حضارات المملكة تخطف أنظار زوار متحف اللوفر أبوظبي

  • 12/15/2018
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

حظي معرض «روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور» الذي يقام حاليا في متحف اللوفر- أبوظبي بإقبال واسع من الزوار من مختلف الجنسيات، نظرا لما تحمله من معلومات مهمة عن تاريخ وحضارات المملكة والجزيرة العربية. وعبر زوار المعرض عن انبهارهم بما شاهدوه من قطع فريدة ومميزة في أشكالها وقيمتها الاثرية التي تبرز تاريخ المملكة وما شهدته أرضها من حضارات متعاقبة عبر التاريخ، وأشاروا إلى أن ما شاهدوه في المعرض يؤكد تميز المملكة في مجال الاثار وتطورها في مجال تقنية اكتشاف هذه الكنوز وطريقة حفظها. وقال المدير العام للهيئة الوطنية للمتاحف الفرنسية سابقاً، بيير فرانس زمور: «المعرض حدث تراثي وثقافي غاية في الاهمية، ويمثل ذاكرة الصحراء الضاربة في القدم، حيث كانت التجارة شريان حياة العالم، وكان طريق التجارة العربي المار عبر المنطقة العربية من أشهر وأكبر الممرات التجارية حول العالم آنذاك، وقد أقيم معرض مشابه بعنوان «روائع آثار السعودية» في متحف «لوفر باريس» عام 2010، وحقق جماهيرية كبيرة في فرنسا وأوروبا، وتابعه آلاف المهتمين بتاريخ المنطقة العربية والحضارة العريقة لهذه المنطقة المهمة في التاريخ، والمعرض الذي يستضيفه «لوفر أبوظبي» هذا العام ويعرض 466 قطعة أثرية لحضارة شبه الجزيرة العربية وأرض الحجاز ومملكة «كنده العربية» عام 200 ق.م، حدث ثقافي وتاريخي غاية في الاهمية ويهتم به آلاف الاشخاص حول العالم، حيث يظهر نمط حياة أصيل لشعب عريق اهتم بالفروسية وتربية الصقور والصيد وحماية القوافل التجارية وتنظيمها وتسييرها، والمميز في الامر أن المتحف الذي يقام في الامارات يعكس صورة الماضي البعيد من قلب دولة مازالت تحافظ على روح الحضارة القديمة، وتعيش على روح الاصالة في ثوب معاصر». بدورها، قالت الاثرية والباحثة بالمعهد الوطني لعلوم الاثار والتراث في باريس، سيمون غارودي، إن عشرات البعثات الاثرية العربية والغربية اكتشفت الاف المواقع الاثرية المهمة في الإمارات والسعودية والبحرين خلال السنوات العشر الماضية تحديداً، واضاف: «وهذه الاكتشافات في غاية الاهمية بالنسبة لتاريخ الانسانية، ومن الرائع أن تهتم الامارات بشكل خاص بالمتاحف الوطنية لتمثل ذاكرة المنطقة، تحفظ للاجيال الحالية والقادمة تاريخ منطقة الخليج وحضارة الصحراء العربية المليئة بالاصالة والعراقة، مبينة أن الرائع في متحف «اللوفر أبوظبي»، أنه يعرض قيمة الماضي الرائعة بشكل متطور ومتقدم وفق أحدث وسائل وأدوات العرض والحفظ والتخزين، وهذا أمر مهم للغاية يجعل من السهل على ماليين المهتمين حول العالم متابعة معارض المتحف التي تقام بشكل مستمر لتقديم التاريخ العربي للعالم كما ينبغي أن يكون، وهي رسالة راقية نحيي الامارات وقادتها على تبني هذا المجهود وهذه القيمة الانسانية المهمة التي يولونها أهمية كبيرة، بشكل يؤكد أن رقي الحاضر الاماراتي نابع من أصالة الماضي». وعدّ الفنان التشكيلي وعضو مجلس أمناء متحف أورسيه الفرنسي، جان دي كورني، أن متحف «اللوفر أبوظبي» خزانة كنوز مهمة للحضارة العربية في منطقة الخليج، إذ يضم آلاف القطع الاثرية التي تعكس نمط الحياة العربية عبر العصور، تم جمعها من الإمارات والسعودية والبحرين ومصر والعراق واليمن وعمان. واستطرد: «وتتعاون دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي مع نظيراتها في الدول العربية تحديداً وحول العالم عموماً، وهو ما جعل «اللوفر أبوظبي» بمثابة ذاكرة تاريخية متكاملة تعكس صورة واقعية لتاريخ طويل كان العرب خلاله أصحاب حضارة وأصالة، فبمجرد التجول داخله تغوص في أعماقه مبحراً في المتحف، وتدخل التاريخ مجسماً آلة الزمن، فلا تشعر بالحاضر وتتجرد من أحاسيس المكان والزمان لتعيش بفضل العرض الجيد والتوزيع المتناسق وتقسيم المعرض المدروس بعناية، وكأنك واحد من فرسان العرب، وهو ما يجعل «لوفر أبوظبي» أكبر من أثرية، فهو حالة فريدة ومتميزة نجحت في كونه مجرد متحف يضم قطعاً خلقها الامارات وسط عاصمتها، لتقول للعالم نحن هنا». وقال الباحث الهندي عليم الدين: «المعرض مهم جداً، حيث يتيح التعرف إلى منحوتات من العصر الحجري، وينظر الانسان إلى تحف عمرها عشرات آلاف السنين، وهذا يجعلنا نعيد التفكير في كثير من الامور ونتساءل كيف أن هذا حفظت هذه القطع، رغم الظروف البيئية المعروفة بالمنطقة». وتابع: «وهذا يدل على مدى التقنية والعمل الجاد الذي يتم الاكتشاف هذه الكنوز وطريقة حفظها أيضا». وأكدت الزائرة السيدة كابرا، أن التمعن بهذا التراث العظيم مهم جداً، مشيرة إلى أنها لم تكن تعلم الكثير عن تراث الجزيرة العربية، وأن إقامة المعارض شيء مهم لتواصل المعرفة الثقافية بين الناس، مبينة أنها شاهدت قطعاً جاءت من جميع أنحاء العالم، مما يوطد التفاهم والتواصل بين الشعوب والمجتمعات، فمن خلال زيارة المتاحف نعرف بعضنا أكثر.

مشاركة :