خاض العين تدريباً صباحياً أمس، للتعافي من إرهاق المواجهة الافتتاحية أمام ولينجتون النيوزيلندي أمس الأول، فيما خضع الفريق للراحة طوال اليوم بعد ذلك، على أن يؤدي تدريبه الأخير مساء اليوم، في محاولة لكسب السباق مع الوقت للتعافي من الإجهاد الذي رافق اللاعبين في مواجهة قوية وطويلة، امتدت إلى ركلات الترجيح، والاستعداد بأفضل حالة بدنية وفنية للقاء «القمة العربية» مع الترجي التونسي غداً في ربع النهائي، عقب شحن الطاقة مرة أخرى. وعقب الفرحة الطاغية، بالفوز على ولينجتون، في لقاء العودة من «الباب الكبير»، عندما نجح «الزعيم» في قلب تأخره بثلاثية إلى تعادل مثير، ثم الفوز بركلات الجزاء، فإن التركيز حالياً ينصب على فتح صفحة جديدة أمام الترجي في مباراة أصعب عن السابقة، بالنظر إلى قوة المنافس المتوج بلقب دوري أبطال أفريقيا. وخضع ماركوس بيرج لتدريبات خفيفة وبرنامج استشفاء رفقة يحيى نادر، بإشراف الجهاز الطبي للفريق للتعافي من الحمى المفاجئة التي أصابتهما أمس الأول، وتسببت في مشاركة بيرج لدقائق معدودة، فيما غاب يحيى نادر. ويستعد العين لتعويض محمد عبدالرحمن الذي خرج بالبطاقة الحمراء، وذلك مع توفر عدة خيارات في وسط الميدان يقوم الفريق بتحضيرها حالياً، ومنها إكمال تجهيز الثنائي ريان يسلم وعامر عبد الرحمن. واعتبر مطر عبيد الظاهري الصهباني، مدير فريق العين، أن مشاركة «الزعيم» في كأس العالم للأندية، تتويج حقيقي لمسيرة 50 عاماً من الإنجاز والتميز والإبداع والعطاء، خلال مشاركاته المشرفة باسم كرة القدم الإماراتية، بمختلف البطولات، وقال: العين حقق لقب دوري أبطال آسيا 2003، وكان مؤهلاً آنذاك للمشاركة في العالمية، لولا إلغاء المسابقة. وأضاف: الواقع يؤكد أن الجماهير قاطبة كانت تترقب تلك اللحظة التاريخية المهمة، والمتمثلة بمشاركة العين في العالمية، الأمر الذي ذكرته للاعبي الفريق قبل مواجهة تيم ولينجتون، وذلك لمعرفتهم الجيدة بأن مشاركات العين مختلفة، عندما ترتبط بتمثيل الدولة في المناسبات الخارجية، وهناك تحدٍ خاص بيننا وأنفسنا، يكمن في الوصول بعيداً، خلال هذه المشاركة العالمية، وأتمنى أن نوفق في تحقيق طموحات الجماهير العيناوية والإماراتية. وحول استعدادات «الزعيم» لمباراة المرحلة الثانية أمام الترجي، قال: بعد صافرة نهاية مباراة ولينجتون مباشرة بدأ الفريق تحضيراته لمواجهة بطل أفريقيا، والجميع يعرف أن المساحة الزمنية التي تفصل ما بين المباراتين محددة بـ48 ساعة، حيث عاد الفريق إلى معسكره بالفندق، وأجرى حصة تدريبية صباح أمس، وسيكون قبل المباراة بـ24 ساعة محاضرة فيديو، بعدها سيؤدي الفريق مرانه الختامي، وشارك في تدريبات أمس السويدي ماركوس بيرج، في حين لا يزال يحيى نادر في الراحة، والمؤكد أن معنويات اللاعبين مرتفعة، في أعقاب فوزهم المهم في المرحلة الأولى، حيث دخلنا أجواء كأس العالم فعلياً، وكل مباراة يخوضها الفريق تسطر للتاريخ، لذلك مطالبون برفع معدل تركيزنا لأن كل مرحلة