أعلنت الحكومة الصينية أمس الجمعة أنها ستُعلق في الأول من كانون الثاني/ يناير ولثلاثة أشهر، الرسوم الجمركية الإضافية التي فُرضت على السيارات وقطع الغيار المستوردة من الولايات المتحدة، في إطار الهدنة التجارية التي أعلنها البلدان.وكانت بكين قد رفعت نسبة رسومها الجمركية هذا الصيف من 10 إلى 35%، ردًّا على زيادة رسوم جمركية فرضتها واشنطن على سلع صينية مستوردة تبلغ قيمتها حوالي 50 مليار دولار.وأوضح مجلس الدولة وهو مجلس الوزراء الصيني، أن «تعليق الرسوم الجمركية هو تدبير ملموس لتطبيق التوافق الذي توصل إليه رئيسا البلدين».من جهة أخرى، كشفت بيانات اقتصادية عن تباطؤ الاقتصاد الصيني مجددا في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي في ظل تراجع مبيعات التجزئة والإنتاج المحلي، مما يرسم مستقبلا محفوفا بالتحديات أمام صناع السياسة الصينيين الذين يجتمعون الأسبوع المقبل خلال مؤتمر العمل الاقتصادي السنوي في بكين لوضع أسس المسار الاقتصادي للبلاد خلال عام 2019.وتراجعت نسبة نمو الإنتاج الصناعي في الصين إلى 4.5%، في وتيرة تقل عن جميع التقديرات الاقتصادية، فيما سجلت مبيعات التجزئة، التي تعتبر من ركائز الاقتصاد الصيني، أضعف أداء لها منذ أيار/ مايو عام 2003، حيث ارتفعت بنسبة 8.1% مقارنة بالعام الماضي، وتراجعت الأسهم الصينية في الوقت الذي تشير فيه البيانات إلى تباطؤ الأداء الاقتصادي للبلاد.ونقلت وكالة أنباء «بلومبيرج» عن فريدريك نيومان رئيس قسم الأبحاث الاقتصادية الآسيوية بمؤسسة «إتش.إس.بي.سي هولدنجز» للخدمات المصرفية في هونج كونج، القول: «في ظل تراجع إنفاق المستهلكين وانخفاض الإنتاج الصناعي، أصبحت الحاجة إلى اتخاذ إجراءات لتحقيق الاستقرار أكثر إلحاحاً».وأضاف: «حتى إذا ما انقشعت السحب على جبهة التجارة، على الأقل مؤقتاً، فإن تراجع الطلب المحلي يظل يلقي بظلاله على النمو، وسيتعين تخفيف قبضة السياسات من أجل الحد من التراجع».من جهته، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون إن الولايات المتحدة تعتزم مواجهة النفوذ السياسي والاقتصادي في إفريقيا ووصف ممارسات شركات البلدين بأنها تتسم «بالفساد» و«الاستغلال».وقال بولتون في كلمة ألقاها في مؤسسة هريتدج للأبحاث إن الأولوية الأهم لدى واشنطن ستتمثل في تطوير علاقات اقتصادية في المنطقة لإتاحة فرص للشركات الأمريكية وحماية استقلال الدول الإفريقية وكذلك مصالح الأمن القومي الأمريكية.وأضاف «المنافسون على القوة العظمى، وتحديدا الصين وروسيا، يوسعون نفوذهم المالي والسياسي على نحو سريع في أنحاء إفريقيا».ومضى قائلا «إنهم يوجهون استثماراتهم في المنطقة عن عمد وعلى نحو عدائي لنيل أفضلية تنافسية على الولايات المتحدة».ويحاول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ، زعيما أكبر اقتصادين في العالم، حل النزاعات التجارية بين البلدين التي عصفت بالأسواق.وقال بولتون «تلجأ الصين إلى الرشوة وإبرام اتفاقات غير واضحة واستخدام الدين على نحو استراتيجي لإبقاء البلدان الإفريقية رهينة رغباتها ومطالبها. مشروعاتها الاستثمارية تعج بالفساد».وفي بكين، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لو كانغ إن تعاون بلاده مع إفريقيا يتعلق بمساعدة القارة على التطور والنماء ويلقى إشادة واسعة هناك.وقال في إفادة صحفية يومية «عندما نتحدث عن التعاون مع إفريقيا فإننا نتحدث في الأغلب الأعم عما تحتاجه إفريقيا كالتحديث الزراعي».وتابع «لكن الشخص الأمريكي، ناهيك عن حديثه عن احتياجات الولايات المتحدة نفسها، لم يفكر في إفريقيا وإنما في الصين وروسيا. هذا مثير بحق»، وقال إن الصين ستواصل التعاون الودي المتبادل مع إفريقيا مهما كانت آراء الآخرين.وفيما يتعلق بروسيا، أدلى بولتون بتعليقات على نفس الدرجة من الشدة، وقال «في أنحاء القارة، تطور روسيا علاقاتها السياسية والاقتصادية دون مراعاة تذكر لحكم القانون أو الحوكمة التي تتسم بالمحاسبة والشفافية».واتهم موسكو ببيع السلاح والطاقة مقابل أصوات في الأمم المتحدة «تُبقي أصحاب النفوذ في السلطة وتقوض الأمن والسلام وتتحرك في اتجاه يتعارض مع مصالح الشعوب الإفريقية».وقال بولتون إن ممارسات الصين التي تتسم «بالاستغلال» تكبل النمو الاقتصادي في إفريقيا وتهدد استقلال دولها اقتصادياً.وأضاف أن الولايات المتحدة تطور مبادرة (إفريقيا المزدهرة) لدعم الاستثمار الأمريكي في القارة والطبقة المتوسطة المتنامية في المنطقة. ولم يذكر تفاصيل.وأشاد لاندراي سيجنه الباحث في مبادرة نمو إفريقيا في معهد بروكنجز في واشنطن بتركيز الإدارة الأمريكية على التجارة والاستثمار بدلاً من الأمن لكنه قال إنه يريد تفاصيل بشأن المبادرة الأمريكية المزمعة، وقال «استراتيجية إدارة ترامب الجديدة تجاه إفريقيا تعكس فهما أدق للتحركات سريعة التغير داخل إفريقيا. لكن الاستراتيجية لا تبدو كافية للتعامل مع مصالح الولايات المتحدة الاقتصادية والأمنية المهددة ونفوذها المهدد أيضا».وتثير سياسات الصين في إفريقيا قلق الولايات المتحدة التي تسعى لزيادة الأموال المخصصة للتنمية في مواجهة مطامح بكين. (وكالات)
مشاركة :