أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن العسكريين الروس والإسرائيليين ناقشوا عمل قناة اتصال مباشرة بين قاعدة «حميميم» الروسية فى سوريا، ومركز قيادة سلاح الجو الإسرائيلي، للحيلولة دون وقوع حوادث، جاء ذلك بعد لقاء عقد بين ممثلى وزارتى الدفاع الروسية والإسرائيلية، فى مقر وزارة الدفاع الروسية، وفقًا لاتفاق بين الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، ورئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.من جانبها، علقت وسائل الإعلام العبرية، على اللقاء المشترك، وجاءت التحليلات متباينة حول النتائج التى خرج بها الوفد الإسرائيلى من اللقاء. وبحسب الموقع الإلكترونى لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، شدد الوفد الإسرائيلى الذى ذهب إلى موسكو وعاد منذ عدة أيام، خلال جلسات عمل مشتركة بين مجموعات عسكرية إسرائيلية روسية، على السياسات الإسرائيلية التى تتمثل فى الاحتفاظ بالحق للتحرك ضد التموضع العسكرى الإيرانى بسوريا، وضد نقل الأسلحة الدقيقة لحزب الله. وقال الجيش الإسرائيلى إن اللقاء عقد بعد حديث قادة الدولتين وجرى بأجواء جيدة ومهنية، كما أشار الجيش الإسرائيلى إلى أن اللقاءات فى موسكو «تمركزت حول تطوير عملية تحسين آلية منع الاحتكاك بين الجيشين فى الجبهة الشمالية».وبحسب «يديعوت أحرونوت»، فإن الأزمة بين روسيا وإسرائيل التى تطورت فى أعقاب إسقاط الطائرة الروسية «إيليوشن ٢٠» فى سوريا، فى سبتمبر الماضى ومقتل ١٥ من طاقمها، فى طريقها إلى التسوية.وأشارت إلى أن زيارة الوفد الإسرائيلى إلى موسكو لن تكون الأخيرة، لافتة إلى أنها تأتى فى إطار تجديد الاتصالات الجارية بين أجهزة الأمن الإسرائيلية والمؤسسة العسكرية الروسية، واعتبرت أن الحوار المشترك بين الطرفين يتعدى العمل على تطوير التنسيق الأمنى بين إسرائيل وروسيا، إلى قضايا إستراتيجية ومواضيع أخرى.وحول آلية التنسيق فى سوريا، قال الموقع إن المسئولين العسكريين الروس مازالوا يصرون على مطالبهم بأن تزودهم إسرائيل معلومات أكثر دقة عن الأهداف التى ستقوم بمهاجمتها قبيل الهجوم بفترة طويلة نسبيًا، ما رفضه الطرف الإسرائيلى منعا من تزويد الروس البيانات المذكورة للنظام السورى وبالتالى لحليفه الإيراني.واعتبرت الصحيفة، أن الإنجاز الأكبر الذى حققته البعثة العسكرية الإسرائيلية خلال اجتماعها بالمسئولين الروس هو الاتفاق على مواصلة المفاوضات حول آلية التنسيق حتى التوصل لاتفاقات ملزمة حول طرق وإجراءات وآلية التنسيق فى سوريا، لاسترضاء الروس بما لا يتعارض مع الرغبة الإسرائيلية.من جانبها، قالت القناة الإسرائيلية الرسمية، «كان» إن المؤسسة الأمنية فى تل أبيب ترى أن قرار الروس عدم السماح لجيش النظام السورى بالتحكم بمنظومة الدفاع الجوية المتطورة، يمثل تلميحا روسيا بأنه لا يوجد لدى موسكو توجه لإعاقة عمل سلاح الجو الإسرائيلى فى الأجواء السورية، وأن جيش الاحتلال بإمكانه مواصلة عملياته فى الأجواء السورية من دون تحد.فى المقابل، نقلت القناة عن مصادر سياسية إسرائيلية قولها إن القرار الروسى قد يعنى رسالة تحذير روسية لإسرائيل بعدم مواصلة العمل داخل الأجواء السورية، مشيرة إلى أن موسكو تعى أن إسرائيل غير معنية بمهاجمة منظومة الدفاع الجوى فى حال قامت بإعاقة عمل الطائرات الإسرائيلية، خوفا من تفجر أزمة جدية مع موسكو بسبب المس بالجنود الروس الذين يديرون المنظومة.من جانبه، رأى المحلل العسكرى فى «شركة الأخبار» الإسرائيلية، رونى دانييل، أن إرسال وفد من الجيش الإسرائيلى برئاسة قائد شعبة العمليات، أهارون حليفا، إلى موسكو من أجل لقاء نظرائهم الروس، هو مؤشر لتصعيد محتمل.وقال دانييل إن «لإسرائيل مصلحة كبيرة فى تجنيد روسيا إلى جانبها، والسؤال هو ما هو هدف هذا الوفد؟ الإجابة الأولى هى أن الحديث يدور عن إطلاع الروس وحسب على سير العملية. والإجابة الثانية هى أن الحديث يدور عن الإعداد لشيء ما أكبر يمكن أن يتطور فى منطقة الحدود».بدوره علق موقع «نيوز إسرائيل» على اللقاء المشترك، وقال إن موسكو وجهت رسالة فى غاية الصرامة إلى تل أبيب، تحذّر فيها بشكل قاطع من إقدام الجيش الإسرائيلي، على محاولة استهداف الأنظمة الدفاعية التى نصبتها القوات الروسية فى سوريا، ولا سيما أنظمة الدفاع الجوى من طراز «إس- ٣٠٠».وأوضح الموقع أن موسكو فرضت حظرا تاما على الجيش الإسرائيلي، ووجهت رسالة تحذيرية جديدة لرئيس الوزراء ووزير الدفاع بنيامين نتنياهو، بشأن المساس بأنظمة الدفاع الجوى التى نصبتها موسكو، وتقول إنها تؤهل قوات الجيش السورى لإدارتها فى المستقبل المنظور.وأضاف الموقع أن روسيا أبلغت كلا من إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية وجميع الدول التى تشارك فى هجمات داخل سوريا والعراق ضمن الائتلاف الدولى الذى تقوده أمريكا، أن أنظمة الدفاع الجوى فى سوريا دخلت الخدمة بالفعل، وأصبحت جاهزة للعمل، وأن من يديرها حاليا هم ضباط وجنود روس، لذا فإنه يحظر المساس بهذه الأنظمة؛ لأن أى مساس بها سيعتبر عملًا حربيًّا عدائيًّا ضد الجيش الروسي.
مشاركة :