كشف الدكتور جمال الصالح، استشاري أمراض الروماتيزم، المدير الطبي لمستشفى دبي، عن بدء استخدام الذكاء الاصطناعي في الكشف عن الأمراض، خاصة المزمنة منها، التي قد تصيب مرضى الروماتيزم، خلال 10 سنوات مقبلة، لافتاً إلى البدء أيضاً في استخدام الذكاء الاصطناعي في علاج آلام المفاصل والظهر. وأكد الصالح أن اللجوء إلى الذكاء الاصطناعي في الكشف عن الأمراض المستقبلية يساهم في تدخل الأطباء للحد من حالات الإصابة أو المضاعفات المتوقعة عند الإصابة، وذلك عن طريق تغيير الخطة العلاجية أو استخدام مركبات دوائية أكثر قدرة وفعالية على الحد من تلك المضاعفات. وقال: «نقوم حالياً عن طريق الذكاء الاصطناعي بتحليل احتمالية خطر إصابة المريض بأمراض القلب أو الأمراض الأخري للسنوات العشر المقبلة، وفقاً لأعلى الممارسات والبروتوكولات والمعايير العالمية المطبقة في المجال الطبي، هو أول برنامج من نوعه على مستوى العالم العربي». وأشار الصالح، في تصريحات على هامش مؤتمر جائزة حمدان للعلوم الطبية العاشر الذي اختتم فعالياته أمس، في فندق روضة البستان بدبي، إلى أن السجل الذكي لأمراض التهابات المفاصل والروماتيزم في مستشفى دبي يقوم بتجميع البيانات كافة، المتعلقة بمرضى العيادات الخارجية أو مراكز الرعاية الصحية الأولية التابعة للهيئة، ويتولى عن طريق الذكاء الاصطناعي تحليلها، وتقديم احتمالات طبية للإصابة بالأمراض. وأفاد بأن مشروع السجل الذكي لأمراض التهابات المفاصل والروماتيزم يُعد طفرة نوعية، إذ يعمل على توحيد معايير نظام الرعاية الصحية، من خلال تسهيل التشخيص والكشف المبكر للمرض، وتوحيد نظام متابعة ورصد الأمراض، وتوفير سجل طبي موثق وغني بالمعلومات يمكن الرجوع إليه في أي وقت. وأعلن الصالح أن القسم سيقوم بداية عام 2019 بإجراء بحث جديد حول إعادة تقييم الحالة الصحية لمرضى الروماتيزم بدبي، للوقوف على تطور حالاتهم الصحية بعد 10 سنوات من البحث الأول، وكذلك الوقوف على النسبة الجديدة للإصابة، ليكون أول بحث إعادة تقييم في العالم العربي. وأوضح أن البحث الأول أجري أول مرة عام 2008، وشمل 5000 مواطن من سكان إمارة مسجلين في 16 عيادات خارجية دبي، وكان عدد سكان دبي من المواطنين آنذاك 250 ألف نسمة. وذكر الصالح أن عدد المرضى الذين تم إدراجهم في البحث اقتصر فقط على 3984 مريضاً، تراوحت أعمارهم بين 18و 85 سنة، تبين أن 32.3 % عانوا من الآلام الظهر، و26% لديهم آلام الركبة، و1% من الروماتيزم، و2.2% من الروماتويد السالب، و5.3% الروماتيزم المصاحب للصدفية، و7% من روماتيزم الأوتار والأربطة. وفي سياق متصل، ناقش أمس مؤتمر دبي العالمي العاشر للعلوم الطبية، الذي نظمته جائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، في يومه الثاني والأخير، 13 موضوعاً علمياً تتعلق بالجهاز العضلي، قدمها أطباء وعلماء مختصون، بمشاركة الفائزين بجائزة حمدان العالمية الكبرى، وجائزة حمدان العالمية للبحوث الطبية المتميزة، الذين قدموا أحدث ما توصل إليه العلم في مجال الاضطرابات العضلية الهيكلية. وتحدث البروفيسور فريدريك كابلان، الفائز بجائزة حمدان العالمية الكبرى، عن موضوع التحول التدريجي لنظام عضو واحد إلى آخر، فيما تحدث البروفيسور فرانكلين سيم، الفائز بجائزة البحوث الطبية المتميزة، عن تجربته في مايو كلينك عن تنفيذ الطباعة ثلاثية الأبعاد في عيادة الأورام لتقويم العظام. وتخللت الجلسة الثانية، من اليوم الثاني للمؤتمر، ندوة علمية للدكتور جمال الصالح رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر والمدير الطبي ورئيس قسم أمراض الروماتيزم في مستشفى دبي، حول التهاب المفاصل، بينما ناقشت الدكتورة حميرا باداشا، استشارية أمراض الروماتيزم ومديرة مركز حميرا باداشا الطبي بدبي، موضوع التهاب المفاصل الروماتويدي.
مشاركة :