في العالمية أصعب من التي تسبقها بالتأكيد. وحول سبب تراجع أداء الفريق في الشوط الأول أمام ولينجتون، قال: إن استقبال شباك العين لثلاثة أهداف في الشوط الأول كان أمراً صادماً بالنسبة لي، قياساً بالسيطرة المطلقة التي فرضها العين على مجريات اللعب منذ بداية المواجهة، وفي اعتقادي أن عدم ترجمة الفرص بالصورة المطلوبة، أثر على معدل التركيز، الأمر الذي كنا نحذر منه قبل انطلاقة المواجهة في استهلال مباريات «الزعيم» بالبطولة العالمية، والتي تختلف مبارياتها تماماً عن بقية البطولات لذلك كان يتوجب علينا التعامل مع تفاصيل المباراة بعقلية مختلفة تماماً عما بدا عليه الفريق في الشوط الأول، الأمر الذي شدد عليه المدرب زوران ماميتش بين شوطي المباراة في حديثه للاعبين، ما أسهم في العودة القوية للفريق إلى اللقاء. وأضاف: تحدث المدرب كذلك للاعبين خلال محاضرة الفيديو، عن التفاصيل المرتبطة بمجريات المواجهة وأهم أسباب التفوق على المنافس، وكل الاحتمالات المتوقعة على الأرض، والمؤكد أن الفوز على ولينجتون أصبح من الماضي، والتركيز حالياً منصب على مواجهة الترجي، وهدفنا واضح في تلك المواجهة المهمة. وحول مدى معرفتهم بمواقع قوة وضعف بطل أفريقيا، قال: لا أسرار في عالم كرة القدم، المدرب زوران كان على معرفة جيدة بأدق التفاصيل المرتبطة بمنافسنا في المرحلة الماضية، والكل تابع الترجي في مشواره القاري والمدرب على معرفة جيدة بإمكانيات بطل أفريقيا الذي يضم عناصر جيدة ويتميز بالقوة البدنية الكبيرة، مع الوضع في الاعتبار أننا لعبنا 120 دقيقة وخلال 48 ساعة فقط سندخل تحدياً جديداً، لذلك نحن مطالبون برفع معدل تركيزنا والتحضير الجيد، وأتمنى عودة ماركوس بيرج ويحيى نادر إلى قائمة الفريق بعد التعافي من «الحمى». وأضاف: رسم جمهور العين والكرة الإماراتية أجمل لوحة على أحد أفضل ملاعب كرة القدم على مستوى العالم استاد هزاع بن زايد، من خلال المساندة القوية والدعم المتواصل والمبادرات الاستثنائية، الأمر الذي عزز من معنويات الفريق، ومنحه الدافع المطلوب، حتى تمكن من العودة وتحقيق النتيجة الإيجابية التي قادتنا للتأهل بعزيمة وإصرار أبطال الفريق، وشخصياً أتفق مع الحارس خالد عيسى في حديثه حول التحدي الخاص بأن الجماهير العيناوية والإماراتية ستملأ مدرجات استاد هزاع لدعم طموحات «الزعيم» في العالمية. زوران: شخصية «الزعيم» تظهر في المواقف الصعبة أكد الكرواتي زوران ماميتش، المدير الفني للعين، أن كرة القدم لا تعرف المستحيل، ولا يمكن توقع نتائجها، معترفاً بأن الفريق فقد التركيز والثقة، في بعض فترات مباراته مع ولينجتون، ما منح المنافس فرصة التقدم بثلاثة أهداف، إلا أن هدف الياباني شيوتاني قبل نهاية الشوط الأول، أعاد الروح للفريق، وكانت ردة الفعل في الشوط الثاني على المستوى المطلوب، خاصة أنه يدرك إمكانات لاعبيه وقدرتهم على تحقيق ذلك. وأعترف زوران أن التوفيق حالف فريقه، خاصة في ركلات الترجيح، مؤكداً أن «الحظ» مهم في