حراك نقابي واجتماعي مُتصاعد في تونستونس - تعيش تونس أجواء نقابية وشعبية ساخنة تُنذر بتطورات اجتماعية خطيرة، بدأت ملامحها تتراكم على وقع الاحتجاجات المُتصاعدة، التي تشهدها غالبية مدن البلاد للمطالبة بالحدّ من غلاء المعيشة، والزيادة في الرواتب لمواجهة تدهور القدرة الشرائية لكافة الفئات الاجتماعية.وبدأت دائرة هذه الأجواء تتوسع بسرعة باتجاه المزيد من التأزم، بعد أن اقتربت العلاقة بين النقابات المعنية بغالبية القطاعات العمومية والخاصة، والحكومة برئاسة يوسف الشاهد، من عتبة الانسداد الذي يحول دون التوصل إلى تفاهمات من شأنها احتواء حالة الغضب، والتأسيس لعقد اجتماعي جديد.وعرفت البلاد خلال اليومين الماضيين، إضرابات واحتجاجات ومسيرات شعبية شاركت فيها مختلف الشرائح الاجتماعية، والفئات المهنية، وذلك في تحركات عكست حالة الاحتقان الاجتماعي، الذي يُهدد بانزلاقات خطيرة في قادم الأيام، بالنظر إلى عجز الحكومة عن تلبية جملة المطالب المطروحة أمامها للخروج من هذا المأزق الاجتماعي.ونظم المحامون وموظفو المحاكم والأطباء والعاملون في قطاعات المهن الحرة الأخرى، امس الخميس، مظاهرات ووقفات احتجاجية في تونس العاصمة وبقية مدن البلاد، رفضا لما جاء به قانون المالية للعام 2019 من إجراءات ضريبية وُصفت بالمُجحفة، وللمطالبة بالزيادة في الرواتب، وإيجاد الحلول المناسبة لوقف تدهور القدرة الشرائية للمواطن.وقبل ذلك، قام مدرسو التعليم الثانوي بمسيرات احتجاجية واعتصامات وسط العاصمة، وفي بقية مدن البلاد، وذلك قبل “يوم الغضب” الذي دعت إلى تنظيمه، الجمعة، النقابة العامة للتعليم الثانوي بعد أن دخلت في صراع مفتوح مع الحكومة منذ أكثر من أسبوع.وقال النقابي أحمد المهوك، إن “موعد 19 ديسمبر سيكون مزلزلا للحكومة”، وأكد في كلمة ألقاها عقب مسيرة احتجاجية شارك فيها المئات من مدرسي التعليم الثانوي، أنه “لم يعد للمدرسين من خطوط حمراء بعد أن أصبح مستقبل المدرسة العمومية والتلاميذ مُهددا”.وأعلنت التنسيقية الوطنية لحملة “السترات الحمراء” أنها ستكشف، الجمعة، عن برنامج الاحتجاجات التي ستُنظمها في سياق ما وصفته بـ”استمرار لنضال الشعب التونسي، وخطوة لاستعادة التونسيين كرامتهم وحقهم في العيش الكريم الذي سُلب منهم”.وأكدت في بيان لها على “رفضها للواقع السائد رسميا، وتصميمها على الاحتجاج على غلاء المعيشة، وتدهور القدرة الشرائية، وذلك في كنف الالتزام بالاحتجاج المدني السلمي في التعبير عن الرأي”.وأمام هذه التحركات الاجتماعية الاحتجاجية المُرشحة لأن تتفاقم خلال الأيام القليلة القادمة، بدأت الأحزاب السياسية تُعدل مواقفها على وقعها، حيث أعلنت حركة نداء تونس “استعدادها التام للدفاع عن مصالح الشعب وخاصة الفئات الهشة والطبقة الوسطى”.
مشاركة :