قضت محكمة الجنايات الابتدائية لدى مجلس قضاء سكيكدة شرق الجزائر، بالسجن 5 سنوات مع النفاذ، على أب، بعد إدانته بضرب وتعذيب ابنه الرضيع حتى فارق الحياة، ما يعني حسم الواقعة التي اهتز لها الرأي العام الجزائري على مدى عامين. تعود تفاصيل القضية إلى 15 سبتمبر من العام الماضي؛ حيث تقدمت والدة الرضيع ببلاغ ضد زوجها، بسبب تعديه المتكرر بالضرب على ابنه الرضيع الذي يبلغ من العمر 6 أشهر. ووفق ما ذكرت صحيفة "الخبر" الجزائرية، فإن الوالدة، عشية الجريمة، سمعت ابنها يبكي بينما كانت تحضر الحليب في فناء مسكنها المتواضع بحي صالح بوالكروة بسكيكدة، وعند دخولها حجرة النوم، تفاجأت بزوجها يضرب الرضيع على وجهه وظهره محاولًا إسكاته. على إثر ذلك، حاولت الأم انتزاع رضيعها من أيدي الأب الذي تجرد من كافة مشاعر الأبوة، لكنه سرعان ما أخذه منها ونزع عنه ثيابه وسكب عليه الماء البارد، ومع استمرار بكاء الطفل في المساء، قام بوضعه داخل الثلاجة. وبعد إنقاذ الطفل من أيدي أبيه الغاضب، أقدم الأخير في اليوم التالي على ضرب الطفل مرة أخرى مسددًا له لكمات قوية على مستوى البطن والظهر، ما أدى لتدهور حالته الصحية وقامت والدته بنقله إلى المستشفى؛ قُدّمت له الإسعافات، لكن حالته ساءت في 3 نوفمبر من نفس السنة، حيث تعرّض للإغماء استدعى نقله ثانية إلى المستشفى، ثم فارق الحياة. وعزا تقرير الطب الشرعي أن الرضيع أصيب بنزيف دماغي حاد أدى إلى وفاته، لكن الأم تراجعت عن تصريحاتها السابقة قائلة إن الابن سقط من بين يديها، في محاولة لدفع التهمة عن زوجها، ونفى الزوج كذلك الجرم المنسوب إليه متعللًا بأنه لا يعي ما يقوم به، وأن القضية المرفوعة ضده كانت بإيعاز من أصهاره بسبب مبلغ مالي تأخر في تسديده لهم. مبررات الزوج ومحاولة الزوجة إبعاد التهمة عن زوجها لم تقنع ممثل الحق العام (النيابة)، واعتبرت أن ما اطلعت عليه من قرائن يدين المتهم وطالبت بتوقيع عقوبة الإعدام عليه. وبعد مداولات قانونية وسماع المحلفين، حكمت المحكمة على الزوج القاتل بالسجن 5 سنوات مع النفاذ.
مشاركة :