كرة القدم، ومن دونه يفقد أي فريق العديد من الفرص. وكشف مدرب العين عن أن تأخره في الدفع الدولي السويدي، ماركوس بيرج، لأنه عانى ليلة المباراة الحمى وارتفاعاً كبيراً في الحرارة نتيجة فيروس، وكذلك يحيي نادر، وكان وضعه سيئاً للغاية، وحاول الجهاز الطبي علاج الأمر بصعوبة، لذلك كانت الاستعانة به متأخره، ولكنه نجح في إحراز هدف التعادل المهم، برغم مشاركته في الدقائق الأخيرة. وأعترف زوران بأنه لا يجد تفسيراً لظاهرة عودة «الزعيم» بعد استقباله 3 أهداف، والتي حدثت في أكثر من مباراة، سواء على الصعيد المحلي، وأيضاً في مباراة ولنيجتون، وقال: حقيقة يصعب تفسير هذا الأمر، والمؤكد أن شخصية العين تظهر في المواقف الصعبة، خاصة في الشوط الثاني من كل مباراة، يكون الأكثر تحكماً والأكثر سيطرة، فضلاً عن التعديلات التي تتم على أرض الملعب. وأكد مدرب العين أن المواجهة المقبلة مع الترجي غداً في غاية الصعوبة، نظراً لأنه لا يوجد فارق زمني كافٍ بين المباراتين، وافتقاد الفريق لأحد أبرز عناصره، وهو محمد عبد الرحمن بسبب طرده في مباراة أمس الأول، ومع ذلك فإن الفريق عازم على تقديم أفضل ما لديه. فيجويرا: أرشح العين للفوز على الترجي رشح جوزيه فيجويرا، مدرب ولينجتون، العين لتجاوز الترجي في ربع النهائي، وقال: على الورق يبدو الترجي أقوى، لأنه بطل لأفريقيا، إلى جانب أنه يدرس ما قمنا به أمام العين، ويحاول تكراره مرة أخرى، لكن أرى أن العين مرشح على تجاوزه، خصوصاً في حال حظي بمساندة جماهيرية مماثلة، كما حدث أمامنا، وبالنسبة لنا نتمنى أن يصل العين لأبعد مدى في البطولة. واعتبر المدرب أن فريقه خسر أولى مبارياته في كأس العالم للأندية أمام العين بركلات الترجيح، لأن الحظ ساند منافسه، ونال ولينجتون أصعب خسارة يمكن أن يتلقاها فريق بعدما تقدم بثلاثية نظيفة. واعترف فيجويرا بأن هدف العين الأول الذي جاء قبل نهاية الشوط الأول نقطة التحول الكبيرة في سير اللقاء، ومنح «الزعيم» حافزاً قوياً للعودة، معبراً عن توقعاته أن تكون النتيجة حافزاً له للتأهل إلى مستويات أعلى في البطولة. وأشار إلى أن لاعبيه غير معتادين اللعب في «أجواء الخليج»، وهو ما كان يحاول أن يتأقلم عليه لاعبوه خلال الفترة الماضية التي سبقت البطولة، لكن المباراة في النهاية عبارة عن 11 لاعباً في مواجهة العدد نفسه. وقدم المدرب النيوزيلندي اعتذاره إلى لاعبيه بسبب أنه طالبهم ببذل جهد مضاعف يفوق قدراتهم، وهم جميعاً هواة، وقال: اعتقدت أن الأمور انتهت بتقدمهم بثلاثية، إلا النتيجة في النهاية محزنة ومؤسفة. ولم ينس فيجويرا أن يعبر عن إعجابه بزيارة الإمارات، مؤكداً أنها تجربة رائعة بمشاركة فريقه في المونديال بالإمارات، مشيداً بحفاوة الاستقبال ودفء التعامل، وحرص المنظمين على توفير كل سبل راحة الفريق والاستجابة لكل مطالبة، مؤكداً أن الأمر الإيجابي الذي خرج به من المشاركة، هو ضرورة قيامة بزيارة خاصة إلى الإمارات يستمتع فيها بمعالمها الجميلة.
مشاركة :