بعد إغراق السوق الأميركي بالنفط في الأشهر الأخيرة، تخطط المملكة العربية السعودية لخفض الصادرات إلى أكبر سوق للنفط في العالم في الأسابيع المقبلة في محاولة لتخفيف عمليات البناء المرئية في مخزونات النفط الخام. وأبلغت شركات تكرير النفط التي مقرها أمريكا أنها تتوقع شحنات أقل بكثير من المملكة في يناير كانون الثاني مما كانت عليه في الأشهر الأخيرة بعد اتفاق أوبك لتقليل الإنتاج، وذلك وفقًا لما أوردته مصادر مطلعة على صناعة النفط في حديثها لشبكة بلومبيرغ الأميركية. وقال أحد المصادر إن شحنات الخام السعودي إلى الولايات المتحدة الشهر المقبل قد تصل لأدنى مستوى في 30 عامًا منذ أواخر 2017 والتي بلغت 582 ألف برميل يوميًا بانخفاض نحو 40 % عن متوسط ثلاثة أشهر في الآونة الأخيرة. وأضاف المصدر الذي رفض الكشف عن هويته، أن الرقم النهائي يمكن أن يتغير وفق احتياجات السوق، خاصة في ظل العديد من العوامل المتحكمة في الأمر. ومن خلال تحويل تركيز التخفيضات السعودية في الصادرات نحو الولايات المتحدة، تأمل الرياض أن تُظهر للسوق أنها تحقق وعدها بخفض الإمدادات، خاصة وأن التغيرات في مستويات الواردات للولايات المتحدة من الخام ومخزوناتها لها تأثير كبير على السوق كون البيانات متاحة على أساس أسبوعي. وفي مناطق أخرى، لا يحصل تجار النفط إلا على أرقام رسمية على أساس شهري، أو لا يحصلون على الإطلاق لدى بعض المستهلكين الكبار مثل الصين والهند. وقال وزير الطاقة والثروة المعدنية خالد الفالح في تصريح سابق إن “الأسعار المنخفضة ليست في الواقع جيدة بالنسبة للاقتصاد الأميركي”، مؤكدًا أنه يعي حقيقة أن “منتجي النفط والغاز في الولايات المتحدة ربما يتنفسون الصعداء لأننا نقدم بعض اليقين والرؤية لعام 2019.” وكان الفالح قد أكد خلال أول اجتماعات أوبك الأسبوع الماضي، أن واشنطن “ليست مُخولاً لها أن تُملي على أوبك ماذا تفعل”، مؤكدًا أنه “لا يحتاج إلى إذن أحد لخفض الإنتاج”.
مشاركة :