ملبورن (إفي): أحرز الصربي نوفاك ديوكوفيتش المصنف الأول عالميا بين لاعبي التنس المحترفين اليوم الأحد لقب بطولة استراليا المفتوحة الكبرى للمرة الخامسة في مشواره، إثر تغلبه في المباراة النهائية على منافسه البريطاني آندي موراي بثلاث مجموعات لواحدة. وفي مباراة استغرقت ثلاث ساعات و39 دقيقة نجح نولي في إقصاء موراي، المصنف السادس عالميا، بثلاث مجموعات لواحدة 7-6 (7-5) و6-7 (4-7) و6-3 و6-0 ، ليحرمه لثالث مرة من التتويج باللقب. ويعد هذا اللقب هو الثامن لديوكوفيتش في بطولات الجراند سلام، حيث توج بلقب استراليا في أعوام 2008 و2011 و2012 و2013 إضافة لـ2015 ، كما توج مرتين في ويمبلدون عامي 2011 و2014 ومرة في الولايات المتحدة المفتوحة عام 2011. وبهذا أصبح ديوكوفيتش ثاني لاعب في تاريخ الرياضة يفوز باستراليا المفتوحة خمس مرات خلال الحقبة المفتوحة، على بعد مرة وحيدة عن رقم الاسترالي روي ايمرسون. ولا ينقص خزائن ألقابه الكبرى سوى رولان جاروس في فرنسا، البطولة التي تأهل إلى نهائيها مرتين عامي 2012 و2014 لكنه خسر أمام الإسباني رافائيل نادال. وخاض موراي، الذي انهار بدنيا في المجموعة الرابعة، إجمالي أربع نهائيات في استراليا دون توفيق وإحراز اللقب، أحدها ضد السويسري روجيه فيدرير في 2010 والثلاثة الأخرى ضد نولي في أعوام 2011 و2013 إضافة لهذا العام. ولايزال موراي يبحث عن لقبي استراليا ورولان جاروس بالبطولات الكبرى، حيث سبق وتوج بالولايات المتحدة المفتوحة عام 2012 وبويمبلدون عام 2013 وكلاهما كان على حساب ديوكوفيتش. ويعد الانتصار هو السادس عشر للصربي على حساب موراي صديقه القديم الذي حقق الفوز عليه في ثماني مناسبات. كما يعد الانتصار هو الخامس على التوالي لديوكوفيش على موراي. ويتساوى ديوكوفيتش بهذا الشكل مع أرقام جيمي كونرز وإيفان ليندل وآندري أجاسي وفريد بيري وكين روسويل في عدد مرات الفوز بألقاب الجراند سلام، ليجلس على المقعد الخامس في ترتيب اللاعبين الأكثر فوزا بها في الحقبة المفتوحة. لم ينجح موراي في الفوز على ديوكوفيتش ولم يستغل فرصه في شوط كسر التعادل بالمجموعة الأولى، ولا التمكن من منافسه عندما بدا يتراجع بدنيا عقب فوز البريطاني بالمجموعة الثانية، كان نولي بالكاد يقف على قدميه وكان منهكا وتعبا لكن آندي لم يستغل هذا الوضع، ليستعيد الصربي بريقه من جديد ويختفي ابن اسكتلندا من جديد على ملاعب استراليا. وكان الاسكتلندي يتلفظ بكلمات تدل على حاله خلال اللقاء أنا سيء بشكل لا يمكن وصفه، وهذا مخز للغاية، ويالها من كرة ليست لها فائدة، ما يعكس احباطه وفقدانه للأمل على ملاعب استراليا. هذا كله رغم أن ديوكوفيتش كان يعاني كثيرا عقب نهاية المجموعة الثانية وبعد ساعتين و32 دقيقة من اللعب، حتى أنه كان يتألم من كاحله، وكاد يسقط على الأرض ليتجنب هذا الأمر بأعجوبة. سيطر ديوكوفيتش على المجموعة الأولى بقوة كبيرة بحصوله على 14 نقطة من أصل 15 ليتقدم 4-1 لكنه أهدر بعدها إرساله ليكسره منافسه ثلاث مرات متتالية ليصلا لشوط كسر التعادل. وفي هذا الشوط ارتكب موراي خطأ مزدوج في إرساله عندما كان متقدما 4-2 ليستغل نولي بعدها العودة ويتقدم عليه 6-5 ثم يحرز المجموعة بعد خطأ من البريطاني في رد الإرسال. وفي جميع لقاءاتهما لم ينجح موراي في الفوز على ديوكوفيتش أبدا إذا ما سقط في المجموعة الأولى، لكن هذه الاحصائية لم تمر على ذهن البريطاني خلال المجموعة الثانية التي كان يعاني فيها الصربي من مشاكل في الكاحل. وخلال هذه المجموعة فقد موراي تقدمه ليتأخر 3-4 أمام ديوكوفيتش قبل ان تتوقف المباراة لخمس دقائق لهطول الأمطال، وأيضا لدواعي أمنية عقب مضايقة بعض المشجعين للاعبين عبر الهتافات وقفز اثنين منهم الى داخل الملعب للاحتجاج. وأثناء فترة التوقف استعاد موراي عافيته واستمع لكلمات مدربته الفرنسية اميلي ماوريسمو التي كانت تقول له فكر، فكر، بينما كان يذهب ديوكوفيتش إلى دورة المياه، قبل أن يحسم المجموعة لصالحه أيضا بشوط كسر التعادل. وخلال المجموعة الثالثة نجح ديوكوفيتش في التعافي واستعادة قوته الذهنية بينما لم يكن موراي قادرا على التفكير، ففي الحقيقة لم يستطع مجاراة منافسه لتذهب المباراة من يديه بشكل نهائي في المجموعة الرابعة، الذي فاز خلالها نولي بآخر تسع نقاط في اللقاء بشكل متتالي. وفي النهاية احتفل ديوكوفيتش بإلقاء مضربه إلى الجمهور مبتهجا بلقبه الثامن في الجراند سلام، لكنه يظل بعيدا رغم ذلك عن رقم الأسطورة الحية، السويسري روجيه فيدرير (17 لقبا)، وأيضا عن منافسه الحالي الإسباني رافا نادال والسابق بيت سامبراس (14 لقبا).
مشاركة :