النعمة: التفكّر في مصير الأمم الغابرة دليل رجاحة العقل

  • 12/15/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

دعا فضيلة الداعية عبدالله بن محمد النعمة، في خطبة الجمعة أمس، بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب، إلى ضرورة النظر في الكون والمخلوقات، وأخذ العظة والاعتبار مما يجري حول الإنسان من المواقف والحوادث. وأكد فضيلته ضرورة الاستفادة من قصص الغابرين وأحوال الماضين، وأن ذلك من علامات التيقظ والانتباه، ودلائل العقل والفلاح. لافتاً إلى أن الحياة ميدان، وأن التجربة خير برهان، وأن الحكمة ضالة المؤمن، والعاقل يتعلم ويأخذ من أحوال الناس العبرة. وقال فضيلته: «إن الحياة كلها تجارب وعبر، وأعظم ما يتميز به الأفراد والأمم هو القدرة على الاستفادة من التجارب وعدمها. فالحادثة تمرّ أمام جمع من الناس، ويسمع بها جموع آخرون، فيستفيد منها جمع، وآخرون تمرّ بهم الحادثة على عين بلهاء وفؤاد ميت ونفس غافلة لاهية، فلا يستفيدون منها شيئاً حتى يكونون هم بأنفسهم عبرة لأولي الأحلام والنهى».وأوضح أن كل من تفكّر في عواقب الدنيا وأحوالها أخذ الحذر، ومن أيقن بطول الطريق تأهب للسفر، وربما كانت الأحداث التي تجري من حول الإنسان، والمواقف التي تمرّ به في الحياة، سبباً لعلو همته وفلاحه وصلاح حاله. لافتاً إلى كثرة الحديث في كتاب الله تعالى عن التدبر والاتعاظ، مثل قوله عز وجل: (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ)؛ أي: ‏تذكروا عقاب الله، وجزيل ثوابه، ووعده ووعيده، فتابوا وأنابوا، واستعاذوا بالله، وراجعوا من قريب. وأضاف: «ما أكثر المواعظ التي نبّه الله تعالى عليها في كتابه، وضربها لعباده مثلاً ليعتبروا ويتعظوا، فلا يصيبهم ما أصاب الأمم الخالية المعرضة المكذّبة، ولا يُؤخذون على حين غفلة وغرة». لافتاً إلى أن العاقل الحازم ذا الهمة العالية والبصيرة النافذة، يحرص على الاستفادة من جميع الأمور التي تمرّ به مهما اختلفت عليه. موضحاً أنه إذا أحسن المرء التفكر، كان له في كل شيء عبرة وعظة وفائدة. وقال فضيلته: «كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يربي أصحابه وأمته من بعدهم على الاعتبار والتفكر في أحوال الدنيا وحوادثها، وأخبار الماضيين ومآلهم، فكان يقص على أصحابه من أخبار الأمم الماضية وقصصهم ما يستلهمون منه العظة والعبرة ويأخذون منه الفائدة والسلوى». منوهاً بأهمية أن يعتبر المؤمن العاقل، وأن يتفكر في حاله ومآله، وأن ينظر إلى أمره، ‏وأن يبكي على حاله، وأن يستعد للقاء ربه؛ فإن العبرة ليست بطول العمر، وإنما بحسن العمل.;

مشاركة :