سياسيون ومحللون: اتفاق الحديدة نتيجة للانتصارات العسكرية المدعومة من التحالف

  • 12/14/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أكد عدد من المسؤولين الحكوميين في اليمن أن بنود الاتفاق بشأن مدينة الحديدة في مدينة ريمبو بالسويد جاء نتيجة للضغط العسكري في مختلف الجبهات والانتصارات النوعية التي حققتها قوات الجيش الوطني بإسناد من التحالف العربي. وأضافوا أن وصول القوات الحكومية إلى وسط الحديدة وعلى بعد كيلو مترات من الميناء الاستراتيجي مثل الورقة التي أجبرت الحوثيين على الجلوس على طاولة المفاوضات وإبرام الاتفاقيات. وأشاروا إلى أن تنفيذ بنود الاتفاق في الحديدة سيكون له الأثر في معالجة الوضع الإنساني بالمدينة والذي سيعكس إيجابا على بقية المدن الأخرى التي ستشهد ضغطاً عسكرياً مكثفاً من أجل إجبار الميليشيات على تسليم المدن الأخرى. وأوضحوا أن مشروع الحديدة واستعادتها عبر اتفاق سلمي يمثل بداية وانطلاقه لمشروع إنهاء الانقلاب وعودة سلطة الدولة على المحافظات التي تجتاحها الميليشيات الحوثية. وأكد وكيل وزارة العدل اليمنية فيصل المجيدي أن الحوثيين أجبروا على تسليم الحديدة وموانئها عسكريا وليس إنسانيا كما يحاولون الترويج له كاستجابة إنسانية، موضحا أن قوات الجيش والتحالف تتمركز في أحياء المدينة وبالقرب من بوابة ميناء الحديدة وهي قادرة على حسم المعركة عسكرياً، إلا أنهم أتاحوا الفرصة للجانب السلمي من أجل الانسحاب وتسليم المدينة. وقال المجيدي إن الحوثيين عسكريا باتوا أضعف مما كانوا عليه، خصوصا وأن الانتصارات تتواصل في معقلهم الرئيس بمحافظة صعدة، موضحا أن إبرام الاتفاق بشأن الحديدة وانسحابهم وتسليم الموانئ جاء نتيجة ضعف قوتهم العسكرية، وهو ما تؤكده عمليات التقدم العسكري للشرعية. وقال إن استجابة الحوثيين بشأن الحديدة لم تكن لاستجابة إنسانية وإنما جاءت في ظل الانهيارات العسكرية والانشقاقات ورفض القبائل إرسال مزيد من عناصرهم لتعزيز جبهات القتال المنهارة. وحول ما إذا كان الحوثيون سيلتزمون بالاتفاقات المحددة في السويد أكد وكيل وزارة العدل فيصل المجيدي أن هذا متوقعا خصوصا وأن الميليشيات لديها سجل كبير بشأن نقض الاتفاقات بشكل دائم، موضحاً أن الحوثيين نقضوا أكثر من 75 اتفاقية سابقة . وأشار الصحفي والمحلل السياسي بليغ المخلافي المتواجد في منطقة ريمبو بالسويد أن العمليات العسكرية كانت الفيصل في الجنوح إلى اتفاق الحديدة بالسويد برعاية أممية، موضحا أن معركة الحديدة هدفت منذ بدء انطلاقها لتحقيق السلام وإنهاء الوضع الإنساني في المحافظة التي خلفته الميليشيات. وقال إن التحالف والشرعية كانت قد قدمت مبادرة لانسحاب الميليشيات سلمياً من أجل تجنيب المدينة الدمار والأضرار وكذا الحفاظ على مؤسسات الدولة ومرافقها المهمة وهو ما ظلت الميليشيات تراوغ فيه إلى أن وصلت القوات إلى بوابة الميناء ووسط مدينة الحديدة. وأوضح المخلافي أن استعادة المدينة والموانئ سيمكن من تعزيز الجهود الإنسانية وتدفق المساعدات الإغاثية بشكل طبيعي، موضحا أن الأمر المهم حاليا هو تطبيق الاتفاق وعدم تنصل الميليشيات كعادتها من الاتفاقات. وأشار إلى أن استجابة الحوثيين بالخروج سلماً من الحديدة سوف يهيئ لاتفاقات قادمة ضمن القرارات الأممية بتسليم المدن الأخرى الواقعة تحت سيطرتهم وصولاً إلى السلام المنشود وتنفيذ القرارات الأممية. وأكد الباحث السياسي اليمني محمود طاهر أن اتفاق الحديدة يمثل فرصة أخيرة للحوثيين من أجل إثبات نيتهم بالجنوح للسلم والتوجه نحو السلام وتنفيذ القرارات الأممية للانسحاب من المدن اليمنية والتوجه نحو العملية الانتقالية وتسليم السلاح وفقا لمخرجات الحوار الوطني الذي كانت جماعة الحوثيين إحدى الأطراف الموقعة عليها. وقال إن المدن اليمنية السابقة تم تحريرها عسكرياً وهي اليوم تعيش أوضاعاً مستقرة مقارنة بالحديدة التي تحاول قوات الشرعية والتحالف تجنيبها أي أضرار لما تحتله المحافظة من أهمية استراتيجية، مشيراً إلى أن الضغط العسكري الذي شهدته الحديدة وتحرير المدن على الشريط الساحل الغربي كان له دور محوري وبارز للوصول إلى إبرام اتفاق السويد. وأشار طاهر إلى أن الضغط العسكري سوف يستمر من عدة جبهات ومناطق من أجل استعادة المزيد من المدن وإجبار الميليشيات الحوثية للجنوح للسلام وتسليم المدن والسلاح وتطبيق القرارات الأممية وعلى رأسها قرار 2216. وأكد أن دولة الإمارات قدمت الكثير من الإسناد العسكري والمساعدات الإنسانية من أجل مساعدة قوات الجيش الوطني لتحرير المدن، وصولاً إلى الحديدة وكذا تقديم مساعدة أشقائهم في اليمن للتصدي لهذه الميلشيات وللكارثة الإنسانية التي خلفتها منذ انقلابها على السلطة.

مشاركة :