تنتظر السلطات الفرنسية اليوم، السبت الخامس من احتجاجات حركة «السترات الصفراء»، بعد أن رفض عدد من قادة الحركة المناشدات الحكومية، بتعليق التحركات، ووقف التظاهرات بعد الحادث الإرهابي في ستراسبورغ، الذي تبناه تنظيم «داعش»، على الرغم من القرارات الحكومية الأخيرة الهادفة لامتصاص الغضب الشعبي، لكن الدعوات مازالت متواصلة للحشد في باريس وغيرها من المدن الأخرى في تحد صريح لإدارة إيمانويل ماكرون، ودعت حركة السترات الصفراء، إلى التجمع مجدداً اليوم في باريس وفي المدن الأخرى، وذلك بعد مقتل منفذ هجوم ستراسبورج الذي تذرعت به الحكومة، لتطلب وقف التظاهرات للتفرغ لمتابعة الحدث الإرهابي الذي أوقع أربعة قتلى حتى الآن.وقال إريك دروويه أبرز قادة «السترات الصفراء» في فيديو على صفحته على «فيسبوك» أمس الأول: «إن الوقت غير مناسب أبدا للتوقف لا بد من أن نكمل»، مضيفاً: «ما قام به ماكرون الاثنين ليس سوى دعوة لكي نمضي قدماً، لأنه بدأ بالتراجع، والأمر بالنسبة إليه غير معهود».ولقيت الدعوات إلى التظاهر تجاوباً، وأكد الآلاف عزمهم على المشاركة في تجمعات السبت.وذكرت صفحة إحدى مجموعات السترات الصفراء على فيسبوك «لقد قتل الإرهابي، ولم يعد هناك من عائق للتظاهر مجدداً. ليتوحد كل أصحاب السترات الصفراء السبت مجدداً».وأعلنت السلطات عن إجراءات أمنية مشددة في باريس، حشدت لها 8000 عنصر من قوى الأمن، و14 آلية مدرعة. وقال وزير الداخلية كريستوف كاستانر أمس في حديث إذاعي: «من الأفضل لقوات الأمن أن تقوم بعملها الحقيقي، أي ملاحقة المجرمين والعمل على الحد من الخطر الإرهابي، بدلاً من العمل على ضمان السلامة على مستديرات الطرق».وارتفع عدد قتلى التظاهرات حتى الآن إلى ستة أشخاص، وشهد السبت الماضي تظاهر 136 ألف شخص في أنحاء فرنسا، وانتهى باعتقال نحو ألفين، وسقوط أكثر من 320 جريحاً.من ناحية أخرى، تواصل السلطات الأمنية البحث عن متورطين آخرين محتملين في هجوم ستراسبورج الذي تبناه تنظيم «داعش» المتطرف، عقب مقتل منفذ الهجوم المشتبه فيه شريف شيكات، في عملية أمنية أمس، بعد مطاردة استمرت يومين.وقال المدعي العام الفرنسي المختص بقضايا الإرهاب، ريمي ريتز، إن المحققين يريدون معرفة ما إذا كان منفذ الهجوم تلقى دعماً خلال فراره، موضحاً، أن السلطات ألقت القبض حتى الآن على سبعة مشتبه فيهم، بينهم والدا القتيل وشقيقاه.وتبنى تنظيم «داعش» الهجوم الذي نفذه الفرنسي شريف شيكات. وقالت وكالة «أعماق» بحسب ما نقل عنها مركز «سايت» الأمريكي لرصد المواقع الجهادية إن «منفّذ هجوم مدينة ستراسبورج شرقي فرنسا مساء الثلاثاء هو من جنود داعش ونفّذ العملية استجابة لنداءات استهداف رعايا دول التحالف».ووصف وزير الداخلية الفرنسي، أمس تبني تنظيم «داعش» لاعتداء ستراسبورغ بأنه «انتهازي تماماً»، مشيراً إلى أن الأمر لم يفاجئه. وقال كاستانير: «لن يغير تبني داعش الانتهازي للاعتداء أي شيء. كان هناك رجل هنا غذّى الشرّ داخله». (وكالات)
مشاركة :