجل تظاهرة غد السبت، رغم أصوات معتدلة قالت إن الوقت قد حان للحوار. وقال مكسيم نيكول للصحفيين في فرساي إن «السترات الصفراء» «يحشدون أكثر من أي وقت مضى»، وكانت تقف بجانبه بريسيلان لودوسكي التي بادرت بنشر العريضة المعترضة على زيادة ضريبة الكربون التي أطلقت شرارة التحرك. وشدد غريفو ومسؤولون آخرون على أن قوات الأمن الفرنسية بذلت جهودًا «هائلة» خلال الأسابيع الماضية، وأنها منهكة.
مشاركة :