في عام 1997 تأسس قسم العمارة في كلية الهندسة والبترول، ليمد السوق الكويتي بمعماريين خبراء، «قادرين على اكتشاف حلول ابتكارية عبر أفكار معمارية فريدة وفعالة». وخلال أجيال متعاقبة عكست جودة التعليم المعماري الذي استمدته من أساتذة أفاضل كُلِّلَ جهدهم باعتراف المجلس الوطني لاعتماد التعليم المعماي (NAAB) بمنهاجهم التعليمي ابتداءً من شهر يناير 2010. واستتبع ذلك، المرسوم الأميري رقم 390 الصادر في 19 أكتوبر 2010 ليحوّل قسم العمارة إلى كلية مستقلة، وهي بدورها استقبلت أولى دفعاتها الطلابية عام 2013 إذا لم أكن مخطئاً. كنت ضمن مجموعة نادرة حملت العمارة عشقاً ومساراً حياتياَ، لا تخصصاً دراسياً فحسب! وخاضت بعد التخرج مجالات الإبداع جميعها، فنافست وتقدمت على غيرها ممن كان له باع طويل في مساره الإبداعي. وساهموا عبر ما قدموه في نشر الصورة الإيجابية عن المعماري المبدع والملهم والملتزم، وعادوا إلى صفوف التدريس معلمين، ينقلون أمانة العمارة إلى أجيال مؤمنة بأهمية دورها في تقدم مجتمعها ورقيّه، إلا أن الله لم يقدّر لي استكمال تشرفي بمزاملة هؤلاء النخبة، وشاء لي طريقاً آخر رغم محاولاتي اللحوحة بالعودة مجدداً لاستكمال سنة أخيرة تفصلني عنهم. ما زلت أذكر المناظرة التي أجريناها بيننا وبين أصدقائنا الألدّاء –المهندسين المدنيين- وحول دور كل منا في المكتب والميدان، وانتهينا إلى كلمة سواء بيننا وبينهم فشهد كل منا للآخر بفضله ودوره وأهميته، وكل حزب بما لديهم فرحون. في هذه السنة تخرجت الدفعة الأولى من معماريي ومعماريات كلية العمارة لينضموا لإخوتهم وأخواتهم من معماريي ومعماريات كلية الهندسة والبترول، ولو قدّر لي العودة منذ سنة لكنت ضمنهم، لكنني كنت سأقع في مفارقة غريبة لا تدل إلا على سوء طوية مستهجنة، إذ رغم تشابه المنهج الدراسي لجميع مخرجات تخصص العمارة، فإن هذه الدفعة بالذات لن تتساوى مع أقرانها من دفعات سابقة! والسبب أن ديوان الخدمة المدنية –بإيعاز من جهة ما داخل الإدارة الجامعية- استبدل مسمى المعماري بمصمم ديكور ليحرم مخرجات العمارة من امتيازاتها!
مشاركة :