قال د. صالح باعشر، النائب في مجلس النواب اليمني وعضو البرلمان العربي، إن تاريخ جماعة الحوثي في النكث بالوعود يظل شاهداً على سياستهم التي يتبعونها دائماً، وأشار في حوار خاص لـ"الرياض" إلى أن مباحثات السويد تأتي بعد الجولتين الأولى والثانية بمدينتي جنيف وبيل السويسريتين في العام 2015م، ثم جولة ثالثة في الكويت في العام 2016، تلتها الجولة الرابعة والفاشلة أيضاً والتي كانت مزمعة في جنيف سبتمبر الماضي لكنها أجلت بسبب غياب وفد الحوثيين. كيف ترى ما توصلت إليه مباحثات السويد؟ هناك مباحثات سابقة في "جنيف 1" و"جنيف 2" و"الكويت"، وكل هذه المباحثات باءت بالفشل نتيجة لتعنت الحوثيين وعدم التقيد بأي قرارات، واليوم بالنسبة لمباحثات السويد هناك اتفاق في نقاط معينة مثل تبادل الأسرى، حيث قدَّمت الحكومة الشرعية قائمة بثمانية آلاف معتقل من الشيوخ والأطفال والصحفيين، ولكن هناك عدة مشاكل أساسية لابد من الاتفاق حولها، مثل حصار تعز، والحديدة، والبنك المركزي، وغيرها من القضايا الأساسية، في رأيي الشخصي، يظل الحوثيون يتلكؤون ولن يقوموا بتنفيذ أي من الحلول هذه ولنا في المباحثات السابقة عبرة. إذاً لماذا ذهب الحوثيون إلى السويد؟ لإطالة أمد الحرب وكسب الوقت، فقد تحصلت على معلومات أنه أثناء المباحثات هناك ترتيب أوضاع يجري في الداخل اليمني، كلما رأى الحوثي أنه يفقد السيطرة في الميدان يقترب أكثر للمباحثات، والآن هم يحاولون المراوغة في المباحثات من أجل ترتيب أوضاعهم العسكرية، الحديدة الآن تشهد زرعاً للألغام بكميات كبيرة على مداخل المدينة، ويتم نشر القناصين أعلى أسطح العمارات، وكل هذا ليس في صالح الحكومة الشرعية. جماعة الحوثي الانقلابية عبارة عن مجموعة متمردة على نظام الدولة اليمنية القائمة قامت في العام 2014م بالاستيلاء على كل موارد الدولة وعلى مستودعات الأسلحة والذخيرة، وحاولوا الهجوم على عدن ولكن كانت هناك مقاومة شديدة وانتهت بهزيمة الحوثيين وظلوا في محافظة تعز والمحافظات القريبة من عدن، هم ليس لهم عهد، وسيظلون يلقون القبض على المواطنين، وهم الآن لازالوا في الميدان يواجهون قوات الحكومة الشرعية، ومن الصعوبة بمكان أن يسلموا الأسلحة مباشرة، سيحاربون حتى آخر رصاصة في بنادقهم. إذا ما الحل لمواجهة هذه الجماعة الإرهابية؟ ليس هناك أي حل إلا بالقضاء عليهم عسكرياً، أما المفاوضات فهي تتبع نفس السياسة التي تتبعها القوى التي تقوم بمساعدتهم، من المعروف أنهم يأخذون التوجيهات من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله، وبالتالي سيستمرون في ممارسة تعنتهم. وكيف تقيم تحركات المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث؟ -المشكلة أن ممثلي الأمم المتحدة سواء الحالي أو السابقين يمارسون الضغوط على الحكومة الشرعية أكثر من ممارستها على الطرف الحوثي، ولكن لن يكون هناك تنازلات على حساب القضية، فهذه مجموعة متمردة خارجة عن القانون، ورغم هذا يظل هناك أمل ولكنه ضعيف جداً. مباحثات السويد تطرقت لوضع ميناء الحديدة.. ما هو حال الميناء الآن؟ ميناء الحديدة بالنسبة للحوثيين منفذ مهم لدخول الأسلحة، لكن الحكومة الشرعية بمساندة التحالف تحاول السيطرة على الميناء من أجل قطع هذه الإمدادات العسكرية للحوثيين وأيضا من أجل تأمين دخول الإعانات والمساعدات إلى الشعب اليمني، هناك نحو 14 مليون خاصة في المناطق الشمالية متأثرين بعملية إغلاق ميناء الحديدة. الشرعية تسيطر ومن له السيطرة على الأرض؟ الواقع يقول إن قوات الحكومة الشرعية بمساعدة من التحالف تحقق تقدماً على الأرض، كان الحوثيون في البداية يسيطرون على مناطق واسعة من اليمن ووصلوا إلى عدن، لكن الآن هناك تقلص جغرافي للحوثيين ولا تتجاوز نسبة الأراضي التي يسيطرون عليها نسبة 20 %، حتى تعز التي يحاصرونها لا يسيطرون عليها داخلياً. كيف ترى الدور الذي تلعبه إيران في الداخل اليمني؟ معظم الشعب اليمني لا يتفق مع السياسة الإيرانية، لكن القصد من التدخل الإيراني في اليمن هو أذية بعض الدول الإقليمية مثل المملكة العربية السعودية، وهناك تدخلات سافرة من إيران. يعيش اليمن أسوأ حالة إنسانية في العالم بسبب الحرب التي تشنها جماعة الحوثي.. ما هو وضع المواطن الآن؟ هذه قضية جوهرية، الناس يتعرضون للكثير من المضايقات، استخدم الحوثيون أساليب تتنافى مع الأخلاق والعقيدة، هناك تعذيب وسجن بحق المدنيين، هم يتبعون سياسية "معنا أو ضدنا" إما أن تكون معهم أو تتعرض للتعذيب والسجن وتفجير المنازل والملاحقات والإعدام. بالنسبة لمجلس النواب اليمني.. لماذا لا يتم عقد الجلسات؟ مجلس نواب الحكومة الشرعية لم يجتمع لأربع سنوات لأن أعضاءه مشتتون في دول العالم وعملية تجميعهم من الصعوبة بمكان، على الجانب الآخر مجلس النواب التابع للحوثيين الموجود في صنعاء يجتمعون كل يوم، والآن هناك توجه بأن يُعقد مجلس النواب الشرعي لكن المشكلة أن رئاسة مجلس النواب في صنعاء إضافة إلى اثنين من هيئة الرئاسة، والشرعية لا يوجد لديها إلا شخص واحد من نواب هيئة الرئاسة، وبالتالي لابد من إجراء انتخابات جديدة. كيف ترى دور التحالف العربي في دعم الحكومة اليمنية لاستعادة شرعيتها؟ دور التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة دور إنساني منذ بداية توسع الهجمة الحوثية الإيرانية، لولا التدخل المفاجئ لدول التحالف لانتشر المد الإيراني الحوثي في اليمن هذا من الناحية العسكرية، ومن الناحية الإنسانية هناك مساعدات إغاثية خاصة من المملكة العربية السعودية ممثلة في مركز الملك سلمان ودولة الإمارات في يد مد المساعدة للشعب اليمني، حتى الآن صرفت لليمن ما يقدر بـ18 مليار دولار مساعدات.
مشاركة :