في بلدة "لاشيو" النائية بشمال شرقي ميانمار، لا يجد عشرات من أيتام المسلمين مأوى لهم، بعد أن أحرق متطرفون بوذيون ملجأهم الذي كانوا يقيمون فيه. وحتى الآن، ما زالت مشكلة هؤلاء الأيتام مستمرة حيث لم يعد باستطاعة المجتمع المسلم هناك ترميم أو إعادة بناء ذلك الملجأ بسبب أمور تتعلق بحقوق الملكية. فبعد أن كان الملجأ ملكا للمسلمين، ضمت السلطات المحلية ملكيته إلى مدرسة ابتدائية قريبة دون إبداء أي مبرر لذلك. وكان الملجأ ضمن عدد من المنشآت الدينية والمحال التجارية الخاصة بالمسلمين التي أحرقتها مجموعة من المتطرفين البوذيين خلال أعمال عنف طائفية استمرت يومين في 2013. وقتل شخص على الأقل وأصيب عدد آخر في الهجمات التي استهدفت المسلمين هناك وبدأت في 28 مايو/أيار من ذلك العام. وعلى الرغم من أن قادة المجتمع المسلم في "لاشيو" قد نبهوا السلطات إلى الأحداث المحتملة في البلدة، منذ انتشار الهجمات المناهضة للمسلمين في عدة مدن بميانمار في أعقاب العنف الطائفي في ولاية آراكان (غرب) عام 2013، لكن تلك التحركات ذهبت أدراج الرياح. وتم الإبلاغ سابقا عن أعمال شغب مماثلة في أجزاء أخرى من البلاد، وشهدت بلدة "ميكيتيلا" في منطقة "ماندالاي" أسوأ حادث في مارس/ آذار 2013، وقُتل حينها 40 شخصاً على الأقل، معظمهم من المسلمين، على يد مثيري الشغب. وقال تين أونغ، أحد القيادات المسلمة في البلدة، للأناضول: "منذ اندلاع أعمال الشغب في مناطق أخرى ، كنا نعلم أن المتطرفين القوميين سيستهدفوننا بالتأكيد، وبالتالي، طلبنا من السلطات حمايتنا". وأضاف: "طلبت مني السلطات ألا أقلق بشأن ذلك، لكنها لم تفعل شيئاً، لذلك كنا عاجزين عندما هاجمنا مثيرو الشغب في لاشيو". وتابع قائلاً إنه "خلال أعمال العنف، لم يواجه السكان المسلمون مثيري الشغب، بل هربوا أو اختبأوا في البلدة". ** إشعال النار في دار الأيتام وأثناء أعمال العنف، طوّق مثيرو الشغب أقدم ملجأ أيتام إسلامي في البلدة وأشعلوا النيران فيه، لكن الحظ حالف 270 يتيما، وتمكنوا من الهرب من الأبواب الخلفية. وقال تين أونغ: "لقد أغلقوا الباب الأمامي الرئيسي وأحرقوا الملجأ، لقد كان الأيتام محظوظين لأن مثيري الشغب لم يكونوا على علم بأبواب الخروج في الجهة الخلفية للمبنى". وأضاف أن ملكية ملجأ الأيتام نُقلت إلى مدرسة محلية للتعليم الأساسي في عام 2000، مما جعل من المستحيل ترميمه أو إعادة بنائه. وأوضح القيادي المسلم أنه "تم نقل ملكية الأرض دون إبلاغنا بذلك". ** تاريخ الملجأ بنى هذا الملجأ رجل مسلم عام 1927 لتوفير التعليم والمأوى للأيتام من جميع الطوائف في المنطقة، وتم تأميمه عام 1964 من قبل الحكومة الاشتراكية آنذاك، التي أعادت ملكيته إلى المجتمع الإسلامي بعد ذلك بعامين. إلا أن ملكية الملجأ أصبحت في طي النسيان منذ عام 1979، منذ أن رفضت السلطات تمديد حقوق الملكية. وقال تين أونغ: "لقد رفضوا ذلك دون أن يعطونا سبباً، ثم قاموا بمصادرة الأرض دون أي إشعار أو أي تعويض". وأوضح أنه أرسل رسائل إلى كبار المسؤولين الحكوميين، بما في ذلك الرئيس السابق ثين سين، لكنه لم يتلق أي رد. وأضاف: "سبق لي أن عملت مع نائب الرئيس السابق الدكتور ساي موك خام في الماضي، لذلك طلبت منه شخصيا المساعدة، ومع ذلك، لم يحدث أي شيء حتى الآن". وأوضح أن حتى رئيس وزراء ولاية شان الحالي، لين هتوت، أثار القضية مع وزارة الشؤون الداخلية، إلا أن رد الوزارة كان صادماً حيث قالوا لرئيس الوزراء: " ليس من شأنك هذا". وأشار إلى أن السلطات عرضت على الجالية المسلمة أخذ فدانين من الأراضي في ضواحي المدينة في مقابل التخلي عن ملجأ الأيتام. واختتم حديثه بالقول " لم نقبل العرض، لأنهم لم يسمحوا لنا ببناء ملجأ آخر للأيتام على الأرض المذكورة". الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :