الرياض – الوكالات: أعربت السعودية أمس الجمعة، عن تأييدها للاتفاق الذي تم التوصل إليه بين المتمردين الحوثيين والحكومة اليمنية خلال محادثات في السويد، بحسب ما جاء في بيان رسمي. وقال البيان الذي نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية إن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، ونجله ولي العهد الأمير محمد الذي يتولى أيضا منصب وزير الدفاع، يؤيدان الوصول إلى حل سياسي للنزاع المتواصل منذ 2014. وقال البيان «عبّر مصدر مسؤول بوزارة الخارجية عن ترحيب المملكة العربية السعودية بما تم التوصل إليه من اتفاق في مملكة السويد بين وفد الحكومة الشرعية للجمهورية اليمنية الشقيقة والوفد الحوثي». وأكد أن «المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد ملتزمة بالوصول إلى الحل السياسي في اليمن بما يضمن أمنه واستقراره وسلامة أراضيه»، داعيا الحوثيين إلى «تغليب مصلحة الشعب اليمني بالوصول إلى حل سياسي شامل». من جهته، كتب وزير الخارجية عادل الجبير على حسابه على تويتر «لقد بذل سيدي سمو ولي العهد جهودًا شخصية كبيرة لإنجاح المفاوضات». وتوصلت الحكومة اليمنية والمتمردون الحوثيون في السويد إلى اتفاق لسحب القوات المقاتلة من مدينة الحديدة ومينائها الحيوي، ووقف إطلاق النار في المحافظة التي تشهد مواجهات على جبهات عدة. كما اتّفق طرفا النزاع على التفاهم حيال الوضع في مدينة تعز، وعلى تبادل نحو 15 ألف أسير، وعقد جولة محادثات جديدة الشهر المقبل لوضع أطر لسلام ينهي الحرب المستمرة منذ 2014. وأكد المصدر المسؤول في وزارة الخارجية السعودية أن «تسليم ميناء الحديدة يعتبر خطوة مهمة للمساعدة في رفع المعاناة الإنسانية عن الشعب اليمني الشقيق وإيصال المساعدات إلى مستحقيها». وعقد مجلس الأمن الدولي، الجمعة، الجلسة الخاصة للاستماع إلى إحاطة للموفد الدولي إلى اليمن، مارتن غريفيث، حول «اتفاق السويد» بين أطراف الأزمة اليمنية. وقال غريفيث في إفادة عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من الأردن، إن أطراف مفاوضات اليمن نجحت في التوصل إلى اتفاق، مثمنا تعاون الأطراف اليمنية في سبيل تحقيق هذا الإنجاز. وأضاف: «أشكر ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، الذي أكد دعمه الحيوي والشخصي لهذه العملية، وكذلك الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي». وأشار إلى ارتفاع مستوى الثقة بين الأطراف اليمنية التي تمكنت من التوصل إلى تسوية حول المعارك في الحديدة. ويشمل الاتفاق انسحاب كل الأطراف المسلحة من المدينة، موضحًا أن الاتفاق حيز التنفيذ، الخميس، 13 ديسمبر. وشدد المبعوث الدولي على أهمية وقف القتال في الحديدة بما يسمح للأمم المتحدة بلعب دور فعال لتقديم الاحتياجات الإنسانية. وقال: «نعمل الآن على خطة أممية لكيفية إدارة ميناء الحديدة». وأعلن أن الاتفاق في السويد شمل فتح ممرات إنسانية في مدينة تعز لإيصال المساعدات الإنسانية. وذكر أن تبادل الأسرى سيتم في منتصف الشهر القادم يناير تحت إشراف الصليب الأحمر الدولي، وسيشمل نحو 4 آلاف سجين. وتطرق المبعوث الدولي إلى القضايا التي أخفقت فيها المفاوضات، مثل فتح مطار صنعاء، والإشراف على البنك المركزي اليمني، موضحًا أن الطرفين اتفقا على الاجتماع مجددا في نهاية الشهر القادم. وأعلن أن الأيام القادمة ستكون حاسمة حول تطبيق الاتفاقات، ونأمل أن تتم تسوية أزمة اليمن قريبا. وفي كلمة تالية أمام جلسة مجلس الأمن، قال مارك لوكوك، منسق الشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ، إن الملايين في اليمن يعانون من الجوع والمرض. وشدد على ضرورة التعجيل بإحلال السلام لتوفير الحماية والمساعدات للشعب اليمني. وأشار إلى تقرير حديث أعدته منظمات إغاثية عدة يحذر من أن اليمن يسقط نحو المجاعة.
مشاركة :