أكد معين الشعباني مدرب الترجي التونسي، بعد مشاهدته المباراة الافتتاحية لمونديال الأندية أمس الأول، أن العين رفع سقف المنافسة في البطولة، بظهوره القوي وفوزه المثير الذي حققه على ولينجتون النيوزيلندي، مما يؤكد أن المباريات المقبلة ستكون أكثر قوة وندية وإثارة. وقال: مباراة العين وولينجتون أطلقت شارة بدء البطولة، وأكدت أن المنافسة ستكون شديدة في هذا المونديال، ولا يمكن استبعاد أي فريق أو التقليل من حظوظه بالبطولة، والدليل ما قدمه الفريق النيوزيلندي الذي كان قريباً جداً من المفاجأة. وتابع: أعجبني ردة الفعل الممتازة للاعبي العين، فليس من السهل أن تعود في المباراة، بعد أن يسجل خصمك ثلاثة أهداف، ثم تعدل النتيجة ،وتحسم المباراة بالركلات الترجيحية، والأهم أن المباراة الأولى منحت العين تفوقاً في الجانب الذهني والسيكولوجي، فلاعبو العين لم يسقطوا في فخ التسرع، واحتفظوا بهدوء أعصابهم حتى تمكنوا من ترجيح الكفة وقلب المعطيات لصالحهم في النهاية. وأشار الشعباني إلى أن نادي العين يملك صفاً مميزاً من اللاعبين، فدخول دياكيه كان موفقاً بزيادة الضغط على دفاع ولينجتون إلى جانب الدور الذي قام به بيرج، حيث كل عبئاً ثقيلاً على المدافعين النيوزيلنديين، وساهم إقحام بندر الأحبابي في التنشيط الهجومي. ويرى مدرب الفريق التونسي أن لعب العين 120 دقيقة في المباراة الافتتاحية، لن يكون عائقاً أمامه في مواجهة الغد قائلاً: أظن أن خوض المنافس وقتاً إضافياً يصب في مصلحته، لأنه رفع من درجة التنافسية عند لاعبيه وجعلهم منسجمين مع النسق البدني الذي فرضته المباراة الأولى، وتابع الشعباني: فريق ولينجتون كان متواضعاً على المستوى البدني في الشوط الثاني من المباراة، وكان على العين أن يمارس مزيداً من الضغط لحسم اللقاء، مواصلاً: الترجي سيكون أمام مهمة صعبة وتحتاج إلى تركيز عال وجدية كبيرة، قائلاً:«سنواجه فريقاً كبيراً يملك قوة هجومية ممتازة وتنظيماً دفاعياً جيداً، ولذلك يجب أن نعد لمواجهته». عن أجواء المنافسة والمستوى المتوقع من الترجي في البطولة، أكد الشعباني أن الترجي محظوظ بخوض كأس العالم للأندية في الإمارات، بالمقارنة مع المشاركة المونديالية الأولى التي كانت عام 2011 في اليابان، حيث قال: سنلعب على أرض دولة عربية شقيقة تحتضن جالية تونسية مهمة، تمثل سنداً معنوياً هاماً للفريق في هذا الحدث. ونحن ننتظر حضوراً كبيراً ومؤازرة قوية من الجالية المقيمة بالإمارات ودول الخليج. وعن جديد الترجي في المشاركة الثانية بمونديال الأندية، بعد أن كان الظهور الأول مخيباً للآمال، قال الشعباني: المشاركة الأولى كانت سلبية، ولم يترك خلالها الترجي الانطباع الإيجابي عن إمكاناته، إلا أن الكرة عاندته وظلمته ولم يحالفه الحظ في اللقاء الأول، والمؤكد أن المشاركة الثانية بالإمارات 2018، ستكون مختلفة لأن الفريق استفاد من المشاركة الأولى، وعازم على الظهور بصورة مشرفة. وكشف الشعباني عن الوصفة التي أعدها لتحضير لاعبيه الترجي للمشاركة المونديالية قائلاً: لم يكن التعامل مع اللاعبين بعد فرحة التتويج الإفريقي أمراً يسيراً، فالتصرف في حالات الفوز أصعب من التعامل عند الهزيمة وإعادة الفريق للتركيز المطلوب لم يكن هيناً، ولكن من حسن الحظ أن الإعداد الذهني للاعبين كان عالياً، خاصة أن الفريق كانت تنتظره بعد نهائي أفريقيا 6 مباريات مضغوطة في الدوري التونسي، خلال فترة زمنية لم تتجاوز العشرين يوماً. وأضاف مدرب الترجي: أملك طريقتي الخاصة في تجهيز اللاعبين ذهنياً للتعامل مع الظروف الصعبة التي تواجههم، بالاعتماد على الاستفزاز الإيجابي للاعب وإثارة حماسه، وكنت أقول للاعبين: لا يمكن أن تكونوا أبطالاً للقارة، وأنتم لستم أبطالاً في الدوري المحلي. وبخصوص المعلومات التي يمتلكها عن الكرة الإماراتية، قال: تجربتي مع نادي القادسية السعودي جعلتني أتابع باهتمام دوري الخليج العربي، خصوصاً بعد تأهلنا لكأس العالم، وأرى أن الكرة الإماراتية تتميز بالمهارات الفنية وسرعة اللاعبين، لكنها تحتاج حسب رأيي إلى جرعة إضافية من الالتزام التكتيكي مع مضاعفة العمل على المستوى البدني. ويعتقد الشعباني أن دور المدربين مهم جداً في تطوير الكرة الإماراتية، والمشاكل التي تبدو في هذا الجانب هي مسؤولية المدربين أساساً. جوائز كبيرة ومسيرة قصيرة أبدى الشعباني سعادته البالغة باختياره من الاتحاد الدولي للتاريخ والإحصاء ثامن أفضل مدرب في العالم، لعام 2018، إضافة لترشيحه في قائمة 10 مدربين من الاتحاد الإفريقي لنيل جائزة أفضل مدرب في العام، معتبراً هذا الاختيار مصدر فخر كبير بالنسبة إليه، خاصة أنه جاء بعد فوزه بدوري أبطال أفريقيا، وهو أصغر مدرب في تاريخ المسابقة «37 عاماً»، مشيراً إلى أنه تتويج معنوي مهم جداً بالنسبة له على المستوى الشخصي. وتحدث الشعباني عن نيله ثقة نادي الترجي بقيادة الفريق الأول، حيث قال: أخبرني رئيس النادي بأنه يراهن على اللاعبين الشبان وصنع منهم لاعبين كباراً، واليوم يراهن علي مدرباً شاباً ليصنع مني مدرباً كبيراً. وأحمد الله أنه كسب الرهان، خصوصاً أنني عملت مع مدربين كبار مثل عمار السويح وفوزي البنزرتي ومنذر الكبير وخالد بن يحيى، واكتسبت منهم الكثير.
مشاركة :